مركز دراسات جنوب العراق
نبارك للشعب العراقي هذا الانجاز التاريخي الكبير
(الاهوار العراقية تتربع نصراً أممياً..
لنطور هذا الانجاز التاريخي معاً ايها العراقيون)
أدرجت يوم الاحد (17/7/2016) اليونسكو (التابعة لمنظمة الامم المتحدة) الاهوار والمناطق الاثرية في جنوب العراق في لائحة التراث العالمي، وقد تعرضت الاهوار في جنوب العراق في عهد النظام البائد الى التصحير بفعل سياسة النظام البائد بعد ان قطع المياه التي كانت تغذيها، فقد أنشأ النظام الصدامي في جنوب العمارة ميسان (نهر العز) لتصريف مياه دجلة الى شط العرب مباشرة كما انشأ على جهة الناصرية ذي قار (نهر القائد) لتصريف مياه الفرات الى شط العرب مباشرة وقد أثر ذلك على تجفيف الاهوار التي كان يخشاها صدام المقبور بعد ان أفادت من الاهوار الفصائل العراقية المعارضة للنظام الدكتاتوري البائد آنذاك.
لقد سقطت هذه المنطقة بشكل فعلي بيد المعارضة لا سيما في الليل حيث كانت تخرج من سيطرة السلطة تماماً حتى صحّرها النظام فقتل الحياة فيها ومن أبرز مظاهر التجفيف الجائر الذي قام به النظام البائد:
1-هجرة السكان الاصليين للاهوار.
2-تدمير الزراعة وانقراض الثروة السمكية والطيور لشحة المياه او انعدامها.
3-انتشار الأوبئة والامراض واتساع التمدد الحراري على مدن الجنوب بعد أن كانت تلك المسطحات المائية الواسعة عاملاً مهماً في تخفيف درجات الحرارة.
خرائط مشروع التجفيف في قبضة المعارضة:
وجّه النظام البائد وزارات الري والزراعة والبلديات والدفاع والتصنيع العسكري لمشروع تجفيف الاهوار وقد تمكنت المعارضة من السيطرة على الخرائط الرسمية التي صمموها لتجفيف الاهوار، وكنتُ ضمن الوفد الذي زار المملكة المتحدة وتحدثت في اكثر من ندوة حول مشروع التجفيف وبعثنا نسخة من ذلك الى مجلس الأمن لعله يقف بوجه هذا المشروع التدميري للعراق مشروع تجفيف الاهوار.
وأتذكر مرة دُعيت اطراف المعارضة العراقية قبل 1999 الى البرلمان البريطاني حول موضوع الاهوار بدعوة من البارونة (إيما نكلسون) وطلب مني الحديث بحضور وسائل الاعلام الغربية وكافة أطراف المعارضة العراقية آنذاك، وطلبت من الجميع ان يلتفتوا الى مسألة واحدة وحل واحد لا غير فقلت لهم:
(اكسروا السدود التي اصطنعها صدام واتركوا المياه تدخل الاهوار) هذا فقط وفقط فالمياه ان عادت فان الحياة تعود معها فلا هجرة للانسان ولا للطيور وستعود الزراعة والثروة السمكية وتزول الاوبئة ويذهب التصحّر.
وبعد 2003 وبعد سقوط الصنم اكدنا مراراً على ضرورة بناء سدود متوسطة وليست عملاقة لحفظ المياه التي تذهب هدراً الى البحر ولا نحتفظ بها في انهارنا التي هي بحاجة التجريف والتنظيف ولا نحتفظ بها في خزائن الاهوار (جنات عدن) كما تسميها الكتب المقدسة القديمة. فلا سدود اليوم ولا تجريف للانهار للأسف الى هذه اللحظة بعد 13 سنة من سقوط الدكتاتور الذي جفف الاهوار.
مركز دراسات جنوب العراق الذي تأسس سنة 1993 دعا في كل ندواته واصداراته ولقاءاته وبياناته الى الدفاع عن الاهوار وعودتها الى الحالة المنتجة (سياحة وزراعة وحياة بشرية فاعلة) ولا يتم ذلك الا من خلال تشريع تتبناه الحكومة ووزارة خاصة بالاهوار او هيئة مستقلة ذات صلاحيات واسعة فهناك مشاريع تنتظر وفرص بناءة تدعم العراق واقتصاده وتساهم في استقراره بتقليص البطالة وتوسيع المشاريع الفاعلة من خلال تطوير الاهوار العراقية واعادتها الى سابق عهدها واكثر في ظل هذا القرار الاممي الجديد بادراج الاهوار والمناطق الاثرية في جنوب العراق في لائحة التراث العالمي فهنيئاً للشعب العراقي هذا الانتصار الكبير والانجاز التاريخي.
https://telegram.me/buratha