بغداد شريك استراتيجي ورأي طهران وأنقرة غير مهم لتحديد موعد الاستقلال
اعلن رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني ان بغداد شريك استراتيجي للكرد وان الحوار والتفاهم معها اولوية بالنسبة للكرد قبيل اتخاذ اية خطوات باتجاه الاستفتاء على استقلال الاقليم، مشيراً الى ان رأي ايران وتركيا غير مهم لاقدام الاقليم على هذا الاجراء.
بارزاني اكد في حديث للقسم الفارسي في اذاعة صوت اميركا تابعته الصباح الجديد ان اقليم كردستان يضع في مقدمة اولوياته الحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة وهو لايهدف عبر طرح مسألة الاستفتاء على زعزعة استقرار المنطقة، بارزاني وفي حين شدد على اهمية الحوار البناء مع بغداد، فانه اشار الى ان تثبيت حدود الاقليم في المناطق التي تحررت بدماء البيشمركة في الحرب على داعش يجب ان يسبق خيار حق تقرير المصير.
رئيس حكومة الاقليم اوضح انه عندما يفكر الكرد في الاستقلال او الكونفدرالية او أي نظام آخر مناسب لهم في العراق فانهم يعدون ذلك جزءاً من الحل لمشكلات العراق المنطقة وليس من المشكلة، مضيفاً «ومن هذا المنطلق نعتقد بضرورة ان يسبق أي قرار نتفق عليه بالانفصال او البقاء ضمن العراق، فتح حوار جدي مع بغداد لانها اولوية وشريك استراتيجي بالنسبة للكرد، لا ايران ولا انقرة مهمان في تحقيق ذلك الهدف، لذا نسعى للوصول الى حل معها عبر الحوار والتفاهم.
بارزاني اوضح ان اعتراضات دول الجوار على استقلال الكرد في العراق غير مبررة، لان الكرد لايهدفون عبر تحقيق الاستقلال الى خلق المشكلات والفتنة وهم عامل استقرار وامان للمنطقة، واردف «عندما شاركنا في تأسيس العراق الجديد كنا نهدف الى تثبيت اركان نظام ديمقراطي فدرالي وفكر ورؤية جديدة ولكننا فشلنا في تحقيق ذلك ولم تحترم مواد الدستور، لذا لا نريد اعادة تلك التجربة الفاشلة، لدينا الان عراقين عراق ما بعد الموصل وعراق ما قبل الموصل.
بارزاني عبر عن اسفه لسيادة فكر المركزية الادارية على العراق لحد الان، قائلاً «نحن كنا قبل عام 2003 مستقلين عن المركز وحاولنا بعد سقوط النظام السابق ان نجد صيغة للتعامل مع بغداد لكن لم يتم الالتزام بالدستور وقطعت ميزانية الاقليم فهل بامكان الكرد الاستمرار على هذا النحو لعشر سنوات لاحقة مع العراق والتغاضي عن حق تقرير المصير الذي هو حق مكفول، المهم بعد داعش هو تثبيت حدود الاقليم وبعدها القرار حول مسألة استقلال الاقليم، لافتاً الى ان المشكلات السياسية الراهنة في الاقليم لن تقف عائقًا امام اللجوء الى حق تقرير المصير في العراق.
وحول علاقة الاقليم مع ايران عبر بارزاني عن استيائه تجاه التهديدات التي يطلقها مسؤولون ايرانيون ضد حكومة الاقليم، رافضاً اية عمليات عسكرية تقوم بها المعارضة الايرانية انطلاقاً من اراضي الاقليم باتجاه ايران، مؤكداً تمسك حكومته باقامة افضل العلاقات مع طهران.
وفي معرض رده على سؤال حول وضع الاقليم وعلاقته مع الحكومة الاتحادية بعد داعش اكد بارزاني ان القضاء على داعش لايتم فقط عبر الطرق العسكرية وانما ينبغي اتخاذ آليات سياسية ومحاربة التنظيم فكرياً، وتابع «على المسؤولين في بغداد ادراك ان تنظيم داعش الارهابي تشكل من عمق المجتمع العراقي، وانه بعد تحرير الموصل سيبقى محافظاً على خلاياه النائمة وسيستعمل طرقاً مختلفة لادامة عملياته الارهابية بعد ان يفقد الاراضي التي سيطر عليها في البلاد».
وحول آلية ادارة عمليات تحرير الموصل اوضح بارزاني ان العملية مازالت في مرحلة وضع الخطط، مؤكداً وجود عقبتين امام عملية تحرير الموصل، حيث كان على قوات الجيش العراقي بعد معركة تحرير الفلوجة القيام بالتحضيرات المطلوبة لعملية تحرير الموصل، الا ان ذلك لم يحصل وقد تأخذ العملية عدة اشهر.
وحول مشاركة قوات البيشمركة في معركة تحرير الموصل والاتفاق العسكري بين الاقليم والولايات المتحدة الاميركية اكد رئيس حكومة الاقليم ان مشاركة قوات البيشمركة في تحرير الموصل مهم، معلناً وجود تنسيق بين حكومة الاقليم والحكومة الفدرالية والتحالف الدولي ضد داعش لادامة الدور المحوري السباق لقوات البيشمركة لتحرير مدينة الموصل، لافتاً الى ان بغداد مطلعة على الاتفاق بين الاقليم والولايات المتحدة، وعلى حكومتي الاقليم والمركز التوصل الى اتفاق سياسي لادارة المدينة ما بعد داعش.
بارزاني توقع تدفق اكثر من خمسمئة الف نازح من الموصل على مدن الاقليم خلال عمليات تحرير المدينة، مؤكداً ان وزارة الداخلية في الاقليم بالتعاون مع الامم المتحدة والجهات المعنية اتخذت التدابير المطلوبة لايواء واغاثة اللاجئين، مطالباً الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي بتقديم الدعم والمساعدة لاستيعاب موجة النزوح التي بدأت بالفعل من قضاء الشرقاط وغيرها باتجاه مناطق مخمور والمناطق الاخرى المحاذية لمدينة الموصل في الاقليم.
https://telegram.me/buratha