سحبت عصابات «داعش» الإرهابية العلاجات والعقاقير من مستشفيات وصيدليات الموصل بالقوة بعد رفض أغلب أصحابها سحبها لحاجة المدنيين لها وتحديدا الأطفال.
وذكر أصحاب الصيدليات في اتصالات هاتفية نقلًا عن صحيفة “الصباح” أن عناصر «داعش» بدؤوا بسحب هذه العلاجات منذ بدء تحرير قضاء الفلوجة والضفة الغربية من ناحية القيارة بمدينة الموصل بعد اصابات الآلاف من عناصرهم وقتل الكثير على يد الأجهزة الامنية».
وبحسب سكان محليين من مدينة الموصل فان «داعش» يقوم بسحب هذه العلاجات الى المشافي السرية الذي يستخدمها الإرهابيون داخل المنازل المصادرة التي تعود للعوائل النازحة بسبب كثرة الاصابات في صفوفهم».
وقال المواطن جمعة علي أن أسعار العقاقير بدأت بالارتفاع إلى حدود عالية حيث وصل سعر «الباراسيتامول الى (5000) دينار والفلاجين الى (6000) دينار ناهيك عن العقاقير المهدئة والمستخدمة لعلاج الجروح والحروق من الدرجة الاولى».
من جانبها كشفت الحاجة أم احمد عن فشلها في الحصول على دواء لأحفادها الذين أصيبوا بحالة تسمم معوي بالرغم من الذهاب الى خمسة مستشفيات في المدينة، مؤكدة ان هذا الحال موجود في كل مشافي الموصل التي تعمل بها ملاكات طبية دون علاج.
أما أم لقاء فأصرت بحدة على ان السبب هو «داعش» وتؤكد ان طفلتها البالغة من العمر خمسة اعوام اصيبت بمرض الكوليرا واستفحلت هذه الجرثومة داخل جسدها ولم يقدم اطباء المستشفى العام اي خدمة علاجية لها بسبب نقص وشح العلاج الذي تسبب بموت الاطفال والمسنين والنساء، مؤكدة ان «ابنتها لم تكن بهذه الحالة في بداية اصابتها بل سيطرة «داعش» وقسوته وافراغه للمستشفيات من الادوية والعلاجات لغرض معالجة جرحاه الكثيرين وتوزيع الدواء بين عائلات عناصره حرم الالاف من الاطفال في مدينة الموصل من الدواء واصبحوا ضحايا يضافون لضحاياه السابقين».
وقال مدير مستشفى طوارى ابن سينا العام في الموصل الدكتور وليد خطاب ان «نحو (16) طفلا من ابناء مدينة الموصل بعمر الزهور فارقوا الحياة خلال الشهرين الماضيين بسبب فايروس الكوليرا الذي لم يستطع اطباء الموصل مكافحته لشح العقاقير التي اقدم على سحبها «داعش» منذ تحرير قضاء الفلوجة وناحية القيارة الذي فقدت فيها العصابات الارهابية الالاف من عناصرها بين مقتول ومصاب«.
وأضاف خطاب ان «ناقوس الخطر بدأ يدق حيث تكرر وصول حالات مرضية صعبة الى داخل مشافي الموصل الخمسة ومغادرتها دون علاج بسبب عدم تقديم اي علاج لها، كما صعب على ذويهم شراؤها من الصيدليات التي بدأت اغلبها تغلق ابوابها لنفس الأسباب».