رد وزير الخارجية إبراهيم الجعفري، على تهجم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على رئيس الوزراء حيدر العبادي.
وكان أردوغان، قد هاجم أول أمس الثلاثاء، بشدة العبادي، وقال متحدثا عنه "إنه يسيئ إلي، [وأقول له] أنت لست ندي ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا".على حد قوله.
ورد العبادي على كلام اردوغان بالقول "بالتأكيد لسنا نداً لك، سنحرر ارضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب". في اشارته الى ظهور اردوغان عبر برنامج سكايب خلال كلمته الى الشعب التركي في الانقلاب العسكري "المزعوم" الذي شهدته تركيا في 15 تموز الماضي.
وقال الجعفري خلال مؤتمر صحفي بعد اجتماع اللجنة المُشترَكة العراقيَّة-البريطانيَّة الذي عقد اليوم في لندن، حول تصريحات اردوغان وماهي الخطوات التي تدرسها وزارة الخارحية "نحن سنتعامل مع كلِّ مُستجدّ بما يستحقه، وأنا استغربتُ للتصريحات التي صدرت عن رئيس الجمهوريَّة [التركي] تجاه رئيس الوزراء [العبادي]" مبينا ان "رئيس الوزراء لم يأتِ على دبابة عسكريّة، ولم يأتِ بصفقة، وإنما جاء عبر انتخابات تمثلت في اختيار التحالف الوطنيِّ كأكبر كتلة برلمانيَّة، وفي الوقت نفسه تفاعلت معه كلُّ الكتل، وهو له صفتان رئيس الوزراء، والقائد العامّ للقوات المسلحة".
وأضاف "وما عُرِفَ عنه [أردوغان] أنه استفزازيّ لهذه الدولة أو تلك الدولة، فكان الأجدر أن يحافظ على هذه العلاقة خُصُوصاً أننا أبدينا أكثر ما بحرصنا على العلاقة بيننا وبين تركيا" مؤكدا "نحن رفضنا التدخُّل التركيَّ، ولم نرفض العلاقة مع تركيا، لكنَّ العراق قويّ بداخله، وقوي بعلاقاته مع الآخرين، وقويّ بقضيَّته، ولا يتدخل في شُؤُون أحد حتى يضعف عن أن يتكلم، ويُدافِع عن سيادته".
وتابع الجعفري :عندما انتهكت السيادة في وضح النهار لا تـُوجَد دولة من دول العالم أخفت انطباعها، وما عبَّرت عن إسنادها للعراق؛ لأنَّ المطلب مطلب مشروع، والانتهاك كان واضحاً جدّاً، فنحن في الوقت الذي نحرص، ومازلنا نحرص على علاقة طيِّبة مع عُمُوم دول العالم بخاصة مع دول الجوار، وبشكل أخصّ مع هذه الدول عليها أن تبادلنا بالمثل، ولا تتصوَّر أنَّ العراق ضعيف، بل إنَّ العراق دولة قويَّة.
وأشار "رأينا إلى الأمس القريب كانت داعش تقضُّ مضجع كلَّ الدول، وبعضها دول كبرى لكنها قـُبـِرَت في العراق في أكثر من منطقة، وإن شاء الله يأتي اليوم الذي تـُقبَر فيه في مدينة الموصل".
ونوه وزير الخارجية "نحن في آخر لقاء بيننا وبين رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داوود أوغلو في 2016 هنا في لندن، وكان معي السفير العراق، فطالبته: متى ستخرجون من بعشيقة؟ قال: نخرج، ومتى تأتون لتستلموا؟ قلت له: نحن أهل الأرض، وأهل السيادة، ونحن نمثل شعبنا، وأنتم دخلتم. اخرجوا منها، فقال: مستعدون أن نخرج، أعتقد أنَّ هذه ثوابتنا في الخطاب، ولم ولن نسمح باحتلال أرضنا، أو بالاستحواذ على أيِّ ثروة من ثرواتنا خُصُوصاً الجانب السكانيَّ من المُواطِنين يجب أن نـُؤمِّن لهم وضعهم الأمنيَّ بشكل كامل".
وأكد الجعفري "نحن نرفض هذه الانتهاكات نعم، نحن جدّاً حريصون على إبقاء العلاقة كأحسن ما تكون مع دول العالم كافة، ودول الجوار الجغرافيّ خاصة للاستحقاقات المعروفة، ولكن هذا لا يجعلنا نسكت على التجاوز على أرضنا، أو سيادتنا، أو شعبنا".
ولفت الى ان "حكومة كردستان، نفت وجود طلب منها لتواجد القوات التركية، وقيل: إنَّ الحكومة العراقية كانت راضية ونفينا، ثم كان هناك تصريح بأنه في زمن طارق حنا عزيز كان هذا الاتفاق موجوداً إبَّان الثمانينيات، وأجبناهم بأنَّ الاتفاق كان على 48 ساعة إلى 72 ساعة وبشروط، وحصلت المُدَّة، وانتهت، ثم إنَّ الزمن تبدَّل، وهناك قرار من البرلمان العراقيِّ يقضي بعدم السماح بدخول أيِّ قوات أجنبيَّة، ونصَّ على القوات التركيَّة".
ونوه الى ان "هذه قضيَّة سياديَّة تأخذ حجماً عراقيّاً، وهذه مع احترامنا لكلِّ الأقاليم ولكلِّ المحافظات ليس أمراً محليّاً في داخل محافظة، أو في داخل الإقليم، بل شأن سياديّ تـُقدِم عليه الحكومة بكامل حجمها".
وحول سؤاله اذا ما كان وجُود القوات التركية يُعِيق تحرير الموصل، أجاب الجعفري قائلا: هذا متروك لأصحاب الخبرة العسكريَّة، ولا نريد أن ننشغل بأيِّ قضيَّة جانبيَّة ونحن نـُقدِم على عمليَّة بهذا الحجم، ونتحاشى أن تتأقلم العمليَّة، ولا نريدها أن تتدوَّل. نعم، نريد فعلاً إقليميّاً، وفعلاً دوليّاً بشرط أن لا يُستفرَغ الموقف الوطنيُّ العراقيُّ من مضامينه في إدارة الحرب بكلِّ صفحاتها هُجُوم ودفاع".
وبين ان "الإرادة الوطنية العراقيَّة هي المُعوَّل عليها، وقد أثبتت جدارة كافية بكلِّ فصائل أبناء القوات المسلحة العراقيّة، والحشد الشعبيّ، والبيشمركة، وأبناء العشائر كلـِّهم تضافرت جُهُودهم بهذا الاتـِّجاه، وهم الآن خرجوا من تلك المعارك أكثر قدرة ممَّا كانوا عليه سابقاً، وهم مُهيَّأون لمُمارَسة هذا الدور المُزمَع في الموصل".
وأوضح ان "مفهوم الاستشارة بغضِّ النظر عن عدده غير مفهوم التواجد المسلح على الأرض. المُستشار يأخذ فيزا تـُحدَّد له فترة عن طريق وزارة الخارجيَّة، ويُؤدِّي دوره الاستشاريَّ، وإذا تطلـَّب التمديد يُمدَّد له عن طريق وزارة الخارجيَّة، وإذا لا يُسمَح له بالتمديد يخرج".
وبين "أمَّا وُجُود قوات تدخل مع دروع بعمق 110 كيلومتر، والحكومة لا تعلم فهذا المفهوم يختلف عن ذلك المفهوم، نحن لا نريد أيَّ دولة من دول العالم أن تتدخل في شُؤُوننا، كما نحن لا نسمح لأنفسنا بأن نتدخل في شُؤُون العالم، الذي يُريد أن يُساعِد العراق يجب أن يأخذ إذناً عراقيّاً، وسياقات عراقيّة محضة وقد تعاملنا به مع كلِّ دول العالم بلا استثناء".
وعن سؤاله حول سببب عدم وضوح الموقف الأميركيُّ حول تحرير الموصل، ودخول القوات التركية، قال الجعفريّ: الولايات المتحدة الأميركيَّة كما سمعتُ، وكنتُ مع رئيس الوزراء، في لقاء مع الرئيس باراك أوباما، وقال بصريح العبارة: نحن لسنا مع أيِّ تدخُّل أجنبيٍّ، وخصَّ أيضاً التدخل التركيَّ".
وعن سؤاله حول اذا ما اذا كان الحشد الشعبيّ يشارك في عمليات الموصل أكد وزير الخارجية مشاركة الحشد في المعركة "اذا ما تطلب ذلك".
وقال الجعفريّ: الحشد الشعبيّ فصيل وطنيّ عراقيّ يتميَّز بأنَّ لديه قاعدة فكريّة تـُؤهِّله لأن يستبسل، ويُناضِل، ويُضحِّي من أجل البلد، وأثبت ذلك في الفلوجة، وهو جاهز لمُمارَسة هذا الدور. نعم، إذا كانت هناك احتياجات ميدانيَّة لمُراعَاة أمور مُعيَّنة ما يقتضيه الميدان نحن نراعيها، والحشد الشعبي سينصاع لأنه جزء من القوات المسلحة العراقية، ومرتبط برئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، فعندما تـُعهَد إليه مَهمَّة يتقبَّلها، وإذا نسَّق ميدانيّاً، ولوجستيّاً بأن عنده فلان محور، وفلان محور مثلما حصل في الفلوجة سيتفاعل معها".
https://telegram.me/buratha