عمار جبار الكعبي
ان المؤسسات التعليمية في العراق فقدت قدرتها على التأثير في المجتمع تدريجياً اذ كانت وتيرة التغيير الجاري في الحياة العامة أسرع من وتيرة التغيير داخل تلك المؤسسات ، كذلك ليس من سبيل الى ان مناهج دراستنا في التربية حسنة او سيئة ، لان دراستنا ليس لها في التربية منهج ما ، فقد ظلت زمناً طويلاً تعتقد ان التربية شيء يتحقق بالكتب والحكم التي يستظهرها الأطفال ، اذ لو سألت كثير من المعلمين لإجابوك ان غاية التعليم إنما هو انشاء الشخصية وتكوينها ، وذلك شيء لا يختلفون فيه ، فأذا نزلت الى الأصول والقواعد والمناهج التي اتخذت للوصول الى هذه الغاية لم تجد اصلا ً ولا قاعدة ، بل ان الغاية قد اهملت كل الاهمال .
فقر المناهج التعليمية مقارنة مع التقدم التكنولوجي والعلمي والمعرفي الذي وصل اليه العالم ، قد يحتاج البعض الى قراءة بعض المجلات والجرائد لتغنيه عن بعض مناهجنا التعليمية ... ان المناهج يجب ان تركز على المعرفة والمهارات والقيم التي من شأنها ان تركز على كفاءات المخ وتنميتها
كل ما تقدم هو انتقاد نظري لمشكلة التعليم في العراق ، وان انتقلنا الى الواقع فسيكون الحديث ذو شجون ، من قلة المدارس وردائتها ، وقلة عدد الصفوف داخل المدرسة الواحدة ، حيث يجلس اكثر من ٧٠ طالب في صف واحد ، واكثر من ٤ طلاب في الرحلة الواحدة ، والكثير الكثير من الاهمال واللامبالاة بمستقبل الأجيال القادمة
المناهج التعليمية اصبحت عقبة امام تقدم العملية التعليمية والتربوية في العراق ، اذ اقترب نصف العام ولم يحصل الكثير من الطلبة على الكتب ، بسبب تغيير المناهج ، فلا الوزارة غيرت المناهج بشكل كامل ، ولا هي ابقت على المنهج القديم حتى يتسنى إكمال طباعة المنهج الجديد ، حيث ان وزارة التربية تعلم ان مخصصاتها كانت ٥٠٪ ومع ذلك غيرت المناهج واعادت طباعتها ، كذلك ان الوزارة تعاقدت مع المطابع على إنجاز الكتب بعد شهر من بداية العام الدراسي ، واستغلت ذلك المطابع بشكل سيّء ، حيث قامت بتوزيع الكتب في السوق السوداء قبل ان تسلمها الى الوزارة ، وَمِمَّا يظهر كذلك ان هنالك تعمد في اعادة طباعة المناهج في كل سنة حتى لو لم تحتاج الى اعادة ، وذلك لان اعادة الطباعة يترتب عليها إيفادات وكوميشنات لمافيات الفساد داخل الوزارة
ان التطور التقني المتسارع للعالم ، قلب جميع المعادلات وجعل تطوير نظم التعليم وإعداد المعلمين والمناهج شيئاً لا يستهدف التحسين ، وانما شيئاً يتطلبه البقاء .
https://telegram.me/buratha