التقى سماحة الشيخ الصغير ظهر اليوم السفير التركي في العراق وذلك في مكتبه في جامع براثا، بعد ان ادى السفير التركي والوفد المرافق له صلاة الجمعة، وقد عرض سماحة الشيخ الصغير لطبيعة الاوضاع الامنية في شمال العراق والتداعيات الناشئة من جراء اقبال مسعود البرزاني على تجاوز الحدود الدستورية وتماديه في هذا المجال،
ورأى ان بامكان تركيا ان تدرك جيدا ان العراق الاتحادي هو ضمانة الامن الداخلي والاقليمي، مما يستدعي عليها ان تعيد حساباتها في شان فهمها للمعادلة العراقية وهو الفهم الذي ساهم وان بلا قصد بخلق توترات امنية وبث قنابل قابلة للانفجار في وجه اي ترتيبات امنية تضمن سلامة المنطقة وشعوبها، واكد ان التعاون الذي نلمسه من الاشقاء الايرانيين والاتراك في ضوء ملف الاستفتاء الانفصالي مكن الحكومة العراقية من حسم الخيارات الصعبة والمضي بالمنطقة الى قواعد اكثر امنا واستقرارا.
وقد استعرض مطولا ازمة تلعفر وطبيعة ما خلقته احداث داعش وما تسببت به من انقسامات مجتمعية تهدد الامن والاستقرار فيها، مشيرا الى ان تعاونا جادا ومسؤولا بعيد النظر بين العراق والاطراف الاقليمية المعنية يمكن ان يعيد المنطقة الى امنها واستقرارها ويمهد لصلح اجتماعي يؤسس للمرحلة الجديدة التي ينشدها الجميع لعشائر المنطقة، داعياً الحكومة التركية لاصلاح موقفها في هذا المجال بما يتناسب والمعطيات الميدانية وبما يضمن تآلفاً افضل بين مصالح الشعبين العراقي والتركي.
وتطرق الجانبان في اللقاء الى المشاكل التي يعاني منها مسيحيي وايزديي جبل سنجار وساحل نينوى، وتوقف سماحة الشيخ عند خيبات الامل الكبيرة الناجمة من خلو الدفاعات الجدية عن هذين المكونين نتيجة الاعتماد السابق على الحماية الكردية وهي الحماية التي تركت هذين المكونين في صورة شبه عزلاء امام الاجرام الداعشي،
مؤكدا ان انعدام الثقة بين الايزديين ومسيحيي المنطقة من جهة والجهات التي رجوها ان تدافع عنهم في وقت المحنة ادى الى مطالبات جدية من قبلهم لتحالفات جديدة يكون عمادها الحكومة الاتحادية وما تؤمنه من قوات، وطالب الصغير الحكومة التركية بتصحيح نظرتها الى الحشد الشعبي لانه ضمانة اساسية للامن بمعية بقية فصائل القوات المسلحة العراقية.
وقد اقترح سماحته ان يصار الى اجتماع قمة بين العراق والجمهورية الاسلامية وتركيا للاتفاق على صيغة موحدة لاعتمادها للوقوف بوجه القوى التي تهدد وحدة الشعب العراقي ومكوناته في الموصل.
السفير التركي تجول في جامع براثا واستمع الى شرح واف للطبيعة الدينية والتاريخية التي يمثلها هذا المسجد باعتباره اقدم مسجد في العراق، ووعد ببذل الجهود الرامية لتعزيز ودعم السياحة الدينية بين البلدين الجارين.
https://telegram.me/buratha