نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، مقالاً تناولت فيه الأزمة المتفاقمة في أعقاب الاستفتاء الذي شهده إقليم كردستان، وسط معارضة محلية وإقليمية ودولية، مبينة أن الأكراد يتراجعون بجميع أنحاء الشرق الأوسط.
وذكرت الصحيفة في المقال الذي كتبه ياروسلاف تروفيموف، إنه “مع اندحار تنظيم داعش الارهابي من العراق وسوريا، فإن الغرب لم يعد بحاجة إلى مساعدة من الأكراد، وإن الأكراد يواجهون الآن كارثة تاريخية مرة أخرى، وإن سبب هذا يعود في جزء منه إلى أخطاء قادتهم”.
وأضاف الكاتب، أن “الإنجازات الكردية في تركيا والعراق تراجعت في السنوات الأخيرة، وكذلك في سوريا، حيث تواجه المكاسب الكردية مخاطر جديدة، اذ تعمل الدول القومية في المنطقة معا على إجهاض إمكانية إقامة وطن كردستاني مستقل في الشرق الأوسط”.
وقال، إن “القومية الكردية البالغ عددها نحو 30 مليون نسمة تعتبر الأكبر بين المجموعات العرقية في العالم، وتعيش متفرقة بين الدول دون دولة خاصة بها تجمعها، لكن كثيرا منهم يعتقدون أن التاريخ بدأ ينصفهم بعد عقود من تعرضهم للمجازر والاضطهاد والحرب”.
وأوضح الكاتب، أن “الأكراد الذين يعيشون في تركيا والعراق وسوريا حصلوا في الفترة الأخيرة على شكل من أشكال القوة والنفوذ غير المسبوق، مبيناً أن “وجود تنظيم داعش منح الأكراد الفرصة لنيل التعاطف الدولي والمساعدة العسكرية الأميركية”.
واستدرك: “لكن الأكراد فقدوا كثيرا من المكاسب التي حققوها في الفترة الأخيرة، وذلك في أعقاب إلحاق التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الهزيمة بتنظيم داعش بالدرجة الأولى، ثم في أعقاب إصرارهم على إجراء الاستفتاء في كردستان العراق وسط معارضة شرسة”.
وأشار إلى “انتشار الجيش العراقي في كركوك النفطية وفي المناطق المتنازع عليها وانسحاب قوات البيشمركة الكردية منها، وإلى مواصلة تركيا الحملة ضد حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) التي تعتبره منظمة إرهابية”.
وأشار الى أن “الزخم لا يزال مع الأكراد في سوريا، وذلك في ظل دعم الولايات المتحدة لـقوات سوريا الديمقراطية، ولكن كثيرا من الأكراد يخشون أنه مع اندحار تنظيم داعش في سوريا بالكامل، فإن الولايات المتحدة ستعقد صفقة مع روسيا وتركيا وحتى من الرئيس السوري بشار الأسد، وذلك على حساب الأكراد أنفسهم”.
https://telegram.me/buratha