حيدر السراي
شخصية الحكيم محمد باقر الطباطبائي الحسني رض شهيد ظهر الكوفة مثيرة للجدل بالفعل ، هو مشروع وجمهور اكثر من كونه شخصا ، شخصية اختزلت المعارضة الجماهيرية الاسلامية لنظام المجرم صدام فصار الحديث عن المعارضة الاسلامية يعني الحديث عن الشهيد محمد باقر رض ، ولم تكن هناك شخصية عراقية اشهر من شخصيته كزعيم اسلامي عراقي يدين بالولاء له جمهور واسع وقاعدة شعبية كبيرة ، رجل لم يتعكز على ارثه العائلي ولا عموده النسبي ، رجل لم يقل كان أبي بل قال ها انذا ، هذا الرجل كبير بحجم المشروع الاسلامي الاصيل الذي يحمله وعظيم بعظمة الولاية التي امن بها ، استطاع خلال عقود الجهاد الفكري والسياسي التي خاضها ان يصنع قادة وان يؤسس تنظيمات وان يبني عقولا ومشاريع رائدة في الفكر الاسلامي ، ولا ريب ان مثل هذه الشخصية ستكون موضعا للنقد ، وسيكون مشروعه مادة للقراءات المختلفة والمتباينة ، وهذا من الامور الطبيعية جدا مع الشخصيات العامة والتاريخية ، وعلينا ان لا ننسى ان التجربة الاسلامية السياسية ليست تجربة معصومة وهي بحاجة دائمة الى المراجعة والتقييم والتقويم.
اختلف الناس في هذا الرجل ما بين محب يدفعه عشق السادة فطريا بدون ان يستوعب فكر ومشروع هذا الرجل وما بين مبغض متعصب مضلل او مرتزق او مشتبه في فهم هذه الشخصية الفريدة من نوعها ،وما بين هذا وذاك كتبت عن الرجل مئات المقالات المادحة ومثلها وربما اكثر منها القادحة ، لكن القلة فقط هم من فهموا فكر الشهيد واستوعبوا مشروعه بحيث كان عدائهم او محبتهم مبنية على فهم الفكر والمشروع وليس التعصب فقط ، ان من المؤلم حقا ان يكون فكر هذا الرجل ومشروعه مغيبا عن اعدائه لكن الادهى والامر ان يكون مشروعه وفكره مغيبا عن محبيه واتباعه ، مغيب لان اتباعه لم يقرأوا تراثه وكانوا كسالى وغير مبالين في نقل مشروعه للناس ، مغيب لانهم لم يذوبوا في مشروعه الاسلامي الذي يعتبر وريثا لمشروع الامام الخميني الراحل والشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليهما ، ومغيب ايضا لأنهم لم يقرأوا الشهيد الطباطبائي من خلال ما يكتبه عنه معاديه ، ولم ينظروا اليه من الزاوية التي يراها اعدائه التقليديين. من تحدث عن الشهيد ليس ملاكا ولكنه ليس شيطانا ايضا ، لا ادافع عنه ، لكنني في نفس الوقت لا اريد ان اقلل من شأن الحكيم الذي لا يقاس الا بالمراجع بشأن كلمة شاذة قيلت من قبل كاتب عرف عنه التأثر بالفلاسفة المثاليين الاوربيين الذين كثيرا ما يقتبس منهم ، وشتان ما بينهم وما بين فكرنا الاسلامي وفلسفتنا التوحيدية ، هذا الكاتب في النهاية محسوب على التيار الاسلامي اليساري ، رغم مآخذنا على مصطلح الاسلام اليساري، واعتقد ان فيما قاله فائدة لحملة مشروع شهيد المحراب لتحويل الحدث الى فرصة ، انني وبطريقة مختلفة لا احب ان اوجه سهام اللوم لهذا الرجل ، كما لا احب لاحد من اتباع شهيد ظهر الكوفة ان يفعل ذلك ، حتى لا يقال ان اتباع هذا الرجل لا يحسنون سوى تكميم الافواه ، ولغة السب والشتم ، لا اريد ان يقال ان اتباع هذا القائد ومحبيه لا يحسنون مواجهة الكلمة بالكلمة والفكرة بالفكرة ، لكن هل يلزم من ذلك السكوت ، مع ان السكوت ليس سيئا دائما في مثل هذه المواقف لكنني اريد لنفسي كما اريد لاتباع شهيد المحراب الرد بطريقة استثنائية ، هذه الطريقة هي اعادة قرائة هذا الرجل ككل شخصا وفكرا ومشروعا ،قرائته من خلال ما يكتب عنه اعداؤه ، ومن خلال نظرة الغرب اليه ، ومن خلال تأثيره على بقية المذاهب في العالم الاسلامي ، ونقل هذه القرائة الى الناس ، الى العالم ، الى كل من يحب ان يتعرف على المشروع الاسلامي الذي حمله الشهيد الحكيم رض
لا ادري ان كان ما اكتبه واضحا للقارئ ، او مقنعا لمحبي شهيد المحراب ، لكنني افضل دائما ان انظر الى الموضوع من زاوية لم يسلط عليها الضوء بعد ان تصدى الكثير من محبي الشهيد في الدفاع المباشر عنه جزاهم الله خيرا
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha