🖋ميثم العطواني
يضرب العراقيون بإستمرار المثل الذي يقول: "ما هكذا تورد الأبل"، وهذا المثل لمن لا يعرفه، يضرب بحق من لا يُجيد عمل أقحم نفسه فيه، أو لمن تكلف أمراً لا يحسنه، وأصله يقال أن سعداً هذا كان له أخ يدعى مالك، فزوجه أخوه سعد وفي صبيحة اليوم التالي أنتظره ليخرج مع الإبل الى المراعي كالمعتاد ولكن طال الإنتظار، فأخذها وخرج بها الى المراعي بدلاً عنه فهاجت وماجت وتفرقت عليه وصار في حيرة من أمره، فعاد الى أخيه مالك غاضباً وأخذ يناديه، يا مالك، يا مالك، ولكن مالك التزم الصمت ولم يجب أخوه، حيث أنشد سعد ابيات من الشعر موجها الكلام لمالك:
يظل يوم وردها مزعفرا
وهي خناطيل تدوس الأخضرا.
فقالت زوجة مالك: اجبه.
فقال لها: بما أجيب؟!.
فقالت: قل له
أوردها سعد وسعد مشتمل
ما هكذا يا سعد تورد الإبل.
وكم تذكرني قصة هذا المثل بما حدث ليل أمس في قضاء المدَينة شمال محافظة البصرة عندما اندلع قتال بين عشيرة وأخرى في منتصف الليل وسط الظلام الدامس أستخدمت فيه الأسلحة النارية المتوسطة والخفيفة وهذا ما يبدو من الطبيعي في أهوار الجنوب !!، إلا ان الغير طبيعي هو إنتشار تصوير فيديوي على صفحات التواصل الإجتماعي لقوة من فرقة الرد السريع تدخل بين نيران الجانبين وتقوم بفتح النار هي الأخرى بهدف فض الإشتباك العشائري !!، التصوير الفيديوي يظهر آمر القوة وهو يوجه إطلاق النار الى اليمين ومن ثم الى اليسار الى جانب العشيرتين !!، وهذا ما يزيد الطين بلة، وربما يلحق إطلاق النار هذا خسائر بالطرفين المتخاصمين بالإضافة الى المدنيين وكذلك تعرض القوة الأمنية لمخاطر الرد على إعتبار انها نيران مجهولة وكلاً من الخصم يعتبرها نيران موجهة من قبل خصمه، لذا نقول: ما هكذا يا أمن تورد الأبل، وكان على القوة الأمنية ان تداهم بعد ايقاف اطلاق النار المتبادل بين الطرفين لإغراض التفتيش عن السلاح وإعتقال المتورطين بعملية اطلاق النار .
وأخيراً نقول لعشائرنا ان ألتفتوا لما يمر به العراق من منعطف خطير تكالبت فيه قوى الإستكبار العالمي لتدمير العراق والعراقيين، وما يحدث بين العشائر من معارك يقع فيها ضحايا من الجانبين ماهو إلا إضافة قتل ودمار لأبناء البلد وإشغال الأجهزة الأمنية عن أداء واجباتها الرئيسة .
https://telegram.me/buratha