عبد الحسين الظالمي ||
منذ عام ٢٠٠٣ والى اليوم الذي يقرء الساحة العراقية تتضح امامه عشرات الظواهر التي ظهرت على السطح بعد عملية التغير بالعراق ولكن ابرز هذه الظواهر تبقى ظاهرة ( الكل غير راضي عن الكل ) . وخلاصتها انك تسمع من الاغلبية حالة عدم الرضا عن كل شىء فلا يوجد التفاق على ابسط الاشياء ولو بنسبة معينه مهما كان الحدث او الفعل او الاسم او الموقع ، ومع تطور وسائل التواصل والمعرفة ، التي جعلت الراي
اكثر تداول واكثر انتشار وجعلت الكل بل الاغلب الاعم قادر على الافصاح عن رايه حتى لو كان غير منطقي وغير مقبول بل قد يكون خادش ومعيب وهذا اول مرة يحدث بالتاريخ ، رغم ان هذه القضية ايجابية من جهة وسلبية من جهات اخرى ان لم توظف بشكل سليم .
الكل خبراء في كل شىء فلا يكاد صاحب راي او تخصص يقول شىء حتى انهالت علية الاراء نقدا وتجريح ومخالفه او مديح وثناء حتى يكاد المتلقي لا يميز بين النقيضين
والكارثة الكبرى ان الاغلب الاعم لا يجيد حتى ابسط حدود التعاطي مع الموضوع من حيث المحتوى ( اسلوبا وموضوعا ووسيلة ) . لغة ركيكة اسلوب سمج قد يصل الى حد السباب
والقذف ، الموضوع شىء والردود شىء اخر .
مهما كان موقع ومكانة الطرف الاخر ودرجة تخصصه في موضوعه فهو لا يعني شىء ولم يشفع له تخصصه او مكانته في رجحان الراي اذ سرعان ما تجد من يدعي انه هو الافضل وهو الاقوم وهو الاصوب ورايه الحق والاخرين بياض.
ظاهرة عدم الرضى شملت كل مناحي الحياة
بحيث انك بصعوبة تجد احدا ما قانع بعمل الاخر مهما كان ذلك العمل حتى ولو كان في ادق الاختصاصات .وياك ان تسال سوال حتى لو كان بادق التخصصات لانك سوف تواجة بمبادرة الجميع للجواب . حتى ولو كان بينهم خبير بموضوع السوال .
الكل اطباء والاطباء لا يفهمون شىء والعجيب ان الملاين تجدهم على ابواب الاطباء.
الكل تجار وباقي التجار جشعين والاغلبية يمارسون ما لا يمارسة التاجر الجشع على ارض الواقع .
الكل خبراء سياسة والباقي سياسين صدفه وناقمين على الفساد والفساد يسري كالنار في الهشيم .
الكل علماء حتى في الذرة والعلماء جهال .
الكل متدينين وصحاب فقه ودين. والعلماء واصحاب الدين فسقه وربما تجار دين .
الكل مهندسين والمهندسين لا يفهمون .
الكل خبراء طرق وجسور وتصميم
وعمود الطاقه وسط الشارع .
الكل اصحاب راي وبيان واصحاب لغه و منطق وهو يكتب شكرن بدلا من شكرا وذلك يكتبها ذالك وانت بكسر التاء يكتبها انتي ووووو.
الكل خبراء امن وخبراء الامن لا يفهمون شىء
وبمكانك ان تعدد ما تشاء من امثال ما ذكر اعلاه
حتى ان الامور اختلطت واصبح اصحاب الراي والموقف والاختصاص في كل مناحي الحياة يعزفون عن ابداء الراي وحجتهم ان الراي الصحيح والسليم والحق لا يحترم لان كل الامور اصبحت استنساخ ولصق وما اسهل الاستنساخ واللصق في كل المواقف حتى في حياتنا اليومية
وبمختلف المجالات الا ماندر منها .
المشكلة الكبرى انك تجد الكل يدعي الحق والصواب والحكمة والطرف الاخر على النقيض
والاغلب الاعم متشبث في رايه وموقفه ويحاول ان ينفي الاخر عمليا عندما يكون مدار الموضوع رايه او موقفه من قضية ما رغم انه يبدء حديثه ( ان اختلاف الراي لايفسد لود قضية ) . ومهما عملت يبقى عملك يشوبه الشك والنقصان في راي الاخرين
حتى ان عمل الجميل اصبح منكرا وربما يجلب على صاحبه الويلات والنقد وصاحب الراي السليم مضطر يجاري الامور لان النفاق سيد الموقف ، الخذلان وعدم الانصاف محطات تواجه كل من يريد ان يقدم على عمل الخير
والغريب ان قاعدة (احمل اخاك على سبعين محمل ) اصبحت على نقيضها تماما ،
في اقوى المواقف لاتجد حتى نصف محمل،
وان قاعدة ان بعض الظن اثم اصبحت (ان كل الظن اثم ) والظن وسوء النية هما من يتقدمان بفارق مئه مقابل واحد ان وجد الواحد . وحديث الرسول ( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) اصبح على ارض الواقع اما مسؤول مهتم بنفسه دون الرعيه او رعية تدعي المسؤولية دون مراعات واجباتها
وبالنتيجة لا حقوق ولا واجبات والسفينة بدلا من قبطان اصبح فيها مليون موجه وقبطان وربما اكثر والنتيجة اما الغرق او التيه وحتى هذه النتيجة ربما مختلف عليها !.
https://telegram.me/buratha