قاسم الغراوي ||
على امل ان ان تكون الانتخابات القادمة مفتاحا للتغيير والاستقرار والبناء الشامل للعراق وشعبه ،
وفي ظل ظروف صعبة ومعقدة للغاية اقتصاديًا، وسياسيًا، وأمنيًا ، وتعقيدات اقليمية غير مستقرة ودولية، يستعد 25 مليون عراقي والقوى السياسية في العراق لخوض الانتخابات التشريعية المبكرة في العاشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر المقبل لحسم اختيار مرحلة جديدة في تاريخ العراق .
ربما هناك صورة غير متفائلة عن شكل التحالفات الانتخابية وطبيعتها، على اعتبار أن الكتل الرئيسة مرتبكة، وتعيش فوضى كبيرة بسبب طبيعة القانون الانتخابي الذي فرض على غالبية القوى السياسية الكبيرة والبارزة خوض الانتخابات بشكل منفرد مع منافسين شجعهم النظام الانتخابي الجديد لسحب البساط من تحت شخصيات هذه الاحزاب المزمنة في العملية السياسية ، فيما لو احسن الناخب الاختيار الصحيح وبدون تردد .
فما هو السيناريو الأكثر ترجيحًا لما قد تفرزه هذه الانتخابات في المشهد العراقي، لاسيما على مستوى تبدّل النظام، والطبقة السياسية القائمة؟.
من المرجح جدا ان تتصدر حركات شبابية وشخصيات مهنية المشهد السياسي في الوقت التي تتقلص فيه مقاعد الكتل الكبيرة وتختفي مقاعد كتل واحزاب وشخصيات سياسية كما اختفت في الانتخابات السابقة ، ويعد هذا طبيعيا لاسقاطات الوعي الجماهيري على الواقع السياسي ، بعد تجرية اربعة دورات انتخابية قرء فيها الناخب مايدور في الساحة السياسية وعرف النفاق والدجل والوعود الكاذبة في الاصلاح لذا سيهزم الفاسدين.
وبالرغم من تردد فئة من الناخبين في الادلاء باصواتهم لكننا نعتقد مع قرب موعد الانتخابات سيذهب الغالبية لصناديق الاقتراع بعد ان يصلوا لقناعة بضرورة تغيير الوجوه الفاسدة .
على المرشحين الجدد القيام بتكثيف تواجدهم والقيام بجولات مستمرة لاقناع المترددين وكسبهم من خلال مصداقيتهم ووعودهم الشفافة بعيدا عن الكذب والافتراء والبطانيات والتبليط والوظائف وحل المشاكل لان اغلبية النواب الحاليين غابوا عن الجماهير ولم يحققوا وعودهم وعادوا في هذه الانتخابات فقط لاجل الترشيح مرة اخرى.
تشكيل الحكومة والاتفاق عليها سيمر بمخاضات عسيرة ولن ينتهي الا بالتنازلات والتفاهمات والمصالح المتبادلة مع الاحزاب .
اما الحكومة القادمة ايا كان يراسها فانها ستنجح بسب اجماع دول الجوار الاقليمي والدولي على نجاح هذه الانتخابات مما يوفر فرصة لاستقرار البلد الذي يهيا بيئة جاذبة للاستثمار وعودة النشاط التجاري والاقتصادي والاستثماري لهذه الدول بعد ان ايقنعت ان الطريق الوحيد في العالم هو ان قوة الدول في اقتصادها وتنافسها مع الدول الاخرى.
واخيرآ فان النتائج هي من تحسم الجدل في شكل الخارطة السياسية الجديدة ومقبوليتها لدى الشعب.