مانع الزاملي ||
لايوجد مسلم شيعي في كل الكرة الارضية ، لا ينتظر ظهور قائم آل محمد (ص) روحي فداه ،والكل عبر عن الفرح في ليلة مولده الشريف كل حسب طريقته في كل الامصار والاقطار ، وهذا يعد من طقوس احياء امر اهل البيت الذين اوصوا ان نحيي امرهم ( احيوا امرنا ، رحم الله من احيا امرنا )
ولكن الظهور الشريف يتطلب منا نحن العشاق لطلته البهية ان نكون على مستوى الانتظار ، او لنقل ماذا علينا ان نقوم به لكي نثبت اننا لسنا مدعين لكننا اهلا لأنتظاره ،لان الاحاديث الشريفة توجب العمل بمقتضيات الانتظار الايجابي ،والعمل على مقدمات ظهوره الميمون ،علينا نحن العاشقين لظهوره مايلي
* مجاهدة النفس الامارة وتربيتها على الصفات النبيلة والافعال الحسنة ،لانه لن يفوز بالجهاد مع الامام (عج) الا من ربى نفسه ، وجاهد شهواته وغرائزه ،واستعد نفسيا وسلوكيا ، وان يسال نفسه المنتظِر هذا السؤال وهوً واقعي ومحتمل جدا وهو ؛ ماهو استعدادنا الان لو ظهر الامام روحي فداه بعد غد ! هل يقبلنا وهو الطاهر المطهر بكل سيئاتنا ، ويعدنا من ثقاته وانصاره ، مع كل ما في انفسنا من رذائل وموبقات ! ايصح منا نحن المنتظرين ان نتقاعس بحجة ان الانتظار فيه فسحة يمكن من خلالها ان نتهاون في الاستقامة !
* القيام بالاعمال المقبولة عند حضرته المباركة :
علينا ان نداوم على اعمال الخير لان عمل الخير يعد من متطلبات الانتظار، والانتظار يعد من افضل العبادات ، ولايمكن ان يكون الانتظار دون عمل صالح ، الذي يسعى ويطمح ان يكون منتظرا حقيقيا ان يعد للانتظار عدته ،ومن مقدمات عدته بعد تزكية النفس ،هو العمل الصالح ، فصبر على الغياب وعمل يؤهلنا لان نكون من انصاره وجنوده ( الذين تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) واهم من العمل هو المداومة على العمل وليس العمل الطاريء الذي يمر على احدنا ثم نغادره ، لان المداومة تجعل من العمل راسخا في النفس ويتحول رويدا الى ملكة نفسية لاتنفك.
* الاقتداء بسيرة اهل البيت عليهم السلام
الاقتداء والتأسي بسيرة اهل البيت ، لأنهم المنهاج القويم الذي لاياتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه لانهم عدل القرآن حسب معتقدنا ،والسير على نهجهم يعني التخلق بأخلاقهم ، والسير على نهجهم ، والتمسك بًولايتهم ، وموالاة اولياؤهم ، والاخذ بفقههم في كل امور ديننا ودنيانا ، لايصح ان ندعي الانتظار ونعمل عمل الفجار الاشرار ،يقول الامام الصادق عليه السلام ( ليس من شيعتنا من قال بلسانه وخالفنا في اعمالنا وآثارنا ، ولكن شيعتنا من وافقنا بلسانه وقلبه ، واتبع اثارنا وعمل بأعمالنا ، اولئك شيعتنا ) هذا هو ميزان التشيع والولاء علينا ان نقيس انفسنا بهذا الميزان ونرى ، كم نحن معهم ام ضدهم !
وينقل عن باقر العلم عليه السلام قوله (ايكتفي من انتحل التشيع ان يقول بحبنا اهل البيت ، فوالله ما شيعتنا الا من اتقى الله )
ليس من المنتظرين الذي يقول بلسانه وعند العمل تكون افعاله اسوء من افعال مخالفي اهل البيت عليهم السلام ، الانتظار ليس كلام يقال ، او امانيّ نتمناها ، انها الجد والاجتهاد ، وكم رأينا ممن يدعون الانتظار ومحبة اهل البيت وهم في درجات متدنية من الايمان ،وكذلك مشاركتهم السراق في سرقاتهم او السكوت عنهم لمصلحة دنيوية زائلة ، ذكرى الولادة جرس انذار لنا جميعا ان استعدوا وافيقوا فالظهور كالموت في وقته لانه بيد الله وان اذن سبحانه بالظهور فامره( اذا قضى امرا فأنما يقول له كن فيكون )
جعلنا الله من المنتظرين بالعمل لان القول سهل يسير على الجميع ، لكن الاستقامة والجهاد يتطلب السعي والاخلاص عندها نكون مصداقا للمنتظرين والحمد لله رب العالمين . .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha