تشهد ساحة البرلمان العراقي ممارسة جديدة في استجواب المسؤولين التنفيذيين وهي ممارسة من صلب عمل مجلس النواب ومهماته و التي لايمكن ان يتخلى عنها او يتهاون فيها لانها من اوضح اليات المراقبة بعد ان اقسم اعضاء المجلس على الالتزام بالدستور واداء مهامه كما هو الحال في اداء دورهم في عملية التشريع ، وفي المقابل فلا نتوقع ان يتخلى المسؤولون التنفيذيون وبعد ان اقسموا على الالتزام بالدستور و القانون وخدمة الشعب وان لا يتهاونوا في واجباتهم التنفيذية .
ان الرقابة على الممارسة التنفيذية عبر الاستجواب و السؤال يتم فيه حفظ التوازن بين السلطة التشريعية و التنفيذية ، ويحمي المال العام ويحصن الخدمة العامة من الاساءة و التجاوز ويطمئن المواطن ويحفز المسؤول على الاداء الاحسن والالتزام بالقانون وعدم تجاوزه ، فالاستجواب و الرقابة في مصلحة النظام وفي صالح الوطن و المواطن و المسؤول .ان عملية الاستجواب واداء البرلمان لمسؤوليته الرقابية مهمة صعبة وحساسة ومعقدة يمكن ان تساق لغير اغراضها او تستغل للاساءة الى النظام الديمقراطي او السلطة التنفيذية او التشريعية او تشويه سمعة هذا الكيان او ذاك المكون او تلك الجهة ،فيما اذا تم ممارستها دون شروطها ومقدماتها الصحيحة وباسلوب حيادي ونزيه وبعيد عن الانتقام او التسقيط او الاستغلال السياسي ، حيث عند ذاك ستتحول الى ممارسة تعود الى ضرر الوطن و المواطن و المسؤول و النظام الديمقراطي .
ان المجلس الاعلى لايرى مبررا لتخلي اي سلطة (تشريعية او تنفيذية او قضائية ) عن مسؤوليتها الدستورية ، فانه يدعو الاخوة في مجلس النواب على اداء هذه المسؤولية بكل امانة وشفافية وصدق دون تسييسها او استغلالها او الكيل بمكيالين ،او بمعيارين او ممارستها بروح انتقامية او انتقائية ، تؤدي الى الاساءة بموقعية مجلس النواب ومصداقيته .
ان المجلس الاعلى يؤكد ان سلامة العملية الديمقراطية وتكاملها وديمومتها تفرض بان تتحمل كل اطراف الدولة اختصاصاتها ومهماتها ( التشريعية و التنفيذية و القضائية ) باستقلالية كاملة ومسؤولية عالية وبروح حيادية ووفقا للقانون وخضوع الجميع للدستور وبروح تحرص على خدمة الوطن و المواطن .ان المجلس الاعلى في الوقت الذي يبدي استعداده الكامل في ان يبادر مسؤولوه التنفيذيون في الحكومة الى عرض ادائهم واعمالهم الى المسائلة والاستيضاح و المحاسبة ، وفي الوقت الذي تحدده رئاسة مجلس النواب فانه يدعو الكتل النيابية جميعا الى المبادرة و الى التعامل مع هذا الموضوع بروح وطنية وشجاعة تدفع الجميع الى تقديم مسؤوليهم التنفيذيين للتسابق في هذا الميدان .
اننا جميعا مدينون لهذا الشعب الابي الذي قدم ما عليه في حضوره الشجاع في اختيار ممثليه وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقدم في ذلك الشهداء وعلينا جميعا نواب ومسؤولون ان نكون اوفياء لهذا الشعب الابي وصادقون . المجلس الاعلى الاسلامي العراقي
https://telegram.me/buratha