"تحتفل الأسرة الصحفية، ومعها الشعب العراقي كله، بمرور مائة وأربعين عاماً على صدور "الزوراء"، اللبنة الأولى في صرح الصحافة العراقية التي اضطلعت بدور متميز وفائق الأهمية في تاريخ بلادنا على امتداد عقود طويلة.
لقد مرت الصحافة العراقية خلال تاريخها الحافل بمراحل عديدة وشهدت حقباً من الازدهار والحرية، لكن سنوات الحكم الصدامي غدت وبالاً على وسائل الإعلام. فقد عمدت السلطة الاستبدادية إلى كم الأفواه وتقييد الحريات وتقنين النشر وتسخير الصحافة لخدمة أغراض الحاكم. وتعرض الكثيرون من حملة القلم إلى القتل والسجن والحرمان من الوظيفة، أو اضطروا إلى الانكفاء والاعتزال، ممتنعين أو ممنوعين عن نشر أرائهم بحرية.وبعد سقوط نظام الطغيان تفتحت أفاق واسعة أمام وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية فظهر المئات من المطبوعات والعشرات من القنوات التلفزيونية ومحطات الإذاعة، وعملت كلها بحرية لا تتوفر في الكثير من دول المنطقة.
وإننا إذ نهنئ اليوم الأسرة الصحفية بالميلاد الميمون لباكورة الصحافة العراقية، نهيب بإخواننا الصحفيين إلى استثمار مناخات الحرية والديمقراطية بروح من المسؤولية الرفيعة والحرص على مصلحة الوطن والعمل من اجل نشر مفاهيم التسامح والمصالحة الوطنية والسلام الأهلي. وفي المقابل فان الدولة ملزمة بإبداء أقصى قدر من الحرص على توفير مستلزمات العمل الحر لوسائل الإعلام وسن تشريعات كفيلة بضمان سلامة الصحفيين وحريتهم في
إبداء أرائهم وتثبيت مواقع "السلطة الرابعة" كأداة أساسية في توعية المجتمع والارتقاء بالبلد وترسيخ مبادئ الديمقراطية والتعددية والفدرالية في العراق الجديد.مرة أخرى تقبلوا أطيب التهاني وأزكى التبريكات بالميلاد الأغر.
أخوكم وزميلكم جلال طالباني رئيس جمهورية العراق"
https://telegram.me/buratha