يستمر مسلسل قتل شيعة أهل البيت (ع)على الهوية دون ردع، ويستمر معه عجز رئيس الوزراء والقائد العام
للقوات المسلحة عن إيقاف هذا القتل والتهجير الطائفي على الهوية ولقد كان آخر هذه الأعمال الإجرامية
العدوان التكفيري الغادر على مصلي الجمعة في جامع براثا ببغداد بعد ظهرهذا اليوم . وعلى الرغم من كل هذه
الفجائع لازال الدكتور إبراهيم الجعفري المسؤول الأول والمباشر عن كل ما وقع ويقع، لا يقدم شيئا سوى ان
يشكل اللجنة تلو اللجنة دون جدوى وأثر . إننا نكرر طلبنا من الدكتور الجعفري الذي أطلقناه أمس بأن يعلن
انسحابه من الترشيح ليفسح المجال لغيره من كتلته كي يقود البلد المضطرب ، بعد أن ثبت بالملموس عدم
قدرته على ضبط الأمن وتوفير الخدمات ودفع الظلامات الواقعة يوميا في العراق. إن العراقيين لن يستطيعوا
تحمل بقاء أي مسؤول هدمت في فترة رئاسته قبة الإمامين (ع) في سامراء ، ولا يودوا بقاء من قتل المئات
من زوار أهل البيت (ع) في عهده دون أن يأخذ لهم بحقهم، ولا يريدوا تكليف من هُجِّر قسرا مئات الآلاف من
منازلهم خلال فترة حكمه دون أن يستطيع إيقاف هذا المسلسل الطائفي المخيف . إننا نستغرب منه ومن كل
مسلم شيعي له في إمامه علي (ع) أسوة ، وله في زهده (ع) بالمنصب سنة ، كل هذا الالتصاق بكرسي الحكم
،والظلامات ترتكب جهارا أمام عينيه يوميا ، وكأنه لم يقرأ ما ورد في نهج البلاغة من قول ابن عباس:" دخلت
على أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخصف نعله ، فقال لي :ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت : لا قيمة لها . فقال
عليه السلام : والله لهي أحب الي من إمرتكم ، إلاّ أن أقيم حقا ، أو أدفع باطلا ". فأين زهد الأمام علي
بالمنصب من تشبث الجعفري به ؟ ثم أين الحق المقام في رئاسته . بل أين الباطل المدفوع مما يقع يوميا من
قتل للأبرياء ، وانتهاك للحرمات ، وتهديم للعتبات ، وتهجير قسري للمؤمنين وما الى ذلك . بل إن العراقيين
يستغربون أكثر متى ما سمعوا بأن العديد من الحكام في دول أخرى، حين تقع في فترة حكمهم مشاكل أخف
بكثير مما وقع ويقع في العراق،يبادرون هم بأنفسهم الى تقديم استقالاتهم من مناصبهم، معلنين تنحيهم سريعا
عن الحكم ، احتراما منهم لأنفسهم ، ولمواطنيهم . فكيف إذا طلب منهم شركاؤهم في المسؤولية التنحي ،ناهيك
عن تسبب تشبث الجعفري بالمنصب من سفك للدماء البريئة يوميا كما يحصل في العراق اليوم .. وآخرها
التفجير الإرهابي لجامع براثا الشهير . إننا نطلب من الدكتور الجعفري أن يعلن انسحابه عاجلا ،بعد ثبوت
عجزه عن وقف الإرهاب الطائفي ونأمل منه الاستجابة لندائنا الواضح الصريح هذا ، راجين منه أن لا يضطرنا
الى تكرار مطالبته مرة أخرى بالتنحي ، ونحن وشعبنا الجريح بانتظار قراره السريع .
لفيف من علماء
الحوزة العلمية في النجف الأشرف
8 ربيع الأول 1427هجرية
https://telegram.me/buratha