قال وزير التخطيط، ان الحكومة العراقية لم تعد قادرة على تغطية احتياجات القطاعات الاقتصادية، وصارت عاجزة عن ادارة المشاريع الكبيرة بسبب انتشار ظاهرة الفساد، داعيا الى دخول القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي الى القطاعات الحيوية في جميع المحافظات.وأوضح علي بابان، خلال اجتماع عقد بمبنى محافظة نينوى مع مدراء الدوائر الحكومية في نينوى بحضور المحافظ أثيل النجيفي ونائب رئيس مجلس المحافظة دلدار زيباري ان “الوضع الاقتصادي في العراق يحتاج الى مبادرات خاصة والى اشراك القطاع الخاص وتشجيع الاستثمار الأجنبي بشكل واسع لتغطية الاحتياجات”.وأضاف بابان خلال الاجتماع الذي جاء للاطلاع على احتياجات وخطط المؤسسات الحكومية في نينوى “يجب البحث عن مبادرات خاصة لحل المشاكل فلم تعد الحكومة في بغداد قادرة على ان تغطي كل احتياجات المشاريع، لأن الميزانية الاستثمارية متواضعة ولدينا بنية تحتية مدمرة وقطاعات انتاجية في حالة صعبة، ولدينا استحقاقات سياسية وامنية تحتاج الى أموال”.وأشار بابان ان “الميزانية التشغيلية للدولة تستأثر بـ80% من عائدات النفط، تذهب لسد رواتب الموظفين والمتقاعدين وشبكة الحماية الاجتماعية واحتياجات البطاقة التموينية، وهذه الالتزامات لا مناص منها للدولة وتشكل وضعا شاذا”، لافتا الى ان “20% المخصص للنفقات الاستثمارية لا يكفي لتحسين الإنتاج، لذلك على القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي الدخول على الخط، وعلى محافظة نينوى الاستفادة من التجارب الناجحة في دول الجوار في القطاعات الزراعية والصناعية”.وشدد وزير التخطيط على ضرورة التركيز على المشاريع الإنتاجية حتى لو جاءت على حساب مشاريع وخدمات أخرى، معتبرا أن تلك هي “الوصفة لتحسين الاقتصاد العراقي”.وناقش بابان مع مدراء الدوائر وجهات نظرهم بخصوص احتياجات دوائرهم ضمن الخطة الخمسية التي ستقدمها المحافظة، ورحب ببعض الأفكار والرؤى، ودعا الى تجاوز أخرى عبر ايجاد بدائل خاصة في قطاعات الزراعة والصحة والكهرباء، لافتا الى ان “الخطة الزراعية الموضوع لمحافظة نينوى متواضعة ولا تتجاوز خدمات اردشادية وإعمار مبازل”، منوها “نحن نريد مشاريع زراعية كبيرة، ومشاريع استثمار زراعي وتحسين بذور”.ونبه بابان الى ضرورة الابتعاد عن التفكير بمحطة أبقار حكومية كبيرة وما الى ذلك من مشاريع، مع سعي الحكومة لتحويل هذه المشاريع الى القطاع الخاص “لأن الدولة غير قادرة على إدارتها مع انتشار الفساد الذي أصبح ظاهرة لا يمكن إنكارها”.ومضى قائلا “ثبت ان الدولة لا تقدر على إدارة مثل هذه المشاريع، والحديث اليوم كيف نجلب القطاع الخاص والاستثمار الأجنبي ونشجع الدول لدخول القطاع الزراعي، لانه بحاجة الى مبادرات”.وفي قطاع الصحة، قال بابان ان “قلة عدد الأسرة في المستشفيات ظاهرة في كل المحافظات، ونينوى مشهودة بكفاءة اطبائها لكنها تحتاج الى إنشاء مراكز تخصصية ورعاية صحية أكبر خاصة مع توفر الطاقات القادرة على بناء وادارة مراكز طبية تخدم كل العراق”، لافتا الى ان “ادخال القطاع الخاص في هذا القطاع استثمار ناجح لأن المراكز التخصصية والمستشفيات ستكون مربحة بوجود عراقيين يذهبون الى خارج البلاد للعلاج”.وفي قطاع الكهرباء تحدت وزير التخطيط عن تأهيل المحطات الموجودة وإنشاء محطات جديدة عبر مبادرات خاصة ايضا وكما هو موجود في إقليم كردستان، حيث المحطات الخاصة الموجودة تزود مدينة اربيل لمدة 19 ساعة متواصلة، لافتا الى الناصرية لديها إجراءات مع وزارة الكهرباء للموافقة على مشروع مماثل.ودعا بابان مسؤولي قطاع الكهرباء في نينوى الى البحث عن مستثمرين في قطاع الكهرباء، قائلا “نعم قد يدفع المواطن أكثر لقاء هذه الخدمة الا انها ستوفر كهرباء مضمونة وربما خلال سنوات ستغطي المحطة تكاليفها وتنخفض سعر الوحدة الكهربائية”، مبينا ان وزارة التخطيط “أجرت دراسة في بغداد حول نفقات المواطن على الكهرباء، ووجدت أن أي مشروع كهربائي سيغطي تكاليفه خلال خمسة سنوات، لان العائلة البغدادية تنفق 60 الف دينار عراقي في المتوسط على الكهرباء شهريا، وفي المحافظات 40 الف دينار، وهذه المبالغ لمدة خمسة سنوات كافية لإنشاء محطة كهرباء”.وكان وزير التخطيط علي بابان وصل صباح الأربعاء الى مدينة الموصل في زيارة تستغرق ثلاثة أيام للتعرف على الواقع الاقتصادي وخطط المحافظة.
https://telegram.me/buratha