شهد العراق بصورة عامة ومحافظة النجف الاشرف بصورة خاصة خلال الفترة الماضية استقطاب عدد كبير من الأيدي العاملة الأجنبية وعلى وجه الخصوص الأيدي العاملة الأسيوية .
ويرى البعض إن هذه الخطوة مؤشر ايجابي تساعد في دفع عجلة البناء نحو الأمام وبأقل تكاليف ممكنة لما يتميز به العامل الأسيوي من تحمل عالي لمشاق العمل واجر قليل ، في حين يرى البعض الأخر إن هذه الخطوة ساعدت على ازدياد معدلات البطالة التي هي أصلا مسجلة في العراق وبنسب عالية .
السيد حسين الزاملي عضو مجلس محافظة النجف الاشرف ورئيس اللجنة الاقتصادية أشار في حديث ( للمركز الإعلامي للبلاغ ) بان العمالة الأجنبية هي معرقل لحركة نهضة وتقدم الاقتصاد حيث من المهم الالتفات إلى تشغيل الأيدي العاملة العراقية وذلك للحد والتخفيض من البطالة والحد من خروج العملة الصعبة من البلد والتي من شانها أن تضعف الاقتصاد الوطني في الوقت الذي فيه البلد بحاجة ماسة إلى نهضة اقتصادية عن طريق أبناءه .
داوود سلمان ( 50 سنة ) وهو صاحب معمل لإنتاج الجلود يرى إن العامل العراقي متهم بالتمرد كونه لا يرضى بالأجر القليل ولا يتحمل ساعات العمل الطويلة بخلاف العامل الأجنبي ، كما إن معدل الأجر للعامل العراقي يتراوح بين 200-400 ألف دينار شهريا في حين إن العامل الأسيوي يرضى بأقل من 200 دولار شهريا أي ما يعادل 200 ألف دينار .
أما محمد عبد الله ( 30 سنة ) وهو عامل في احد معامل الطابوق فيرى إن العمال العراقيين يقبلون بالأجر القليل في حين إن العامل الأسيوي يتطلب عمله مع رب العمل توفير المسكن والمأكل بالإضافة إلى الراتب الشهري فلماذا يتم تفضيل العامل الأسيوي ؟ .
رحيم سلمان ( 40 سنة ) وهو صاحب احد المطاعم الكبيرة في النجف الاشرف يرى إن العامل الأجنبي من مختلف الدول ( الفلبين ، باكستان ، بنغلادش ) عند دخوله إلى العراق يكون مرتبط بالعمل مباشرة في حين إن العامل العراقي لديه ارتباطات اجتماعية تجعله في ارتباط غير مباشر مع العمل .
أما نصير عبود ( 28 سنة ) فيرى إن الحكومة التدخل لدفع حركة الصناعة نحو الأمام لتشغيل الأيدي العاملة وإيجاد ضوابط حول دخول العمالة الأجنبية كي لا تؤثر على الأيدي العاملة العراقية وتفعيل مكتب تشغيل العاطلين وتوفير فرص عمل تتناسب مع خبرات العاطلين وفتح دورات تطويرية للخبرات .
من جانبه فقد أكد السيد كريم الحلو المستشار في غرفة تجارة النجف الاشرف إن هذا الموضوع يعتبر مشكلة كبيرة ولابد مناقشته على مستويات عالية من الدولة العراقية مع التأكيد على ضرورة فتح دورات تاهيلية للعاملين العراقيين والعمل على جلب العمالة الماهرة والمدربة دون العمالة الساذجة على الرغم من السلبيات الكبيرة لجلب العمالة الأجنبية ومنها اختلاف الثقافات .
https://telegram.me/buratha