في منظر يدل على اعادة اللحمة بين ابناء الشعب العراقي من السنة والشيعة تستقبل مدينة سامراء حيث مرقدي الامامين العسكريين (عليهما السلام) الاف الزوار القادمين من جنوب ووسط للمشاركة في زيارة الامامين في مؤشر جديد على حماسة العراقيين الساعين لوضع النزاعات الداخلية خلفهم وتأسيس مرحلة جديدة في تاريخ العراق.
ويقوم الزوار بجولة على المرقد الشريف الذي وصلت عملية إعادة بنائه إلى مراحلها الأخيرة، فيما يؤدي أكثر من خمسة آلاف زائر اسبوعيا صلاة الجمعة في مسجد سامراء الكبير، ويخرجو بعدها في مسيرة واحدة يطلقون شعارات تعبر عن الوحدة الوطنية بين جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي.
ويقول قائد عمليات سامراء اللواء رشيد فليح في تصريح الى "المركز الاعلامي للبلاغ" إن "الوضع الأمني وصل إلى مستويات إيجابية كبيرة، مشيراً إلى أن كل أحياء سامراء تخضع إلى سيطرة أجهزة الأمن، وبالتالي فإن المدينة لا تحتاج الى أي عملية عسكرية كبيرة وإلى أي قوة اضافية سواء من الجيش أو الشرطة. ويشير فليح الى أن الوضع الأمني الجيد الذي تتمتع به سامراء وضواحيها يضاهي الأوضاع الأمنية في أكثر مناطق بغداد، لافتاً الى عدم وجود أي وجه لمقارنة أوضاع سامراء بعد أيام من تفجير المرقدين بالوضع الحالي".
اما اهالي مدينة سامراء فتغمرهم فرحة كبيرة وهم يرون وفود الزوار القادمين الى المدينة بعد انقطاع بسبب اعمال العنف الارهابيين الذين كانو يسيطرون على الطرق المؤدية الى سامراء ويقول الحاج ياسين السامرائي لم أكن أتصور بأنني سأعيش لأرى هذا اليوم الذي يتوافد فيه الاف الزوار من اهلنا وسط وجنوب العراق ".
ويستذكر السامرائي يوم تفجير القبة الذهبية التي صادفت أمس الذكرى الثالثة لها بالقول كان ذلك أتعس يوم مرت به المدينة على الاطلاق. كان هذا اليوم والأيام التي تلته سوداء على المدينة، إذ عمت الفوضى في الأحياء وثار الخوف في نفوس عائلاتها بعد سيطرة تنظيم القاعدة والمسلحين على مقاليد الأمور".
وكان مرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) تعرض إلى تفجيرين، الأول في 22 شباط (فبراير) عام 2006 أسفر عن انهيار القبتين الذهبيتين للمرقد، واندلعت في أعقابه موجة عنف وتهجير طائفي كانت بين تداعياتها سلسلة عمليات تفجير طاولت مئات الجوامع السنية في بغداد والمحافظات الجنوبية على أيدي متشددين شيعة.
اما التفجير الثاني فحدث بعد سنة تقريباً على الأول، بواسطة قصف أصاب مئذنة وباحة المرقد. ويتفق كثير من السياسيين والمراقبين على أن تفجير قبة مرقدي الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء يمثل تاريخاً رسمياً لبداية الاقتتال الطائفي والعنف المذهبي في العراق.
ويقول سلام الربيعي أحد الزوار القادمين الى بغداد بعد زيارته سامراء إن "الوضع الأمني الآن في المدينة جيد جداً وليست هناك أي خشية من أعمال العنف لكن المشكلة هي في المرقد الذي ما زال مدمراً وأداء طقوس الزيارة تتم بصعوبه بعد تصاعد اعداد الزوار يومياً في ظل استمرار عمليات البناء",
اما ابو عباس وهو متعهد لنقل الزوار من محافظات الجنوب الى سامراء فـيقول إن "رحلات تنطلق يومياً من محافظات كربلاء والنجف وبابل الى سامراء" , ويضيف أن "أعداد الزوار الراغبين في زيارة سامراء يزداد يومياً، ما يعكس حجم التحسن الأمني الذي شهدته مدن العراق، ولا سيما مدينة سامراء التي كانت مرتعاً للمسلحين".
وبحسب قائممقام المدينة محمود سامراء، فإنها تستقبل أسبوعياً ما يقارب 15 ألف زائر من محافظات العراق. ويقول إن المدينة سجلت رقماً قياسياً في مناسبة استشهاد الامام حسن العسكري قبل اسابيع في استقبالها الزوار اذ بلغ عدد زائريها أكثر من 30 ألف زائر.
أما عن عمليات البناء الجارية في المرقد، فيشير المهندس ميثم محمد مدير مشروع اعمار المرقدين العسكريين الى أن نسب الانجاز في مشروع اعادة اعمار الروضة العسكرية بلغ 60 في المئة.
ويقول إن "قبة الإمامين العسكريين سينتهي العمل فيها قريباً، وأن الفرق الهندسية والفنية تواصل أعمالها في إنهاء المرحلة الثانية التي تتضمن انشاء السياج المحيط بالروضة والأروقة الجانبية والقبة الذهبية التي ستكون أكبر قبة ذهبية في العالم
https://telegram.me/buratha