الأخبار

ارهابي سعودي معتقل : إذا ما أطلق سراحي، فسوف أعود للقتال مرة أخرى

1512 13:26:00 2009-10-12

تسلط قصة ارهابي سعودي معتقل في العراق الضوء على الطريقة التي تمكنت من خلالها شبكات الارهاب  من سد احتياجها للارهابيين ، وذلك من خلال عمليات تمشيط الجامعات والأسواق والمساجد بحثا عن الأشخاص المستعدين للانضمام للارهابيين في العراق.

ويروي الارهابي محمد عبد الله العبيد كيف أنه أخبر عائلته بأنه ذاهب إلى مكة لأداء فريضة الحج، لكنه حزم حقيبة سفره وغادر وطنه السعودية مارا بأحد طرق التهريب التي تمر عبر الحدود السورية وتصل إلى قلب منطقة الارهاب في العراق. وبعد ذلك انتقل للحياة السرية في المنازل التي تخضع للحراسة، والأسماء المستعارة،

والقصة ـ التي رواها العبيد لوكالة «أسوشييتد برس» ـ ليست واحدة من قصص الجرأة الاستثنائية أو البراعة الفردية؛ بل تدور حول واحد من القتلة المجهولين في الحواري والشوارع.. في هذه الحالة كان طالب تاريخ عاديا، ثم أصبح ارهابيا يعمل ضمن حرس قادة الارهاب .

والعبيد واحد من آلاف من الارهابيين العرب وغيرهم الذين شقوا الطريق الطويل الذي لا يخضع لحراسة عبر الحدود السورية، ويقول إنه سار بدون خارطة بحثا عن مدينة «القائم» الحدودية داخل الصحراء. ويقول الارهابي ذو السبعة والعشرين عاما في حوار أجري بالتعاون مع المسؤولين الأمنيين في المنطقة الخضراء التي تخضع للحراسة ببغداد «لم تكن لدي فكرة عن مكاني، كما أنني لا أعرف متى عبرت الحدود. وكل كنت ما أعرفه أننا أوشكنا على قتال الأميركيين بإذن الله». ويضيف العبيد الذي كان قد حلق ذقنه، وقص شعره كذلك: «ربما أكون سجينا، ولكنني في مهمة. وإذا ما أطلق سراحي، فسوف أعود للقتال مرة أخرى».

من جهة أخرى، يقول العبيد إن أحد زملائه الارهابيين قد تواصل معه في البداية، داعيا إياه للانضمام إلى الارهابيين في العراق، وذلك خلال عامه الثاني بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض؛ حيث أعطاه أحد زملائه بعض الأدبيات المتعلقة بتنظيم القاعدة الارهابي والقتال في العراق، وأسطوانات «دي في دي».

وخلال أسابيع، كان العبيد قد بدأ حضور الاجتماعات مع زملائه الذين كانوا يعلنون استعدادهم للانضمام للارهابيين العرب في العراق. ووفقا للعبيد فإنهم أخبروا في ذلك الوقت أنهم يجب أن يختاروا ما بين الانضمام للارهابيين المسلحين فورا أو ألا ينضموا على الإطلاق. ويؤكد العبيد أنه لم يعد بعد ذلك أبدا إلى دراسته.

ومن جهة أخرى، قال العبيد ـ الأخ الأكبر لثلاثة من الأولاد وثلاث من البنات ـ إنه ذهب إلى منزله وأخبر أسرته بأنه يخطط للحج، وقد منحه أبواه بركاتهم وبعض المال للسفر. غادر بعدها العبيد حاملا حقيبة صغيرة ونحو 5 آلاف ريال سعودي أو ما يعادل 1300 دولار أميركي.

ويقول العبيد: «لم أنظر إلى الوراء. فقد كانوا يعتقدون أنني ذاهب إلى مكة، ولكنني استقللت حافلة إلى البحرين؛ حيث كانت هناك تذكرة للسفر بالطائرة في انتظاري».

ويزعم العبيد أن الارهابيين هم من دفعوا كلفة المرحلة الثانية من رحلته: السفر إلى سورية عبر دبي. حصل كذلك العبيد على رقم هاتف يمكنه الاتصال به أثناء وجوده في دمشق. فيقول العبيد: «لقد عرف الرجل الذي أجاب على الهاتف نفسه فقط من خلال اسمه الجهادي (أبو قعقة). وطلب مني أن أستعد للسفر في الصباح التالي». وكانت محطته الثانية في مدينة حلب. ويقول العبيد إنه قد انضم إلى مجموعة من 20 ارهابيا عربيا من كل أنحاء المنطقة بما فيها تونس واليمن. وبعد عدة أيام تم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة وإرسالهم على مقربة من الحدود العراقية وأشاروا إليهم بالطريق إلى مدينة «القائم» العراقية.

ومرة أخرى، حصل العبيد على رقم هاتف جوال كي يتواصل معهم خلال هذه المرحلة، فيقول العبيد إنهم منحوه هوية عراقية مزيفة باسم محمد عبد الله المولود في 19 يوليو (تموز) 1980، ثم التقى مرة أخرى ببعض الارهابيين العرب من سورية، وكان هناك آخرون كذلك. وخلال أيام، كانوا قد وصلوا إلى بلدة راوة التي تقع في سهل نهر الفرات بالصحراء الغربية للعراق. كان ذلك في بداية 2006 ـ وهو الوقت الذي استولى فيه ارهابيو «القاعدة» على تلك المنطقة.

ثم قسمت مجموعة العبيد إلى مجموعتين صغيرتين؛ الأولى كان يتم إعدادها للقيام بالعمليات الانتحارية، بينما الأخرى كان يتم تدريبها على استخدام بنادق الكلاشينكوف والبنادق الآلية. ويقول العبيد: «لم أختر العمليات الاستشهادية. فقد أردت أن أتعلم إطلاق النيران والقتال في ميدان المعركة».

وبعد ذلك بنحو شهر، كانوا متواجدين في إحدى الفيلات ببغداد؛ ويقول العبيد إنه لا يتذكر المنطقة ولكنه يقول إن الفيلا كانت تقع في شارع مزدحم تصطف على جانبيه الأشجار والزهور. ولكن ذلك لم يكن سوى متنفس قصير؛ حيث تم إخفاء المجموعة في شاحنة صغيرة ونقلها إلى محافظة ديالي، التي مركزها بعقوبة، والتي أعلنت في ذلك الوقت «عاصمة» لما يسمى «دولة العراق الإسلامية» وهو أحد التنظيمات التابعة لـ«القاعدة» الارهابي.

يقول العبيد إنه وصل هناك قبل أسابيع من الهجمة الأميركية الجوية التي تسببت في مقتل الارهابي أبو مصعب الزرقاوي مؤسس تنظيم القاعدة الارهابي في العراق. ويقول: «لقد كان ذلك الوقت هو وقت المعارك الكبرى مع الأميركيين. فقد كنت أزرع القنابل على جانبي الطريق، وكنت واحدا من أفضل ثلاثة يطلقون النيران. وكان الكثير من المدربين على تصنيع القنابل من الأفغان. لقد قتلت أشخاصا لا أعرف عددهم ولكنني بالتأكيد قتلت جنودا أميركيين».

وكانت شبكات الارهابيين تمده بالمأكل والملبس وما قيمته 50 ألف دينار شهريا، وهو ما يعادل 40 دولارا أميركيا. وكان العبيد يعيش في حجرة مع أسرة عراقية ويقاتل إلى جانب بعض أولاد تلك الأسرة. كما أنه قد أبدى إعجابه بإحدى شقيقاتهم التي تدعى نسبة. فيقول العبيد: «لقد رتب لي إخوانها الزواج ولم أعترض. ولكننا قررنا ألا ننجب لأن زوجتي أرادت أن تصبح شهيدة. فقد كان هناك الكثير من النساء في ذلك الوقت يرغبن في الشهادة. وقد أرادت نسبة أن تصبح كذلك، وكان والداها يشجعانها. وبالتالي، بدأنا في وضع الخطط لمساعدتها على الاستشهاد، وكنت فخورا بها».

ولكن نسبة أصبحت حاملا في بداية العام الماضي، وبالتالي قررا التوقف عن التمرد والعودة للمملكة العربية السعودية. ولأول مرة خلال ثلاث سنوات اتصل العبيد بمنزله. فيقول العبيد: «لقد أخبرتهم بكل شيء وبرغبتي في العودة إلى وطني. وقالوا إنهم سوف يعدون لي الأمر».

ولكن ما لم يكن يعرفه العبيد هو أن عملاء الاستخبارات العراقية كان يستمعون إلى المكالمة كذلك. وبعد ذلك بعدة أسابيع وفي بداية 2008، أوقفته القوات العراقية في نقطة تفتيش تقع في الطريق من ديالي إلى بغداد. ويقول «بالنسبة لي كنت أعرف أن الأمر انتهى».

ومنذ ذلك الوقت والمسؤولون بالاستخبارات العراقية يحتجزون العبيد. ومن جهته، لم يتهم العبيد السلطات العراقية بالتعذيب أو إساءة المعاملة، وعندما سئل عما إذا كان نادما على الانضمام للمتمردين قال: «لا، فأنا سعيد للغاية». وبسؤاله «هل ستستمر في القتال إذا ما أطلق سراحك؟»، أجاب «بالتأكيد».

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام فاطمه
2009-10-13
ادا اكوا سبب انه ماراح انتخب حكومه المالكي هو لانه ماشفتهم عدموا قتله سفكه من اهل اعوجه وبغداد وبعقوبه على الرغم من اني اكره بشده انضمام حزب الفضيله القاتل للائتلاف الوطني لكني سانتخب جماعه فيلق بدر الابطال عسى ان يخرج بينهم بطل يشفي غليلنا باخد القصاص
ام فاطمه
2009-10-13
واحده من النساء السنيات سالت احد اقربائها البعثيين لمادا لاتكفوا الناس شركم الا تخافون من الحكومه اجابها ضاحكا هاي ياحكومه يابطيخ ليش هي الحكومه اللي ماتعرف تعدم شلون اخاف منهه كلش كلش باجر يلزموني ويطلعوني بعد سنتين اعفاء
ابو محمد البياتي
2009-10-13
الاولى بالحكومة تصفية الارهابيين المعتقلين لديها ومن ثم المطالبة بمحكمة دولية وملاحقة من في الخارج ولو اننا لا نتوقع خيرا من حكومة وبرلمان تقرر وتنفذ بسرغة البرق القرارات التي تخص امتيازاتهم الخاصة اما مايتعلق بالمواطن المسكين فعلى الرفوف
نور العراق
2009-10-12
يعني اذا الجماعة كاعدين يسولفون وهو يكلهم اني هواي كتلت وفجرت وما واحد ابو غيرة كام حط القندره بحلكه هاي واحد .. اثنين ذولة الجماعة اللي ؟؟؟ والله ماأدري شأكول ملفيه , مستضيفيه ليش محد يفجر بيتهم لو يعدمهم بالمنطقة كدام الناس حتى يصيرون عبرة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ والله ماأدري !!!!!!!!!!!!!!1
al hassany
2009-10-12
لماذا لم يعدم هذا القاتل المختل لحد الان مادام يعترف وبصلافة الارعن بانه قتل الكثيرين فماذا ينتظر القضاء العراقي الهزيل ولو كان هذا القذر قد عمل هذا في المهلكة السعودية هل كان سيبقى بعيدا عن سيف الجلاد لحد الان ؟؟؟ اتقوا الله في العراق والعراقيين يامن تسمون انفسكم قضاة وياحكومة التجار .
احمد الربيعي
2009-10-12
هذا الارهابي ما قال هذا الكلام الا بعد ماتاكد وشاف بعينه الخدمه 5 نجوم بالسجن بدليل عدم خوفه من الضجر داخل السجن..وسبب ثاني اعتقاده الكبير بامكانيه تهريبه بالاموال خارج العراق...مع الاسف الامن عندنا لايردع الارهابيين
حسين البابلي
2009-10-12
نتيجة لاعتراف هذا الارهابي المجرم انه قتل الكثير من الابرياء بحجة الجهاد وانه غير نادم على اعماله الاجرامية هذه واعترف صراحة من انه اذا اطلق سراحه فانه سوف يعود لممارسة القتل والارهاب في العراق وهو بذلك يستحل سفك الدماء البريئة بحجة الجهاذ وهو بذلك متيقن من ان العدالة لن تناله بسبب الاحكام الهزيله التي يصدرها القضاء العراقي بحق هؤلاء المجرمين من العربان والجربان ناهيك عن ميوعة قرارات هيئة الرئاسة بحق هؤلاء القتله مما شجعهم على اجرامهم هذا وسوف لن تنتهي الاعمال الارهابية اذا بفي الحال على و
الكوفي
2009-10-12
شلون ما اشوف جميع الارهابيين راح يرجعون الى بلدانهم لا ادري لماذا هذا الحدس ، اتمنى ان لايكون حدسي في محله ويقتص من هؤلاء المجرمين المغرر بهم كي يكونوا عبرة لغيرهم .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك