طالب عاملون في قطاع السياحة الدينية في مملكة البحرين شركات الطيران الوطنية بتخفيض أسعار تذاكرها حتى تتناسب مع إمكانات البحرينيين الراغبين في زيارة العتبات المقدسة في العراق . واشتكى هؤلاء من ارتفاع الكلفة على الناس، خصوصاً بعد صعود أسعار الفنادق في النجف وكربلاء بنسب كبيرة، والتي ساهم فيها التنافس العشوائي بين بعض المقاولين.
ودعوا إلى فتح المجال لتخفيف العبء عن الزوار من خلال تقليل الأسعار وبالتالي إعفائهم من المشقة التي تترتب عليهم عند الذهاب مروراً بدول أخرى.
ويذهب كثير من البحرينيين إلى العتبات المقدسة في العراق (النجف وكربلاء) عن طريق دبي والشارقة والكويت، في حين يؤمل أن يعيد هؤلاء النظر بعد تشغيل رحلات مباشرة من خلال طيران الخليج وطيران البحرين والخطوط العراقية.
وقال صاحب قافلة عشاق كربلاء رياض الخواجة إن ''الأسعار عن طريق هذه الدول تعتبر أقل مقارنة بالذهاب من البحرين مباشرة، وذلك بسبب كلفة التذاكر''.
وتبيع طيران الخليج التذكرة (ذهاباً وإياباً) بنحو 270 ديناراً، في حين تصل إلى نحو 250 ديناراً في طيران البحرين، لكنها تقل إلى مستوى 177 ديناراً على متن الخطوط العراقية.
في المقابل، تصل كلفة التذكرة من دبي إلى النجف (اتجاه واحد) نحو 115 ديناراً فقط.عن طريق دبي لكن لا يمكن احتساب هذه الكلفة فقط، حيث يضاف إليها سعر التذكرة من البحرين إلى دبي، والتي تبلغ نحو 35 ديناراً، في حين يتم الرجوع براً من النجف إلى الكويت ومن ثم جواً إلى المنامة. ومن المعلوم أن الكويت تسمح بدخول الزوار من العراق إلى أراضيها لكنها تمنع الخروج لأسباب أمنية.
وتصل كلفة النقل براً بالحافلة من النجف إلى الكويت نحو 10 دنانير، يضاف إليها سعر تذكرة الكويت - البحرين والتي تتراوح بين 30 إلى 40 ديناراً. ما يعني أن كلفة الوصول والعودة إلى النجف تصل إلى نحو 195 ديناراً.
ويؤكد الخاجة أن ''الناس يفضلون هذه الطريقة رغم مشقتها كونها توفر عليهم بعض المال''. ويمكن للزائر العودة عن طريق دبي، ولكن الكلفة سترتفع إلى نحو 250 ديناراً للتذكرة.
وتبلغ كلفة الزيارة إلى العتبات المقدسة في النجف وكربلاء لمدة أسبوع شاملة أسعار التذاكر والتأشيرة والتنقلات الداخلية ما بين 400 إلى 450 ديناراً، في حين ترتفع إلى نحو 600 أو 700 دينار إذا ما أراد الزائر الذهاب عن طريق شركات الطيران البحرينية التي تشغل خطوطا مباشرة.
الفنادق ترفع الأسعار
من جهة أخرى، دعا الخواجة المقاولين البحرينيين إلى ضرورة التنسيق فيما بينهم للضغط على الفنادق العراقية لتخفيض الأسعار وعدم استغلال التهافت.
ولا يوجد في البحرين جهة أو رابطة تنظم عمل المقاولين، في حين تبقى مسائل التنظيم جهوداً فردية لبعض العاملين في القطاع. وزار العراق بحسب إحصاءات السفارة في المنامة العام الماضي نحو 25 ألف بحريني، في حين قال مقاولون إن الرقم يرتفع إلى نحو 40 ألفا إذا ما تم احتساب الجنسيات الأخرى التي تذهب مع حملات بحرينية.
ويفضل الزوار الشيعة عموماً الذهاب إلى المراقد المقدسة في مواسم عاشوراء وعرفة، وفي أشهر صفر الذي يصادف فيه وفاة النبي (ص) وأربعينية الإمام الحسين (ع)، ورجب وشعبان اللذين يصادف فيهما مواليد أهل البيت. ومع ذلك، فإن الأسعار بالبحرين تعد الأقل على مستوى الخليج العربي، خصوصاً إذا ما تمت مقارنتها بتلك التي تدفع في الكويت وسلطنة عُمان والسعودية.
من جهته قال مدير شركة المهنا للسياحة والسفر إبراهيم المهنا إن ''أسعار شركات الطيران البحرينية مرتفعة بعض الشيء، وهي بالتالي لم تقدم الخدمة المطلوبة، حيث لا يستطيع الناس تحمل الكلفة المرتفعة''.
وتابع ''كان يمكن لهذه الشركات أن تخفف العبء عن الناس وإعفاؤهم من الذهاب عن طريق دبي، طائرات حديثة، مواعيد مضبوطة، وغيرها من أسس النجاح، انظر إلى الخطوط العراقية فهي تقدم التذاكر بأسعار أقل، أعتقد أن الشركات الوطنية لن تكون قادرة على جذب الركاب إذا لم تخفض الأسعار''.
وتحتاج البحرين بحسب المهنا إلى أكثر من 15 رحلة يومياً في المواسم، مقدراً عدد الراغبين بالذهاب إلى النجف وكربلاء بنحو 12 ألف زائر يومياً.
وأيد ما جاء به الخواجة فيما يتعلق بأسعار الفنادق في العراق، مضيفا أنها ارتفعت بشكل كبيراً حديثاً، المشكلة أن عدد الفنادق الجيدة لا يتعدى الاثنين أو الثلاثة في كل من النجف وكربلاء وبالتالي عليها إقبال ومنافسة. لكنه عاد ليؤكد على مساهمة بعض المقاولين، وهم قلة، في زيادة الأسعار، مطالباً الجهات المعنية العراقية بوضع ضوابط للمسألة، وعلى المقاولين البحرينيين الاتفاق سوية وعدم المزايدة في الأسعار.
ويقول المهنا إنه حاول شخصياً التوصل إلى اتفاق ضمني بين المقاولين للحيلولة دون رفع الأسعار، لكن صوته لم يسمع، مذكراً إياهم بأن الجهات المعنية في المملكة لا تتدخل بالحملات التي تذهب إلى العراق كما يحدث في تلك التي تسير رحلات إلى الحج، محذرا من أن عدم التنظيم سيدفعها بالنهاية إلى التدخل وبالتالي سن شروط وقوانين إضافية.
شركات الطيران
ودشّنت شركة طيران البحرين أمس الأول أولى رحلاتها إلى مدينة النجف، في حين تستهدف رحلتين أسبوعياً ترتفع إلى 5 رحلات مطلع الشهر المقبل.
وقال الرئيس التنفيذي لطيران البحرين إبراهيم الحمر إن ''شركته ستطرح أسعاراً تنافسية في رحلاتها إلى بغداد والنجف، حيث سيتراوح سعر التذكرة ما بين 180 و 250 ديناراً، مؤكداً أنه ''سعر تنافسي في ظلّ الأسعار الحالية مقارنةً بالخدمات التي تقدمها الشركة لزبائنها''.
وأوضح الحمر أن ''الشركة تتمتع بدرجة كبيرة من الاعتمادية بالنسبة لمواعيد إقلاع ووصول الطائراتطائراتنا حديثة وأوقاتنا مناسبة وأسعارنا تنافسية''.
وكانت طيران الخليج دشنت أولى رحلاتها رسمياً إلى مدينة النجف في 27 الشهر الماضي، لتكون بذلك ثاني وجهة عراقية تصل إليها بعد بغداد على إثر انقطاع دام ما يقارب العقدين من الزمن.
وبدأت الشركة بتسيير 4 رحلات أسبوعياً إلى مدينة النجف على أن تتحول إلى رحلة يومياً بدءاً من 26 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
من جهته قال صاحب شركة الفيصل للسفر والسياحة، وكيل الخطوط العراقية في البحرين جعفر المدحوب إن ''فتح خطوط طيران مباشرة بين البحرين والعراق سهل على الزوار كثيراً، فقد وفر عليهم عناء السفر إلى بلدان أخرى والمبيت في المطارات، أضف إلى ذلك الوفر المالي المتحقق''.
وكان للمدحوب بحسب قوله - فضل تحريك مسألة عودة خط جوي مباشر بين البحرين والعراق بعد مخاطبته لجلالة الملك حمد بن عيسى مباشرة، والذي تدخل لدى الجهات المعنية (شؤون الطيران المدني) وأنهى الموضوع باتفاقية جوية بين المنامة وبغداد.
وسمحت الاتفاقية للشركات الوطنية في البلدين بتشغيل رحلات مباشرة وهي طيران الخليج وطيران البحرين والخطوط العراقية. وبشأن الأسعار يؤكد المدحوب أن ''الخطوط العراقية تقدم التذاكر بأسعار تنافسية كبيرة بواقع 177 ديناراً سواء للنجف أو لبغداد، فضلا عن الإعفاء من الموافقة الأمنية''.
وتابع ''أعتقد أنه سعر جيد ويناسب الناس الراغبين بالذهاب للزيارة، الزبائن يتدفقون علينا بشكل جيد والمقاولون حجزوا لموسم عرفة بشكل مقدم''. وتشغل العراقية 3 رحلات أسبوعياً، يضاف إليها رحلتان تعبران من البحرين ترانزيت قادمتين من كراتشي الباكستانية.
وبشأن الأسطول يقول المدحوب إن ''الطائرات جيدة والطواقم مدربة بشكل محترف، والشركة ملتزمة بالترددات والمواعيد''.
الوقت البحرينية
https://telegram.me/buratha
