النجف الاشرف / آلاء الشمري
آثار التصريح الأخير للمرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني (دام ظله) جدلا كبيرا في الساحة العراقية حول ضرورة أن تكون القائمة مفتوحة لانتخاب أعضاء مجلس النواب العراقي ، ورفضها لما يدور في أروقة البرلمان ، وقد قطعت في بيانها الأخير الطريق أمام القائمة المغلقة.
والمرجعية الدينية باعتبارها القلب النابض في محافظة النجف ولها قدسية خاصة ، لذا فان معظم أبناء المحافظة إن لم يكونوا جميعهم يؤيدون ما صرحت به المرجعية بخصوص جعل القائمة الانتخابية مفتوحة.
يشارك المواطن بشكل حقيقي في انتخاب أشخاص يمثلونه
بدأنا جولتنا مع الشيخ علي نجل المرجع الديني اية الله العظمى الشيخ بشير ألنجفي (دام ظله) حيث تحدث عن ايجابيات جعل القائمة الانتخابية مفتوحة التي تعود على المواطن العراقي قائلا: ايجابيات القائمة الانتخابية المفتوحة كثيرة ، أهمها أن يشارك المواطن بشكل حقيقي في انتخاب أشخاص يمثلونه في البرلمان العراقي ، وكذلك من خلال القائمة المفتوحة سيضطر الفائز في تلك الانتخابات بتقديم ما عليه من واجبات ، لان الناس انتخبوه بشكل مباشر، فعليه تلبية رغبات من انتخبوه ويعزز ثقتهم به واحترامهم له ، هذا بالإضافة إلى ايجابيات كثيرة تساعد على تفادي مشاكل جما.
أما عن إحالة البرلمان العراقي إقرار قانون القائمة الانتخابية إلى المجلس السياسي للأمن الوطني ، فقد تحدث الشيخ علي ألنجفي قائلا: تألمنا كثيرا لتأخير القرار من قبل البرلمان العراقي ، لكن في نفس الوقت نرى من الممكن أن تكون قضية إحالة القرار إلى المجلس السياسي ايجابية باعتبار أن البرلمان فيه جهات سياسية متعددة وأصوات كثيرة ، مما قد يشكل صعوبة في اخذ القرار بوقته المناسب ، أما المجلس السياسي فهو لجنة مختصرة من الممكن أن يتم اتخاذ القرار بشكل سريع.
أما عن التوقعات لردة فعل المواطن العراقي فيما لو تم اختيار القائمة الانتخابية المغلقة دون المفتوحة في الانتخابات النيابية القادمة ، تحدث الشيخ علي ألنجفي قائلا: الشارع العراقي اغلبه يرغب وبشكل واضح بالقائمة المفتوحة ، لكي لا تتكرر المشاكل التي وقعت في الانتخابات النيابية السابقة ، وهذه الرغبة يجب أن تُحترم ومن المؤكد إن إقرار القائمة الانتخابية المغلقة ستكون له ردود فعلية سلبية نسال الله أن يجنبنا تلك الردود.
يستطيع الناخب أن يحدد من سيختاره
التقينا بالمواطنة مها التي تحدثت عن تأييدها لرأي المرجعية قائلة: نحن نؤيد وبشدة رأي المرجعية في ضرورة جعل القائمة الانتخابية مفتوحة ، فلهذا الأمر ايجابيات كثيرة تصب في صالح المواطن العراقي ، فمن خلال القائمة الانتخابية المفتوحة يستطيع الناخب أن يحدد من سيختاره ممثلا له في البرلمان العراقي ليشرع القوانين التي تهم مستقبل العراق.
لابد لنا أن نلبي تأييد المرجعية وننتخب
أما حسن فكانت له وجهة نظر أخرى في مسالة الانتخابات النيابية عبر عنها قائلا: أنا أجد أن الانتخابات القادمة والفوز فيها لن يغير شيئا سواء ذهبنا إلى الانتخاب أم لا، فليس لدينا ثقة بالأشخاص الذين سيفوزون لأنهم لن يحققوا الطموح المرجو منهم في النهوض بالواقع العراقي ، والدليل أربع سنوات مضت على البرلمان العراقي في الدورة السابقة ولم تُقطف الثمار الجيدة التي تعود على العراق بالخير، بل يتم قطف ثمار المصالح الفردية لأعضاء مجلس النواب الذين انشغلوا طوال الأربع سنوات في إرساء قواعدهم في الحزب الذي ينتمون إليه ، وتثبيت مناصبهم السياسية التي ستدر عليهم بالأموال الطائلة ، لتُسرق اللقمة من فم المواطن العراقي المسكين وتقدم إلى عضو البرلمان الموقر.
واستكمل حسن حديثه قائلا: ورغم موقفي هذا اتجاه أعضاء مجلس النواب لكن مادامت المرجعية الدينية في النجف الاشرف تؤيد خروج العراقيين لانتخاب الأشخاص الذين يجدوهم مناسبين لمناصب أعضاء مجلس النواب ، فلابد لنا أن نلبي هذا التأييد وننتخب ، ولأجل هذا يفترض لزاما أن تكون القائمة الانتخابية مفتوحة ليعبر كل ناخب عن رأيه في اختيار المرشح.
سأمتنع عن التصويت
عندما توجهنا بسؤال إلى محمد رضا عن رأيه فيما لو لم يتم الأخذ برأي المرجعية الدينية وتم الاعتماد على القائمة المغلقة للانتخابات النيابية المقبلة؟ وعن ذلك السؤال بادر محمد رضا بالإجابة قائلا: أنا لا اعتقد أن البرلمان سيخالف رأي المرجعية لأنه لو لم يؤخذ بتصريح السيد السيستاني (دام ظله) الأخير حول القائمة الانتخابية المفتوحة ، فسوف لن يكون هذا الأمر بصالح العملية الانتخابية ، وقد يجعل هذا الأمر الكثير من المواطنين يمتنعون عن التصويت في حال لو جعلت القائمة الانتخابية مغلقة وأولهم أنا فاني سأمتنع عن الذهاب إلى مراكز الاقتراع والتصويت ، فالمرجعية دائما تصر من خلال أرائها على منفعة المواطن العراقي لكي يكون هو صاحب القرار الأول والأخير في تحديد أعضاء مجلس النواب من خلال القائمة المفتوحة ، بينما لو تم الأخذ بالقائمة الانتخابية المغلقة فان هذا الأمر سيكون فيه غبن كبير لحق المواطن في اختيار شخص معين ، فيمكن أن تضم القائمة أشخاصا يراهم الناخب غير مؤهلين لمنصب عضو مجلس النواب ، ولو اختار القائمة دون تحديد الاسم ستؤخذ الأسماء الأولى في القائمة ومن المحتمل أن تكون تلك الأسماء لا يرغب بها الناخب .
التصويت واجب وطني
أما قاسم فسألناه هل سيتوجه إلى مراكز الاقتراع وينتخب إذا قرر البرلمان جعل القائمة الانتخابية مغلقة؟ وللإجابة على السؤال بادر قاسم قائلا: من المؤكد أن القائمة الانتخابية المفتوحة التي أيدتها المرجعية هي بصالح العراقيين ، لكن في حال لو أُصدر قرار بجعل القائمة الانتخابية مغلقة ، فان ذلك القرار سيأتي من البرلمان العراقي وهو سلطة تشريعية عليا علينا كمواطنين أن نأخذ بقراراتها ، وأنا من جهتي سأذهب إلى مراكز الاقتراع وأدلي بصوتي في الانتخابات النيابية المقبلة ، سواء كانت القائمة الانتخابية مغلقة أم مفتوحة ، لان التصويت هو واجب وطني مفروض على كل مواطن يريد أن يشارك في تحديد مستقبل بلده.
https://telegram.me/buratha