"الأخبار" القاهرة: بلال الشريف - أحتجزت السيدة العراقية نادية عباس خليل في مطار القاهرة الجوي حال وصولها بالساعة الواحدة والنصف من ظهر يوم الثلاثاء العشرون من شهر اكتوبر تشرين اول 2009 الجاري بسبب عدم حصولها على تاشيرة الدخول للاراضي المصرية رغم كل الاجراءات التي اتخذت بصدد دخولها او اعادتها لبغداد باليوم التالي.
وبدأت قصة السيدة نادية عباس خليل وحسبما يرويها زوجها الدكتور ثامر حسين ناصر بان زوجته معيدة في معهد التكنولوجيا بالزعفرانية سابقا وام لثلاثة اولاد حين وجه المركز الاقليمي للنظائر المشعة بالقاهرة دعوة رسمية صادق عليها مدير المركز الدكتور سمير مصطفى عبد العزيز يوم الاحد الثامن عشر من شهر اكتوبر 2009 الجاري واعطى صورة من الدعوة لزوجها الذي يشارك في دورة تدريبية بعنوان ( استخدامات النضائر المشعة في تشخيص العلاج للفترة من 18-29 اكتوبر 2009 الى جانب ( 6 ) ستة اطباء تم ايفادهم من وزارة العلوم والتكنولوجيا ووزارة الصحة العراقية.
وقام الدكتور ثامر حسين ناصر بارسال نسخة من الدعوة لزوجته السيدة نادية عباس بالبريد الالكتروني وفي اليوم التالي الاثنين التاسع عشر من اكتوبر الجاري توجهت الى احد مكاتب شركة الخطوط الجوية في بغداد وتم حجز تذكرة سفر للقاهرة يوم الثلاثاء 19/10/2009 ذهابا وايابا وطلب منها المكتب كتابة تعهد في حالة عدم دخولها الاراضي المصرية بالعودة الى بغداد بذات الطائرة وقد وافقت على ذلك واستعدت نفسيا لتقبله رغم مشاق السفر والكلفة المالية له .
وفي صباح يوم الثلاثاء توجهت الى مطار بغداد الدولي بالموعد المحد للسفر واتخذت كافة الاجراءات الامنية والادارية وخاصة فحص الجواز وختمه بختم المغادرة وتوجهت الطائرة الى القاهرة لتصل الى مطارها بالساعة الواحدة والنصف وكانت تنتظر فرصة مشاهدة ارض الكنانة التي سمعت وقرأت عنها الكثير عبر سنين حياتها وهي تلبي دعوة مصرية كريمة جاءت لها رسميا لكنها تفاجأت بعدم السماح لها بالدخول للاراضي المصرية لعدم وجود تاشيرة دخول وهذا حق مشروع لسلطات امن المطار للتعامل مع اي شخص قادم بصفة رسمية او شخصية للقاهرة .
وبعد تقديمها للدعوة الرسمية الصادرة من المركز الاقليمي للنظائر المشعة لم يؤخذ به وعلمت بانها ستعود الى بغداد في اليوم التالي فاتصلت هاتفيا مع زوجها الدكتور ثامر حسين وأخبرته بالذي حصل لها وكان قد علم بان السيد كمال عبد الجواد وهو رجل مصري كبير السن يقوم بواجب المنسق بين المركز وسلطة امن المطار قد توجه باستقبالها لكنه لم يفلح باقناع الجهات الامنية بدخولها وبقي في المطار متشبثا بايجاد اي حل الى ان علم بالقرار النهائي لعودتها عاد الى مسكنة عند الساعة الثانية عشرة مساء فيما بقى الدكتور ثامر حتى الساعة الثانية صباحا من اليوم التالي دون اي يجد اي حل ايضا ليعود الى مكان اقامته في حي الدقي مع الوفد العراقي المشارك بالدورة التدريبية بالمركز .
وفي صباح اليوم التالي والذي كان مقررا اعادتها لم يحصل ذلك بسبب تاخر ايصال السيدة نادية عباس خليل الى الطائرة العراقية العائدة الى بغداد لاختلاف بتوقيت اقلاعها وموعد تسليم السيدة العراقية لطاقم الطائرة لتبقى في غرفة الانتظار في مطار القاهرة الجوي لاجل العودة باول طائرة عراقية اخرى والتي هي يوم الجمعة الثالث والعشرون من شهر اكتوبر 2009 اي
بقيت حوالي 68 ساعة تقريبا اي ثلاثة ليالي واربعة ايام ( الثلاثاء - الاربعاء - الخميس - وصباح يوم الجمعة )وبناءا على ذلك استمر الدكتور ثامر حسين ناصر التشبث باي حلول ايجابية لانقاذ زوجته من هذه المشكلة ( الورطة ) وكان اولها تقديمه طلبا لفخامة الرئيس المصري محمد حسني مبارك يلتمس فيه السماح لزوجته بالعودة الى بغداد او اقامتها في فندق المطار بمكان مريح لها لحين مغادرتها او ادخالها الى العاصمة المصرية القاهرة وقد سلم الطلب الرسمي واستلم ايصال بذلك وقالوا له سيتم الرد عليك هاتفيا .
وبعد انقضاء اليوم الثاني والذي تحرك فيه المركز ايضا عبر بوابة الاتصالات مع سلطات امن المطار لكن باءت المحاولات بالفشل فقرر الدكتور التوجه الى سفارة جمهورية العراق في القاهرة لعرض الموضوع وايجاد بصيص امل فيه وعند الساعة الثامنة صباح يوم الخميس الثاني والعشرون من شهر اكتوبر 2009 تواجد الدكتور ثامر حسين ناصر امام باب السفارة حتى موعد فتح ابوابها الساعة التاسعة حينها تقدم بطلب مقابلة القنصل العراقي السيد نزار مرجان الذي استمع اليه وحول طلبه الى القائم بالاعمال للسفارة العراقية السيد عبد الهادي فاضل احمد الذي التقاه بعد مكالمة هاتفية واخبره بالتفاصيل عن مجريات الحادثة ووعده بانه سيتصل بالمطار .
وفرح الدكتور ثامر حسين بهذا الاجراء الذي استغرق حتى الساعة الثالثة ظهر يوم الخميس 22/10/2009 وهو في السفارة العراقية وغادرها وهو مطمئن بان زوجته ستغادر غرفة الانتظار بالمطار الى مكان اخر اكثر ملائمة للسكن وهو فندق ( نوفوتيل المطار ) حسب ما صرح به القائم بالاعمال للسفارة العراقية والفندق على بعد 100 متر عنه وعاد الى مقر اقامته وبعد وصوله اتصل هاتفيا بفندق نوفوتيل مستفسرا عن السيدة نادية عباس و كان الجواب لاتوجد نزيلة بالفندق بهذا الاسم وعاود الدكتور الاتصالات بالاشخاص الذين وعدوه خيرا بالموضوع لكنه فقد الامل في ايجاد حل عند الساعة العاشرة من مساء نفس اليوم وكان امله ان تعود زوجته الى بغداد بالرحلة التي ستقلع صباح الجمعة الثالث والعشرون من اكتوبر 2009 وابدى تخوفه من نسيانها للمرة الثانية لتنتظر سفرها الى يوم الاثنين لاسامح الله وهو موعد اقلاع الطائرة العراقية الى بغداد وفي صباح يوم امس الجمعة اعيدت السيدة نادية عباس خليل الى بغداد الحبيبة بعد ان زارت جمهورية مصر العربية لكنها بقيت في ارض الكنانة ( بالمطار فقط ) ولم ترى غيره من المعالم والاماكن الحضارية فيه التي كانت متشوقة لرؤياها واتصلت مع زوجها لتؤكد وصولها الى بغداد سالمة بعناية الله .
https://telegram.me/buratha