أكدت مصادر أميركية اليوم الاثنين أن تفجيرات بغداد التي أوقعت أكثر من مئة شهيد و500 مصاب أثارت تساؤلات جديدة حول قدرة الحكومة العراقية على الوفاء بمسؤولياتها الأمنية كما شكلت تذكيرا بـ"هشاشة الأمن في العراق" وهزت من مكانة رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يخوض الانتخابات على خلفية الانجازات الأمنية في البلاد.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن هذه التفجيرات دفعت بعض العراقيين إلى إعادة النظر في دعمهم لرئيس الوزراء نوري المالكي الذي أكد قدرة قوات الأمن العراقية على حماية البلاد بعد انسحاب القوات الأميركية بنهاية عام 2011 ويخوض حملته الانتخابية للفوز بفترة جديدة على أساس تمكن حكومته من القضاء على العنف الذي هدد بتفتيت البلاد في عامي 2006 و2007.
وأضافت الصحيفة أن منفذي الهجومين تمكنوا من عبور عدة نقاط أمنية قبل تفجير سيارتين بفارق زمني بسيط بينهما مما خلف 132 شهيدا على الأقل وأكثر من 520 جريحا مشيرة إلى أن هذين الهجومين هما "أكثر الهجمات المنسقة فتكا" في العراق منذ صيف عام 2007 حينما تسبب هجوم مشابه في استشهاد 122 شخصا على الأقل.
وكان شهود عيان قد أكدوا أن أفرادا من المارينز الأميركيين قد شوهدوا حول المكان الذي كان هدفا للهجوم كما قال أحد هؤلاء الجنود إن الحكومة العراقية طلبت من الأميركيين المساعدة في التحقيقات الجارية.
زيارة بيترايوس
ومن ناحيتها، قالت صحيفة واشنطن بوست إن هذه التفجيرات شكلت "تذكيرا بهشاشة الأمن العراقي" كما أراد الإرهابيون.
وأضافت أن هذه التفجيرات تزامنت مع زيارة يقوم بها قائد القيادة المركزية الوسطى الجنرال ديفيد بيترايوس لبغداد مشيرة إلى أن الأخير كان يقوم في هذا التوقيت بجولة بطائرة هليكوبتر فوق العاصمة العراقية لتفقد الوضع الأمني في البلاد التي ظل قائدا للقوات الأميركية فيها بين عامي 2007 و2008.
وكان 132 شخصا قد استشهدوا بينما أصيب 520 شخصا آخرين بجروح في تفجيرين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفتا أمس الأحد وزارتي العدل، والبلديات والأشغال، ومجلس محافظة بغداد.
يذكر أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد اتهم تنظيمات البعث والقاعدة بالوقوف وراء الاعتداءين، مؤكدا أن هذه التنظيمات لن تنجح في تعطيل العملية السياسية وإجراء الانتخابات التشريعية في موعدها.
وقد شجب الرئيس باراك أوباما تفجيرات بغداد مؤكدا أنها لا تخدم أي غرض سوى قتل أناس أبرياء من الأطفال والنساء والرجال كما "تكشف عن الأجندة البغيضة والهدامة لأولئك الذين يسعون إلى حرمان العراقيين من تحقيق مستقبلهم الذي يستحقونه".
يذكر أن مسؤوليين عراقيين وأميركيين كانوا قد حذروا عدة مرات من زيادة معدلات العنف في البلاد مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقرر عقدها في 16 يناير/كانون الثاني القادم في ظل سعي الأحزاب السياسية والأطراف المتحالفة معها للحصول على مزايا إضافية قبل هذه الانتخابات فضلا عن قيام المجموعات المتمردة بمضاعفة جهودها لزعزعة استقرار البلاد.
https://telegram.me/buratha