(تصريحات مبارك تشجع الارهابين على ممارسة المزيد من القتل ضد الشيعة في العراق )
بسم الله الرحمن الرحيم
اثارت تصريحات الرئيس حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية حول ولاء الشيعة في المنطقة لايران ونفيه لولاءهم الوطني وذلك خلال مقابلته التلفزيونية مع قناة العربية يوم أمس السبت استغراب الاوساط السياسية والاجتماعية في المنطقة واستياء ملايين الشيعة العرب في العراق ودول المنطقة.
ان أقل ما يقال عن هذه التصريحات هو انها تكشف عن جهل بطبيعة التكوين الشيعي العربي في العراق ودوره في التأثير على الشيعة في العالم، وتصديهم للدفاع عن القضايا العربية ومنها قضية فلسطين كما تشهد بذلك المواقف التاريخية للمرجعيات الدينية في العراق وفي مقدمتها مرجعية الامام السيد محسن الحكيم الذي افتى في حينها بجواز صرف الحقوق الشرعية لدعم النضال الفلسطيني في وقت كان فيه شاه ايران يتفاوض مع اسرائيل من أجل الاعتراف بها.
ان هذه الاتهامات التي اطلقها الرئيس حسني مبارك الى جانب كونها تنبع من جهل بتاريخ الشيعة في العراق والمنطقة، وهو تاريخ رائد ناصع بالانتماء الوطني، تكشف ايضاً عن الاستهتار بكرامة الملايين من الشيعة العرب حين يتهمون جزافاً ـ ولاسباب طائفية ـ بالولاء لدولة أخرى.. وهو يكشف ايضاً عن رغبة في الاستعداء والتأليب ضد مكون اساسي من مكونات النظام والاجتماع العربي، وهو أمر لم يحصل طيلة القرن الماضي.
ان اختلاط المذهبي بالسياسي وعدم رؤية الحدود والفواصل الواقعية هي التي تدفع بالرئيس مبارك وربما غيره من الحكام العرب الى ممارسة مثل هذه العدوانية على كرامة الملايين.
صحيح ان الشيعة كمذهب في كل العالم يتواصلون في الثقافة والتقاليد والعقائد شأنهم في ذلك شأن المذاهب الاسلامية الاخرى، وكذلك الاديان الاخرى، لكن ذلك لن يكون سبباً واقعياً لتبعية هذا الطرف الى ذاك.
وإلاّ فهل يستطيع السيد مبارك ان يتهم المسيحيين في مصر بالولاء للغرب أو العالم المسيحي أو انهم لا يملكون الولاء لوطنهم مصر.. وهل يستطيع ان يتهم السنة في مصر والعراق وغيرها من الدول بالولاء لتركيا ـ باعتبارها مقر آخر خلافة اسلامية اكثر من ولاءهم لاوطانهم..
ان في مصر مواطنون شيعة ايضاً فهل من المعقول ان يتهم رئيس دولة مواطنيه بالولاء لدولة أخرى وينزع عنهم صفة الوطنية؟ نعم.. لقد فعل ذلك صدام من قبل وفعلها بعده التكفيريون والارهابيون في العراق والذين يفجّرون سياراتهم المفخخة في وسط التجمعات الشيعية في الشوارع والاسواق والمحال التجارية والمساجد والحسينيات، وآخرها تفجيراتهم القذرة في مسجد براثا؟
هل يريد السيد مبارك بتصريحاته تلك ان يوصل رسالة الى هؤلاء الارهابيين تشجعهم على ممارسة المزيد من القتل ضد الشيعة في العراق، وهل هي رسالة لدول المنطقة بضرورة شن حرب الابادة والمطاردة والتقتيل ضد الشيعة كما فعل صدام من قبل.
ان الادهى من كل ذلك، هو ان الرئيس مبارك يعترف بان الشيعة في العراق يكونون 65 بالمائة من السكان، ثم يعود ليتهمهم بتلك التهمة الباطلة، اليس من العجيب والغريب ان يكون ولاء 65 بالمائة من مواطنين دولة لدولة أخرى؟
اننا ندعو الرئيس مبارك وغيره من رؤساء وحكام دول المنطقة الى التروي قبل اطلاق مثل هذه التصريحات، والتخلص من عقدة الطائفية والعدوانية ضد مكون رئيس من مكونات الاجتماع العربي، والحذر من جرّ المنطقة كلها الى اتون حرب طائفية.
كما ندعوه الى الاعتذار عن هذه الاساءة التي وجهها للملايين من الشيعة العرب في المنطقة.
ان عدم تصحيح تلك التصريحات غير المسؤولة سيؤدي الى اعتبار الحكومة المصرية غير مؤهله للمشاركة بأي دور في أية نشاطات اقليمية كأجتماعات دول الجوار العراقي أو في مؤتمر الوفاق الوطني القادم والذي استضافت الاجتماع التحضيري له قبل اشهر.
المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق
بغداد 9 نيسان 2006
https://telegram.me/buratha