المركز الاعلامي للبلاغ ـ ابو سجاد الزهيري
التقى سماحة المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم (دام ظله) بعوائل الشهداء في مدينة الصدر بمكتبه في النجف الاشرف يوم الاحد 10/ربيع الاول/1427هـ .ووصف سماحة السيد الحكيم(دام ظله) خلال احتفائه بعوائل الشهداء المصائب والفجائع التي حاقت وتحيق بأتباع أهل البيت(عليهم السلام) وأنها تنطوي على فتح عظيم يتمثل بإظهار وجه الإسلام الحقيقي الأبيض أمام الدعوات الهوجاء للتكفيريين الذين أساؤوا لسمعة الإسلام السمحاء، كما أنها تجعل المؤمنين أكثر إيماناً وبصيرة على أمرهم باعتبارهم أهل المبادئ الحقة الموعودة بالبقاء والخلود، إضافة إلى إحساسها بالظفر المؤكد من خلال مفاهيمهم المتعقلة الحوارية المبتنية على الحجة والدليل والبرهان أمام باقي الدعوات الزائفة .
وأضاف سماحته في حديثه المستفيض الذي وضع فيه النقاط على الحروف، مفترضاً عدم وجود مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) على أرض الواقع، فسوف تتضح للمشاهد أن هناك إسلام بوجهين أحداهما متحلل مائع يبرر ويشرعن للسلاطين أعمالهم من أجل التحكم بمقدرات الأمة، أما الوجه الآخر فهو مشتق من الوجه الأول اتخذ الأساليب الهوجاء لدعوته من خلال ارتكاب الآثام والجرائم في قتله الأبرياء وبالتالي تشويه لصورة الإسلام الحقيقية .
واستطرد سماحته قائلاً: إن تعاليم الدين وشريعة السماء ترفض الأسلوبين السابقين، أذن فلا بد من وجود الوجه الحقيقي الناصع الذي يمثل رسالة الإسلام وقيمه ومبادئه العليا .
ولقد أثبتت الوقائع على مر القرون بأن أتباع مدرسة أهل البيت(عليهم السلام) يحملون هذه القيم والمبادئ السامية من خلال ثقافتهم الرصينة التي تنم عن عقل وحوار وتفهم للاسس التي أرساها أئمة أهل البيت(عليهم السلام) .
وتابع سماحته مؤشراً على تغير الخطاب الغربي ما بين أحداث سبتمبر في نيويورك وأحداث لندن الإرهابيتين، بعد التأثير الذي تركته حركة أهل البيت (عليه السلام) خلال أكثر من سنتين بعد سقوط النظام البائد .
وأضاف سماحته: ففي أحداث سبتمبر وصف الإسلام بأقبح الأوصاف لكنه بعد أحداث لندن اتضحت للعالم أجمع أن هؤلاء الإرهابيين لا يمتلكون وجه الإسلام الحقيقي جملة وتفصيلاً .
ثم بين سماحته بأن المصائب التي تقع عل الشيعة رغم فداحتها فقد أكسبتهم المنعة وقوة الحجة في بيان مناوئيهم وضحالتهم وهمجيتهم وعدم استنادهم الى أسس صحيحة .
وأكد سماحته مخاطباً عوائل الشهداء في ذكرى تسلم الإمام الحجة(عج) زمام الإمامة بأن قضية غيبته قد أنضجت الشيعة وأمكنتهم من إدارة أنفسهم برغم غياب الإمام، لتكاملهم في أداء الواجبات بعد أن صاروا محوراً للمسؤولية في رفع كلمة الحق والمحافظة على أهم إنجازاتها بالمحافظة على حرفية النص الشرعي .
ثم تلا سماحته على الحضور حديث اللوح الذي يتضمن أسماء الأئمة المعصومين (عليهم السلام) ويصور حال أتباعهم وما يجرى عليهم من المصاعب والمحن والآلام في عصر الغيبة ويبين منزلة هذه الفئة المرحومة بأن وجودها خيرٌ للعامل وصلاحه .
ووصف سماحته أتباع أهل البيت(عليهم السلام) في الوقت الحاضر بالتقدم وإشعاع نورهم في جميع أنحاء العالم رغم المصاعب والآلام، لغرض أقامة الحجة على الناس أجمعين .
ودعا سماحته المؤمنين إلى نبذ حالة الإحباط، وأهمية المحافظة على النفس بالقدر المستطاع، والتزام جانب الحذر والتماسك بين المؤمنين من أجل المحافظة على الموازين الشرعية، والصبر على البلاء واعتباره من موارد الفتح ونصرة الدين والمذهب.
وكما نبه سماحته على ضرورة امتلاك الحس والإدراك والفهم للتمييز بين المخلصين ودعواتهم وبين غيرهم، وعدم الانجرار وراء حالة الحماس وثورة الغضب، لأنه عزيز على الله تعالى .
واختتم سماحته حديثه مبتهلاً إلى العلي القدير أن يتغمد الشهداء بوافر رحمته وأن يمد عوائل الشهداء بالصبر وان يخلف عليهم بأفضل الخلف، وأن يكلل مساعيهم بالنجاح والتوفيق وحسن العاقبة .
https://telegram.me/buratha