الحمد لله الذ خص جدنا محمداً بشرف الاصطفاء والاجتباء وأنهضه من الرسالة بأثقل الأعباء وذخر له من شرف المقام المحمود أشرف الأنصباء وأقام به القسطاس وطهر به الأدناس واسأله أن يصلي على سيدنا محمد اللهم صل على محمد وآل محمد الأمين المبعوث رسولاً في الأميين , الهاد إلى دار الخود وعلى أبينا واخيه وابن عمه علي بن ابي طالب ( عليه السلام) ناصر شريعته وقسيمه في النسب والسبب ويد الحق التي حكم لها في كل طلب بالغلب
وبعد :
سماحة حجة الأسلام والمسلمين الشيخ جلال الدين الصغير (أدام الله قدرته , وأعلى كلمته ) وأنا أكتب أليك استحضر عمق الإسلام في شخصية الصحابي الجليل ( مالك الأشتر ) الذي روي عنه المحدثون حديثاً يدل على فضيلة عظيمة اتصف بها رحمه الله , لقد كان مالك شديد البأس , وجوداً , رئيساً حليماً , فصيحاً , شاعراً , وهو شديد التحقق بولاء امير المؤمنين (عليه السلام) ونصره وقال فيه بعد موته : رحم الله مالكاً فلقد كان لي كما كنت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهذه فضيله أخرى تضاف إلى مالك ولو دققا النظر في هذا
الوصف يدل على وجود تشابه في الأيمان والعقيدة بين أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومالك ( رضوان الله تعالى عليه ) والكلام يدل على أن علياً استوزر مالك في حياته وما كان لوصفه بهذا الوصف الدال على المكانة والثناء , ونحن نعلم أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان قد استوزر أبن عمه علياً بدليل قوله له ( انت مني كهارون من موسى ألا انه لا نبي بعدي ) ولما وجدناه فيك بكفاة الأعوان وأهل النصرة في الأديان وذوي الاستقلال والتشمير , والمعرفة بوجوده السياسة والتدبير , والنظر بالمصلحة في الصغير والكبير , وملابسة الأيام والتجريب والانتماء إلى كريم المناجب , وصدق السريرة , ومحبة الخاصة والعامة ,
والمعرفة بقدر الأمانة , والحفظ للوديعة . ولهذه الصفات ولتطابقها مع صفات الصحابي الجليل (مالك الاشتر) يحق لنا نحن ذرية محمد السادة العلويين وكافة شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) بعد إن تحققنا وتأكدنا ولمسنا أن صفات مالك الأشترهي ذاتها وثباته على الولاية هي ما عملتم عليها ودعمتم الأسس التي أراد
الله لها أن تبقى خالدة خلود شريعة محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) حتى قيام الساعة .
حياك الله وهنيئاً لك أيها الشهيد الحي وسلام عليك أيها البطل الهمام , وبشرى لك الجنة بحب محمد وآل محمد ونصرتك لهم , نشد على ساعديك ونقبل جبينك المعفر أخلاصا لله ولرسوله ونتطلع أليك كما تطلع جدنا علياً (عليه السلام ) الى مالك في النصرة والقوة والثبات . أما قولنا في جريمة المسجد المبارك , نقول تيمناً بالقائل معزياً نبيه ولكافة أمته (كل من عليها ويبقى وجه ربك ذو الجلال والأكرام ) عند الله نحتسب هذه الرزية فأنا لله وان اليه راجعون تسليماً لأمره الذي لا يدفع , وإذعانا لقضائه الذي لا يصد ولا يمنع . والحمد لله رب العالمين , وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليناً , وحسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير ونعم الحكم لله .
السيد سعد السيد لفته الموسوي الجابري
رئيس مجلس الأشراف العلويين الهاشميين في العراق
بغداد في ربيع الأول 1427
https://telegram.me/buratha