قصيدة للدكتور نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم نيويورك
دموع ٌ المُضْطر
الا يا واهبَ الانسان ِ فكرا ً *** ورزقا ً دونَ أنْ تحتاجَ ذكرا
فلا تهملْ مِنَ الشاكي دُعاءاً *** لكَ الشاكي تأمّل ,عاشَ صبرا
فجاءتني بلا نذر ٍ جسام ٌ *** لها ليلي غدا ألما ً وذُعْرا
رأيت ُ ضياع َ حُلمي في ثوان ٍ*** لكَ العُتبى الهي قلت ُ شكرا
حَمدُتكَ رغمَ حُزني رغمَ همي *** على حظي الذي يزداد ُ عثرا
فلا حمْدا ً لمكروه ٍ وعسر ٍ *** لغيرك َ خالقي قدْ طل َ ثغرا
************
أنا المُضطر أخجَلني لحاحي *** لعفوكَ داعيا ً ليلا ً وظهرا
وأطمَعني عَطاؤك وهو فيض ٌ *** سُؤالك َ دائما ً ضيقا ً وبطرا
فيا منْ لطفه رد َّ الرزايا *** ازاح َ المُعثرات ِ ودام َ سترا
ويا منْ عادَ للمعلول ِ أهلا *** وشافاه فصارَ العسرُ يسرا
ويا منْ أرسلَ المبعوثَ طه *** بدستور ٍ يدومُ مدى ودهرا
ويا منْ علمَ الآنسانَ نهجا ً*** به كل ّ العقول تكون أثرا
ويا مُعطي أبا الزهراء ندرا ً*** عظيمَ الخلق ِ حتى صارَ بشرا
ويا منْ أنقذ َ المذبوحَ رؤيا *** وأبدل َ ذبحه كبشا ً وأجرا
ويا منْ قالَ للنيران كوني *** سلاما ً للصبور.. حمى وأزرا
ويا من أسى عبدا ً حينَ أمسى *** عصيّا ً للاهي وذاقَ ثمرا
ويا مُعطي غريبا ً خيرَ مأوى*** وأرْجعه لمصرَ فنال قدرا
ويا منْ أنطقَ المولودَ قولا ً*** فأنجى أمّه شرفا ً ونحرا
ويا منْ قالَ للفتيان ِ قوموا *** فكونوا للزمان ِ فما ً وعبرا
ويا منْ علم العبد علوما *** وعرَّفه غيوب الدهر ِ جهرا
ويا منْ للآمام ردَّ حيا ً*** خليطا ً من فتات ٍ كان َ طيرا
ويا منْ أخرج المهموم حيا ً 000 ببطن الحوت راح يفك ّ أسرا
ويا منْ فرَّق الآحزاب يوما ً *** عليا ً قاتلا ً بالسيف عمْرا (1)
ويا منْ للكليم أحال ظهرا ً *** عصا الآعجاز ثعبانا ً ونصرا
ويا منْ للعقيمين هباهم *** غلاما ً صار مبعوثا ً وبدرا
ويا منْ شافى أمراضا ً وأحيا *** لعيسى اية ً لله ِ كبرا
ويا منْ جاد للعذراء روحا ً *** بلا أب ٍ فكان الخلق ُ سرا
ويا مُنجي بركب ٍ كلّ حي ٍّ *** علت ْ بحرا ً بلطف ِ الحق ِّ دهرا
ويا مَنْ مِنْ تراب ٍ ثم طين ٍ *** أحاط َ خلقه حُسنا ً وقدرا
ويا من أنزل الكلمات نهجا ً *** ودستورا ً يقودُ الناسَ يسرا
ويا منْ أرجع المطروح بئرا ً *** لوالده وزيرا صار أزرا
ويا من أنشأ الموجود لطفا ً *** بحرفين فطاع الكل ٌ أمرا
ويا منْ ساقها سُحبا ثقالا *** وأحيا تربة ً منها وبذرا
ويا منْ سجَّر الامواه بحرا *** بوهج ٍ تحته قدْ سار جمرا
ويا منْ نظمَ الآكوان َ وزنا ً*** بميزان ٍ يقودُ الكل َّ جبرا
ويا منْ قسّم الآرزاق عدلا ً *** فمنه قد أتت للخلق قدرا
ويا منْ عدله في كل شيء ً *** وحلما ً في حنان ٍ فاق بحرا
ويا عَاطي لسائله حكيما *** عروشا ً من عظيم المُلك كثرا
ويا منْ أهلك الافيال كبرا ً *** وامطرها ابابيلا ً وجمرا
ويا منْ بالنبي الحق ِ اسرى *** وقربه فكانَ البُعد شبرا
ويا منْ للرسول أحال بحرا ً *** الى طود ٍ فصارَ القعر جسرا
ألأ فرجت هما ً قد أراني *** وكربا ً قد أذاق َ النفس َ حسرا
ألا بشرتني فرجا ً قريبا ً *** بهذا اليوم ِ يا منْ رد َّ عسرا
***********
تظلُ مدامعي تجري وقلبي *** أليك راجيا ً فتحا ً ويسرا
فهذي ترْبتي وطءاً لوجهي *** أعفّره بها لله ِ ذكرا
وتسجد ُ جبهتي فرحا ً لربي *** فشوقي للسجود ِ يزيل ُ كدرا
أنا المضطر عابَ الحزنُ جسمي *** أنا المضطر عشتُ الليلَ قهرا
أنا المضطر لله دعائي *** وصوتي في الدعاء يصيحُ عذرا
فلا والحق ِّ لا يعلو بقلبي *** قنوط ً أو أقل ْ لله ِ ضجرا
سأدعو للاله دعاءَ ثكلى *** وأبكي أملا ً فرجا ً ونصرا
فلا تجعلْ الهي هم َّ نفسي *** كسيف ٍ فوقَ رأسي حز َّ نحرا
سأبقى من الهي رغمَ ظلمي *** كورد ٍ زاهر ٍ يحتاجُ جذرا
وأدعو بالرسول ِ وكل ِّ أسم ٍ *** عظيم ٍ من عُلاك هد َّ عسرا
ألا أعطيت َ ما أصبو وأرجو *** لما ينجي بدنيانا وأخرى
(1) عمر بن ود العامري أحد أبرز شجعان الآحزاب في واقعة الخندق
https://telegram.me/buratha