جعفر المهاجر.
كلمات نازفة إلى مدينة حلب الشهباء التي احتضتني مع عائلتي كأم رؤوم لخمس سنين بعدما ضاقت بنا الأرض بما رحبت أثناء الخلاص من جحيم دولة الرعب الصدامية عام 1995م.بسم الله الرحمن الرحيم:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.) آل عمران 200 .1أيتها السيدة الجليلة الحنونة. يابوابة التأريخ ونبضه المتدفق.يامدينة المطر والخير والنماء.والمآذن والحارات التي تسبح لرب السماء.ياعبق الحياة الملون بأجمل الأزاهيرالملونة .ياأم كل المتعبين الذين أرقتهم ليالي القهر.ياآبنة الشروق السحيق التي باركها الله.بالتين والزيتون والمعابد المهيبة.وأواصر المحبة الحميمية الصادقة. ياسيدة التآخي وأيكة الغبش الساحرة.ياواحة فطاحل الأدب والعلم والفن الأصيل.ياأم المآذن الألف والقلوب المؤمنة بالقرآن .والكنائس العامرة.أيتها الشهباء الجريحة .التي زحف عليها طوفان الحقد الوثني الأسود.وزعانف الكاوبوي الأمريكي الإرهابي .وبقايا الإنكشاريين المتوحشين المتعطشين للدماء.من أتباع سلاطين آل عثمان الظلاميين.وأتباع أبي لهب وفجار الجاهلية الأولى.وأرتال التتر البغاة من كل حدب وصوب.الذين جاؤوا بكل حقدهم وبربريتهم وهمجيتهم .ليطفؤا قناديلك الملونة البهية.ويشعلوا سجائرهم في عينيك المتوهجتين.ويجرحوا وجهك النبيل الأصيل.ويدمروا مساجدك وكنائسك ومتاحفك وسوقك القديم.ويحولوا لياليك البهيجة النابضة بالحياة والأمل.إلى ليل موحش مكفهر.تعوي في أحشائه المرعبة.غيلان القتل والخراب. 2 لو كان وشاح حزنك اليوم شديد السواد.فإن أمطارك المحملة ببشائر الخير قادمة لامحاله. لتطرد الأسى من أشجارك السامقة.سيصنع العشاق من جراحك العميقة.أكاليل نصر زاهية .لتكتسح كل العناكب السوداء.التي زحفت على جبينك الوضاء. ستبقين رغم الموت والدماء والحزن العميق. رغم كل القهر والألم والمعاناة.تلك الأم الرؤوم لأبنائها الحقيقيين.تولد في في أحضانها البراعم الجديدةويزدهي بين جوانحها العشق الطاهروالخضرة الدائمة. وإن الفصول المحملة بالندى والبنفسج.ستهب على أديمك الحزين.وسنابل القمح الذهبية ستزدهي .لتوقظ الحياة في ترابك الطاهر.وتزيح طحالب العصر النتنة.ستتحول قراطيس الأطفال .وأقلامهم الملونة بالدم .إلى عناقيد غضب .تصرخ في وجوه قتلة الإنسان .من نباشي القبور، وآكلي الأكباد البشرية.غيلان الحقد الطائفي البغيض.أيها المارقون العملاء اللقطاء.ياوحوش العصر الغرباء عن أرضنا وتأريخنا.كل حبة من ترابنا ترفضكم وتلعنكم . ودعوات الأمهات الثاكلات تطاردكم . والشمس لاتنكر توأمها أبدا.لابد لها أن تزيل رائحة الدخان والناروالبارود.عن وجه حبيبتنا الغالية التي نفديها بدمائنا.وتسكت قنابل المجرمين الأوغاد .ولابد أن تحتضن أرضنا الطيبة .كل الأزهار الملونة من جديد .ويعود الذين شردوا في المنافي إلى الديار. بدل القتل والحقد والدمار.هاهم حماة الديار يقتحمون أوكاركم المظلمة .يسطرون ملحمة الفداء العظيمة.أيها الأنذال البغاة .يامرتزقة ثور الذهب في البيت الأسود .وغلمان آل عثمان وأبي لهب. .كل شرائع السماء تبرأ منكم.ومآربكم الدنيئة ستكنسها رياح النصر.ولم تستطيعوا أن تشيدوا على أرضنا مملكة للظلام أبدا. لو ساندتكم كل أساطيل الأعداء.ومليارات شيوخ البترو دولار.من عرب آل صهيون .3كان قارون واحدا.وأبو رغال واحدا .ومسيلمة الكذاب واحدا.واليوم صاروا بالعشرات.سخروا كل خبثهم وأموالهم ومكرهم.لخدمة أعداء الله والإنسانية.لهم وعاظ لادين ولا شرف ولا حياء لهم .تجري في عروقهم دماء فاسدة.ملوثة بموائد عرب آل صهيون.يدعون إلى القتل على مدار الساعة.ويرقصون طربا للعدوان الأطلسي.والكيان الصهيوني. في الفضائيات العبرية.لتضرب طائراتهم وصواريخهم أرض الشام .التي باركها الله.4أيها الحلف الشيطاني الشرير.سيرد الله كيدكم إلى نحوركم.وسيركبكم العار الأبدي .بهمة الرجال المؤمنين .ذوي الشهامة والحمية والإباء.الذين يعرفون كيف يدافعون عن الأرض والعرض.لأنهم أصحاب حق وقضية .والله مع أصحاب الحق في كل زمان.أما أنتم فمعتدون باغون مجرمون.ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون. 5ياتوأم الشمس ومدينة المحبة والإخاء .حماك الله بصدور وسواعد أبنائك المخلصين .من غدر المجرمين المارقين. إني مازلت أرى شاعرك البهي أبي فراس .شامخا بجلبابه الأبيض.وهو ينشد في حديقتك العامة :وقال أصيحابي الفرار أو الردىفقلت هما أمران أحلاهما مرُ سيذكرني قومي إذا جد جدهموفي الليلة الظلماء يفتقد البدرُ.وأرى المتنبي وهو ينشد في حضرة سيف الدولة وقفت وما في الموت من شك لواقفكأنك في جفن الردى وهو نائمتمر بك الأبطال كلمى هزيمةًووجهك وضاح وثغرك باسم .وسيبقى وجهك وضاح أيتها الشهباء .رغم غدر أخوة يوسف .
وكأني أرى رغم بعد المسافات:ساحة سعد الله الجابري .وساحة باب جنين وميسلون.وساحة باب الفرج والسليمانية .والكلاسة والجديدة والتلل وفي السوق القديم.تضج بأبنائك الطيبين .الذين يكدون ويكدحون. وهم يصرون على الحياة بعزم المنتصرين .يبرق من أحداقهم الأمل .رغم رصاص القتلة الساقطين .وهم واثقون بالله من هزيمة أرتال الظلام.6 وأنت أيتها القلعة الشماء.كم من الغزاة لاقوا حتفهم أمام شموخك.؟وبقيت تعانقين الذرى وما زلت .فهل يستطيع هؤلاء الأوغاد الغرباء الأراذل.تحطيم إبائك وشممك وعنفوانك.؟إنهم لن يستطيعوا أن ينالوا منك أبدا .مهما تكالب هؤلاء الجبناء .وتمادوا في شراستهم ودمويتهم. 7كم يؤرقني فراقكم أيها الأحبة .يامن جمعني بكم مسجد الإمام الحسين ع.وتعرفت عليكم في سيف الدولة وصلاح الدين .في الأشرفية وسد اللوز والجميلية والمشهد.في نبل والزهراء وسليمان الحلبي. في الفوعة ومعرة مصرين وباب الحديد. وبقية حاراتك العريقة .أسماؤكم محفورة في قلبي ودمي. حزني وروعي يشتد ويشتد عليكم .مجامر ضلوعي لاتخمد لآنقطاع أخباركم عني.إني مازلت ألهج بأسمائكم.وأذكر تلك الأيام التي جمعتنا.وأصلي من أجلكم .ولسان حالي يردد: كأنما الأرض والبلدان موحشةوربعها دونهن العامر الأنِسُ.مازلت أذكر كيف نزحت من العراق.خالي الوفاض،لاأملك من حطام الدنيا شيئا. و كيف فتحتم لي صدوركم الطيبة الحبيبة.ونسيت كل معاناتي وأحزاني بلقائكم.وإن شط المزار، وتباعدت الأجسام. فلا العهد منسيٌ ولا الود غائبُ .8صبرا ياتوأم الشمس .ياأم التين والزيتون.يامدينة الإخاء الإنساني .أيتها الشهباء العزيزة .ياسيدة المدن العربية .سينهض من تحت الأنقاض نشيد الأرض.فلحوم أبنائك وأبناء كل مدينة وقرية .في أرض الشام الطاهرة مرة المذاق.على أرتال الجريمة اللقطاء.ولا مكان لهم بين ربوعك الخضراء.المفعمة برائحة الليمون والزيتون والبرتقال.وطيبة أهلك الأوفياء.فالأرض لاتحتضن إلا العشاق الشرفاء. تحية لك يابا الفاتيكان لأنك تصلي من أجل السلام .والعار والشنار لعرب آل صهيون .لأنهم تحولوا إلى أبواق صدئة لأعداء السلام.سلام الله عليك أيتها الشهباء الغالية . سلام الله عليك ياأرض الشام العريقة.حماك الله ياشعب الشام الأبي من غدر المارقين.بسم الله الرحمن الرحيم: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ.) - الحج 39 .إشارة : الأبيات الشعرية للشاعرين أبي فراس الحمداني وأبي الطيب المتنبي . جعفر المهاجر. 1 شوال 1434ه7/8/ 2013 م.
https://telegram.me/buratha