شعر : الدكتور نوري الوائلي مؤسسة الوائلي للعلوم
يومُ الحسومُ وما أدراك ما حسموا ** فيه المآثمُ والخيرات ُ ترتسمُ يومٌ بخمسين ألفا من سنين بها ** نحيا حياة ً على أرض بها أممُ يومٌ يفيق به من عاش مقتنعا ** لا نفس تحيى وجسمٌ بالثرى حُطمُ الكونُ يطوى بأيدي من له خشعت ** كل الخلائق في أكوانه نـُعموا هذي النجوم بيوم الحسم قد طمست **والشمس قد كوّرت والحشر منقسمُ يومٌ ترج ّ به أرضُ لها عمد ** تجري الجبالُ كسحب سيرها ركمُ البحرُ يُسجر والأفلاكُ تنحسر ** والكون يطوى ويبدو اللوح والقلم يومٌ يُبعثرُ فيه كل ّ ما دفنوا ** من كائنات ٍ و أجساد و ما ردموا الربُّ قد جاء للأذهان تبصره ** وبالقلوب ومنه الكفر مُنحرمُ الأرضُ تطوى وما فيها غدا هلعا ** من صيحة الصور حتى كاد ينهدمُ كل ُّ القبور وما فيها وما حملت ** يوم القيامة لن يبقى بها نومُ تجري الحشودُ كأنّ النصب منتظرٌ ** فيها العراة على الأقدام ترتطمُ وجيء بالنار والأبصارُ خاشعة ٌ ** نادت حريقي الى الظلام يلتهمُ المرضعاتُ فلن يرضعن ما ولدن ** وذاتُ حمل ٍ فلا حمل لها سلمُ تأتي النفوسُ وفي ألوانها هلعٌ ** الرعب فيها وفي أذهانها المُ من شدة الهول قلب العبد منشغل ** عن والديه ومن أخوان ِ ينهزمُ لا صاحبَ المرء يُعطي من محاسنه ** لا أنت تعطي ولا الأحسان يُقتسمُ الناسُ تبدو سكارى في تموجهم ** لا سكرَ فيهم فهم من خوفهم سُقمُ النفس قد سألت والعينُ شاخصة ٌ** ماذا جرى ؟ كيف جسمي سوف يلتئمُ؟ قبري ترابٌ وجسمي آل مفسدة ** وكيف يجمع من في قبره رممُ ؟ ماذا تقول إذا ناداك مقتدرٌ ** خذ في الذراع كتابا ما به ظلمُ أقرا كتابك يا أنسان في حسر ٍ ** فيه سجلات عُمر ما بها عتمُ تدعا لتمشي على خط ٍعلا حمما ** الذنبُ يوقع , في أحشائها الندمُ بعد الحساب فللنيران صرختها ** زدني حميما فقعري اليوم يزدحمُ ان كنت تحمل في يسراك مشئمة ً ** فأعلم بأنك في النيران تضطرمُ ان كان فيك حظوظ أنت مالكها ** يوم الحساب فعنك النار تنصرمُ وأزلفت للذين آمنوا غرفا ** جنانُ رب على بيبانها النعمُ النورُ يسطعُ من وجناتهم وهجا ** والقلبُ راض ٍ وهم بالود قد غنموا لا تحسبن عيون الرب غافلة ** عما تقوم به , فالسوء يتهمُ ان كنت تظهرُ من اعمال ِ أحسنها ** فاليوم لم يخفَ ما يُخزي وما يصمُ لا ينفع اليوم مال أو بنون إذا ** كانت خطاياك في الشيطان تعتصمُ ماذا أقول لربي يوم يسألني ** عن سوء فعلي لما قدّمت أختصمُ أمارة السوء نفسي ما لها وزع ** ميالة للهوى , للظلم تقتدمُ تلهو بدنيا وفيها للهوى شطط ** فالنار تعشق غاويها وتنتقمُ أن كنت منشغلا في اذنه وقرُ ** فالموت آت ونفس المرء تنحطمُ
يومُ الحسومُ به الأيمانُ مبتسمٌ ** والمشركون على سيمائهم وجمُ
يا سامعين كلامي اليوم أغتنموا ** ساعات عمر , وفي الأحسان أستقموا أعمل ليوم تكون النفس نادمة ** ترجو رجوعا وبالخيرات تلتزمُ فاسال ألهك أن يعطيك عافية ** في الدين والجسم والأحوال تغتنمُ أعمل لدنيا كأن العمر في مدد ٍ ** وأعمل لأخرى كأن الموت محتدمُ
https://telegram.me/buratha