الاديب العلامة المرحوم ضياء الدين الخاقاني
شبابُ هواكَ يورقُ لي شبابي ... ونورُ هداك يقدحُ لي شهابي
وفيضُ علاكَ يوقضُ كلَّ عينٍ ... ويفتحُ للتيقن ألفَ بابِ
و كان جهادُك المشهود ديناً ... تراودُه الحقيقة باكتسابِ
سلكتُ به الطريقَ الى المعالي ... ولمْ أخدعْ بزائفةِ السراب
فاطلعَ كلَّ بارقةٍ يراعي ... ولملمَ كلَّ شاردةٍ كتابي
وعبّدتُ الجذور أباً وصنواً ... سكبتُ على مذاقهما شرابي
أبٌ غذى بنيهِ هدىً وتقوى ... فخرْتُ بهِ وطاب له انتسابي
وخيرُ أخ جمعت على يديه ... شوارد ما طلبتُ من الرغاب
تكفلها فأثمرَ كلّ غصن ... وأينعت المرابع والروابي
وأعذقت البنين فلي شهيدٌ ... وآخر عاشقٌ لأبي ترابِ
وأحلامٌ نمت في الرحل لكن ... شموخ الدين فاق على التراب
عشائر حِمْيَر خاقان تنمي ... بحبِّكُمُ بلادا للصوابِ
ابا الحسنين لولا ما حباني ... هواك لما انتصرْتُ على عذابي
ولكني ارتديتُ هواكَ درعاً ... نهضت به على قمم الصعابِ
فأيقض لي مشاعرَ كنتُ أغفو ... على عتباتِ عالمها الرحابِ
مشاعر حبّك القدسيّ تسمو ... فلا تدنو لها كفّ ارتيابي
حياتي يا أبا الحسنين روضٌ ... زكيُّ الورد مزهوُ الاهابِ
حياة قد أغاض الصبحُ فيها ... تلبّدها على ليل اغترابِ
فلم تبسمْ بوجه مدلليها ... ولم تهنأ بصحو واصطحابِ
تسدّ عيون نرجسها بظفر ... وتعصرُ قلبها الدامي بنابِ
أبا الحسنين لولا أنّ قلبي ... حواك عقيدة لغفا لِما بي
و كنتُ أروم نيلَ الشمس جهداً ... فابعدني بأكثر من حجابِ
أبا الحسنين أوردنا المنايا ... زمانٌ ضمّ كلَّ عم وعابِ
فاصبح لا يليق بمن تسامى ... عن السقطاتِ مجتمعُ الذئابِ
ولم تعدِ الحياة لمن كساها ... عن الآثام غالية الثيابِ
أبا الحسنين اِنَّ الشرَّ يقوى ... بعزمةِ هادم وصدى غرابِ
أفضْ بالعدل ما أبقى التجني ... لدينا من تعاليم الكتابِ
وكيف يطيب لي انّي أغني ... وأضلاعي تمزّق بانتحابِ
وكيف يلذُ لي نَغمٌ ودوني ... مدامعُ لا تكفَّ عن انسكابِ
فخالط ضحكة المسرور دمعي ... و شابَ تلألؤ الصبح اكتئابي
فجئتكَ يا أبا الحسنين أرجو ... ثبات عقيدتي ومُنى ثوابي
.....................................................2002م
قصيدة: حياتي يا ابا الحسنين روضٌ/
ديوان:مسيرة الى حوض الكوثر
الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة 2008 النجف الأشرف
تقديم العلامة المرحوم الدكتور حسين علي محفوظ
https://telegram.me/buratha