( شعر : د:حيدر السعدوني )
ياأبي َّ الضيم والجوْر عظَّمَ الله لك الأجرْ
هل يرى المحبوبُ في حبّك ميراثاً لديك هولا يبكيك خوفاً بل بكى شوقاً اليك با إله الحقِّ لا أحْصي ثنآءً ذا عليك انا لا أحصيك مدحاً إذ أنا بين يدي هل ترى النّار ستصلي مَن به حبُّك اثَّرْ
تلك روحي لا ترى في حضرة القُدْسِ سواكا حار لبُّي ذابَ قلبي ياإلهي في هواكاستْرُك المُرْخى لعفوٍ نال عبداً قد عصاكا عميت عين ُ وقلبٌ يدّعي الاّ يراكاهل تُرى الظلمآءُ للبدْرِ لها اأن تتنكّر
من قديم العهد أمّي أرْضعتني من سناها حُبًّ طه وعليٍّ مًنْ به الجبار ُ باهىمًنْ به القرآنُ نادى نفسُه نفسُك طه زوجهُ الزهرآءُ مَنْ سبطاه انوارُ ضياهاهل تُرى النّارُ تمسُّ القلب َلو مسَّه حيدر
حدَّث التأريخ ُ في أسفاره عن كربلاء إنّها دربٌ اُعدَّت لبلآءِ النبلآءِفبها الأجيالُ تحْيا وهْيَ للدنيا ضيآءْ كم شهيدٍ ماتَ فيها لا يرى الموتَ شقآءْكيْفَ يلْهى وهْوَ يُسْقى في غدً مِن حوْضِ كوْثر
حينما اخبرهم سبطُ الهدى أن يرحلوا ورأوْه قد بقى فرْداً وحيداً يامُلُوقفوا سدّاً منيعاً دونه ُ أن يُقتلوا هذه الأرواحُ حتْماً لحسينٍ تبْذلوا فلْيكُن ما هو قاضٍ مِن رزايا أعيت الدَّهْر
خفَّ أصحاب ُ الوفا للسبطِ ذا صوت الإبا داعيَ اللهِ حسين خامس أهل العباحملوا الروح على الرّاحِ تنادوا مرْحبا لا نبالي الموْتَ إذ غنّى لنا وقْعُ الظّبىأُسدُ الهيجآءِ لا ترْضى بغير النصرِ مصدر
خاطب القلبَ حسينٌ ولسانُ الذكْرِ يلْهجْ يا ليوثاً صُرِّعت ناداهموا والقلبُ يرْتجْأين أصحاب ُالوغى ,أين الألى في كلِّ منهجْ يا حبيبَ بنَ مَظاهر يا زهيرٌ يابنَ عوسجْما لكم لا تسمعون الصوت أم أمر مقدَّر
كان عمرُ الدينِ في الطفِّ مديناً لحسينْ إذ هوى لولا شراه بدمآءِ الودجينْفاستوى ابلج صبح ٍ ناصعاً مثلَ الّلجينْ هكذا الدينُ حسينيّ البقآءِ بحسينْمَنْ كسبطِ المصطفى لله قد أبلى وآثرْ
وتأمّل في غلامٍ سمحاً بَرّاً تقيّاً لم ترَ العينُ جمالاً مثله حاكى النبيّاوإن اشتدَّ الوطيسُ ظنَّهُ الرائي عليّاً ذا علي مِن عليٍّ صاحب ِالكرِّ الكميّابرْعُمٌ شبُّ على حُبِّ التّقى والصلحِ والخيرْ
نهض الأكبر بالقول على الحقِّ عزمْنا أبه فليجْرِ قضاءُ الله بالقتلِ فإنّالا نبالي في رضاه اليومَ ما يجري علينا وقعَ الموتُ علينا أم على الموتِ وقعناهكذا الأجيال لا بُدَّ لها أن تتذ كّر
وتُرى شبلَ حسينً ظامئاً في المِحِنِ أبه مشن حرِّ الظِما كاد الظشما يقتلنيأبه مِن ثِقْلِ الحديدِ ثِقلُهُ أجهدني هل الى شربة مآء فبها تنفعُنيفاستغاث السبطُ ياليت السمواتِ تُفَطَّرِْ ِ
برز الأكبر للحربش إذ اشتدّ الضرابْ وحسينٌ واقف ينظرُ والقلب ُ مُصابْقال ياليلى ارجعي وادْعي بقول مستطابْ فدعاءُ الأمِّ في حقِّ بنيها مستجابْنشرت شعْرَها تدعوا ربَّها ان يكشِفَ الضُّر
اقسمت ليلى إلهي بالفتى السبطِ الغريب يا معيداً يوسُفَ الصديقِ من بعدِ المغيبْذا عليٌّ ولَدي اردُدْه إليَّ يا مجيبْ إنّني أمٌّ ودعْوى الأمِّ ربِّ لا تخيبْرجِعَ الأكبر مزهَّواً بزهْوِ النصرِ والظَّفْر
حوله اعصوصب جيش البعي من اهل اللئام لم يَزِل بين طعان القوم هذا ابن الكرامفإذا صوْتُ عليٍّ يقْرَعُ سمْعَ الإمام أبه ذا جدي محمد أبه يُقْرْؤك السلامرَحِمَ الله حسيناً وهْو ماضٍ في الأثرْولدي نادى حسينٌ صرتَ في روْح الجنان منَّةُ المنّانِ أكستك الهنا أيَّ امتنانياهلالاً شعَّ نوراً بين أذناب الطعان كنتَ لي ردْءاً عليّ ولدي غوثَ الزمانفغداً ألقاك في ظلِّ مليكٍ مقْتدرْ
زينب ُ تدعوا الكقيلا أيها الكافلُ ظعْني كنت لي خير كفيلٍ رافعاُ بالعزِّ شأني مانعاُ ذُلَّ العدى والهوْنِ أنْ يقْرُبَ منّي كيف تلتذّ المنايا فيك يا قُرَّةَ عينيقبّح اللهُ البقا بعدك يا ذا الجوْدِ والفخْر
أسرعَ السبط على هوْلٍ رأى الفضل هوى أمسك الصبربكفٍّ سائلاً ركْن اللواناعياً هلا تًجبْني هل أبو الفضلِ ارتوى مِن نجيعِ الماءِ ما يُطْفي به حرَّ الجوىمنعوهُ يالها نار الظما في القلبِ تسْعرْ
قيَّض الهم حسينٌ جاكياً نهجاً وشرْعة حينما العباس أضحى ثاوياً من غير رَجْعةكيف بالله استطاع السبطُ أن يكْفُفَ دمْعهْ لاترى مِن فرْط حُزْنٍ غير ما تُحْسِنُ سمْعهحسبي الله بعينِ الله ما نَلْقى من الضُّر
لهفي يا ربِّ لخطبٍ يا له خطبٌ فضيع خطبُ طفلٍ لحسينٍ بين كفيّهِ صريعاذهل الخطْبُ حسيناً وله شجْوً مريع نبّؤني أانا المذنبُ أم هذا الرّضيع؟هوّنَ البلوى عليَّ أنّني لله أصبرْ
ظلَّ سبطُ الهادي طوْداً شامخاً فرْداً وحيداً ماسِكاً بالكفِّ صبراً حاملاً همَّاً كؤوداًلوله الخلقُ تصدّى لاستوى الخلقُ صعيداً بأبي المقْتول صبراً هكذا صِرت شهيداًلا يُلَقّاها سوى مَنْ كانَ موعوداً به الصبْر
كان يا لهفَ حسينٍ ظامئاً يطلب ُ شَرْبه إذ جثى الشِّمْر على صدْرِ الهدى لم يخشَ ربّهوسقاه طعْنة البغي اثنتي عشرة ضرْبه لم يُراعِ ان حبَّ المصطفى فيمنْ أحبَّهفي غدٍ تَلْقى سعيراً يا لها نارً ستُسْعرْ
ْبعد ما هدّ الظما مِن ركْنِه ما هدّما زادوا طغيانا ولمّا المولى للأرْض ارتمىمنعوه شربةً يُطْفي بها حرَّ الظما أنكروا الساقي أبوه في غدٍ حامي الحمىقسْوةٌ ما مثلها قسْوةُ قلبٍ قد تحجَّرَْ حرَّ قلبي إذ هوى السبطُ على الأرْضِ صريعاً حرَّ قلبي كم لآل الوحي مِن حقٍّ اُضيعاحرَّ قلبي مِن نمير العذْبِ لم يرْوَ النجيعا حرَّ قلبي هدّموا الرُّكنَ الذي كان منيعاليتني في يومِ عاشورآء دون السبط أنْحَرِْ
ياأبي الضيم قل لي كم مضت فيك الجراحْ يا أبيَّ الضيم كم حقأً لك القومُ استباحْياأبيَّ الضيم كم رأساً علا فوق الرّماح بل هي الأقمار قد حاكت لنا ضوء الصباحْ
يا وجوهاً كلّما اشرقت البدْرُ استترْ
https://telegram.me/buratha