( شعر : عادل الكاظمي )
سهمٌ برى قلبكَ فـي مَدْمَعيمنه جِـراحٌ فجّــرتْ أدمعـي
***** قالوا سَلا عن إِلْفِـهِ وانطــــوىذكرُ الهوى مِنْ بعد طولِ النّوىأجبتُهُـمْ هيهـاتَ مـا نينــــــوىبعيـدةٌ عـن قلبـيَ الُمفجَــــــعِ
***** فذكرُها في القلبِ لمّا تَـــــــزلْباديـةً أعلامُـــــــــهُ فـي المُقَـلْأجني الضّنى من رُزْءها والعِلَلْعلـى بـدورٍ فوقهـا صُــــــــرَّعِ
***** ذكرتُهُمْ والعيـنُ تجـــري دمالمّا خلتْ منهم مَغانـيْ الحِمىماذا أرى؟ أرى كـأنّ السّمـاعينٌ بغير الحـزنِ لـم تَهْمَــعِ
***** سألتُـهـا بقلـبـيَ الـواجِـــــــمِما حالُ مجرى دمعِكِ السّاجمِقالتْ على رُزْءِ بنـي هاشــمِفقلتُ إنْ كـان فـــنوحي معي
***** همْ معشرٌ للمجـدِ قـد شَمّـرواعن ساعدِ الجِدّ ومـا قصّــروافمـن سواهـمْ بالثنــا يُذكَــــرُ؟إنْ جاء ذكرُ الفخرِ في مَجْمَعِ
***** قـد قطعـتْ أميـّــــــــةٌ وصلَهُـمْغوايةً ومـا رَعَـتْ فضلَهُـــــــمْوفرّقـت بغـدرِهــــــــا شملَـهُـمْفي الطفِّ من شيبٍ ومن رُضّعِ
***** دعاهـمُ الحـقُّ فلبّـــــوا النِّـداوأنحلوا السّيفَ رقـابَ العدىوعلّموا الأجيالَ معنـى الفِـداومثلُهـا للمجـدِ فـي مَطْمَـــع
***** منهمْ أبيُّ الضَّيْمِ ما أنجبتْكمثلـهِ الدنيـا ولا أوهـبــــتْفتىً يرود الخلـدَ إنْ أجدبـتْمَرابـعُ العـزِّ ولـم يخضـــعِ
***** هيهاتَ منه الذلُّ فـي موقـفِوالنفسُ في جَنْبَيْهِ فـي مَألـفِ لا عيشَ أو يحيا كريماً وفـيبُرْدَيْـهِ روحُ الفـارسِ الأروعِ
***** ما نفعُ طولِ العمر بين اللئامْ؟والعيشُ بالذلّ مَمـاتُ الكِـرامْومولدُ الحُـرِّ بظِـلّ الحســــامْإنْ عفّرتْهُ القَفْرُ فـي مَضجـعِ
***** جاءت بهِ مـن مكـةً مَنْــــزِلازحفاً لوادي الطفِّ في كربلاظناً بـأنْ تغتـالَ روحَ العُــــلاويُدفـنُ الإسـلامُ فـي بَلْقَـــعِ ***** ويُخنقُ الصّوتُ الذي قد عَلافي عالمِ الصمتِ بِـلا ثــمّ لافخيّـبَ الظــــــــنَّ بـأنَّ الـفَلاصارتْ فَماً يهتـفُ لا للدعي ***** في عالمٍ ضـجَّ لظلـمِ العبــــادصار يزيدٌ حاكماً فـي البــلاددِعامةُ الشـركِ ورأسُ الفسـادعن مثلِهِ بالكفـرِ لـم يُسْمَـــعِ
***** عبدُ عِلاجٍ صـار بالمسـلمينخليفةً يا ويحَ قلـب الحسـينيرى الهدى رهينةَ القاسطينوالنـاسُ كالسّــــوائـمِ الـرتَّـعِ***** سار حسيـنٌ مُدلجاً للمنونيقول هيهـاتَ لمـا توعِـدونيا قوم لا أعبـدُ مـا تعبــدونخذوا دمائـيْ ذِمّـةَ المُدّعـي
***** يسوقُهُ قولُ الرسـولِ الأميـــن(حسينُ مني وأنا من حسين)وكلّ شيءٍ فـي إمــــــامٍ مبيـنأحصاهُ ملءَ العيـنِ والمَسمـعِ***** ضحّى بما يملكُ حتى الرّضيعقدّمَـهُ ظـامٍ بقلـبٍ صـــــــديـعفعاد والسـهمُ سقـاهُ النجيــعوغُلّـةُ الأحشــــاءِ لـم تَنْـقَــــعِ***** وعاد بالطفلِ لِصَـوْبِ الخِيامفظنَّـت الأيتـامُ أنَّ الإمـــــامسقـاهُ بالعـذبِ فـبَـــلَّ الأَواموعـاد بالمـاءِ لهـمْ أجـمــــع***** لكنهـمْ لمــا حســــــينٌ بـكىجمرُ الظّما والخوفِ فيهم ذكاقالوا الى الله غـدا المشـتكىفغيرُهُ في الخَطْـبِ لـم ينفــع
***** وودّع الأطفالَ سبطُ الرسـوللا يدري ما يصنعُ ماذا يقول؟أ يخبرُ الأطفـالَ أنّ النّصــولبغيرِ قَطْعِ النّحْـرِ لـم تقنـــع؟
***** أمْ يُخبـرُ الأطفــــــالَ أنَّ اللئـامعن ساعةٍ تمضي لِحَرْقِ الخياموتعثرُ الخيلُ بها فـي الزّحــــاموليس في البيداءِ مـن مَفْــــزَعِ
***** وافتقد الحسينُ راعي الذّمارسُكَينةً فاظلـمَّ وجـهُ النّهــــارإذا بها فـي خيمـةٍ بانكســـارتبكي بعيـنِ الوالِـهِ الموجَـعِ
***** فضمّها الســـبطُ إلـى صــدرِهِوغابَ كلُّ الكونِ عـن فِكْـــرِهِلم يدرِِ ما يصـــــنـعُ فـي أمرِهِلحظةَ صمتٍ حارَ فيها الوعي
***** يقطعُها نَشيجُ سافي الرّمالْيحمِلُ أصـــداءَ نحيبِ العِيـالْوهاتفـاً يدعـو لِبِـــــدْءِ القتـالْفضاق رَحْبُ العالـمِ الأوسَـعِ
***** قالَ وقـد أشجـاهُ ذاك المقــال:إني إلى الموتِ أشـدُّ الرِّحـالبُنَيَّتي صَبْراً على كـلِّ حـــالهذا نداءُ الموتِ فـي مَسمعي
***** لا تُحرقي قلبـيَ فـي جمــــرةِمن دمعكِ اللاهبِ في مهجتيقالت: أبي أبكي على غُـربتيبعدكَ إن جُدِّلتَ في مَصْــرَعِ
***** وكفكفـتْ أدمُعَهـا فـي يــدِراعشـةٍ بالأمْـنِ لـم تعهـدِتُنبـؤ أنَّ القلـبَ ذاوٍ صَـدِإلا بقايـا منـه فـي الأدمعِ
***** وفاض من عينيه دمعُ الحنـانبُنَيِّتـي للديـن نحـن الأمــــاننَفديهِ بالأرواحِ دَفْـعَ الهـــوانفغيرُنـا للحـقّ لـم يَـفـــــــزع
***** سكينةٌ قد حان وقـتُ الرحيـــلْوكلُّ حيٍّ للـردى فـي ســــبيـلْفإنْ رأيتِ الجسمَ جُرحاً يسيـلْفوق الثّـرى بالله لا تجـــزعي
***** مضـى حسيـنٌ بفـــؤادٍ خَـــلامن كلِّ شـيءٍ راحـلاً للعــــلاواختار من عليائِهـا مَنْـــــــزِلا يوحي إلى الأجيالِ لا تضرعي
***** وأثكلـوا بقتلِـهِ المصـــطـفـىفي حالةٍ تُذيـبُ صُـمََّ الصفـــاحالٌ تُشيبُ الطّفـل إنْ وُصِّفـاونـارُهُ تلهـبُ فـي أضــــلعي
------------عادل الكاظمي
https://telegram.me/buratha