================
قصيدة لشاعر الإنتفاضة الشعبانية
السيّد جابر السيّد حبيب المؤمن
===
وهي إحدى مجموعة قصائد نظمها
أبان الإنتفاضة الشعبانية الإسلامية 1411 هجـ/1991م
================
بِأيّ وَجهٍ تُلاقي النّاسَ يا صَمَدُ
فَقَد هَربتَ فَأينَ الحزمُ وَاللَّدَدُ
دَعَوتَ لِلحَربِ في عَسفٍ وَعَن لَهَفٍ
كَأنّها نُزهَةً يُجلى بِها الكَمَدُ
حَتّى إذا إستَعَرَت شَعواءَ حاميةً
يَذوبُ فيها الحديدُ الصُّلبُ وَالصَّلِدُ
جَعَلتَ أبناءَنا وَقداً لِساعِرِها
وَلَم تُبالي إذا أربى بِهِم عَدَدُ
هُمُ الشّبابُ بِعِزّ العُمرِ وا لَهَفي
عَلى شَبابٍ بِعِزّ العُمرِ ما سَعِدُوا
راحُوا ضَحايا لـ(صدّامٍ) وَزُمرَتِهِ
فَيا لَهُ في دِمانا والِغٌ حَرِدُ
فَكَم أطاحوا بَبدرٍ مِن مَطالِعِنا
وَكَم تَشَرّد مِن آجامِنا أسَدُ
يا صَيحَة الثأرِ هُزّي مِن شَمائِلِنا
وَأجّجي في دِمانا النّارُ تَتّقِدُ
لَعَلّ هذا الذي نِلنا عَلى يَدِهِ
مِنَ النّكالِ بِأخذِ الثّأرِ نَبتَرِدُ
يا ثَورَةَ الحقّ تَحميها سَواعِدُنا
وَتَفتَديها قُلوبُ الصّيدِ تَحتَشِدُ
يا ثَورَة الحق لا تَنسي جَرائِمَهُم
فَكم أغارَوا ؟ وَكَم جارُوا ؟ كَم إضطهدوا ؟
يا ثَورَة الحق قَد دالَ الزّمانُ بِهِم
فَلَيسَ يُنجيهِم مِن نارِنا أحدُ
وَهذهِ سُنَن الأيام نافِذةً
وَلَيسَ يُفلتُ مِن أحكامِها أحدُ
يَومٌ لَكُم وَلَقَد وَلّى وَقَد كَسَبَت
أَيمانُكُم كُلّ ما يَشقى بِهِ البَلَدُ
وَجاءَ يَومُ الأُلى مَن كُنتَ تُوسِعُهُم
قَتلاً وَسِجناً وَتَشريداً وَقَد صَمَدوا
حَل العِقاب جَزاء للأُلى ظُلِموا
وَعُذّبوا وَإستَباحوا الدّين وَإضطَهَدوا
يا فِتيَة النّجَفِ الفادون مَعذِرَةً
فَلا يُوَفّيكُم عَن بَذلِكُم رَفَدُ
صُلتُم وجُلتُم دِفاعاً عن مَبادِئَكُم
أَكرِم بكُم فتيَةً أذكاها مُعتَقدُ
لأن أُثيرَت لِردع الظُلم نخوتكُم
تَرى الأعاجيبَ منكُم كَيفَ تَطّرِدُ ؟
شُنّت على نهج العشرين ثورتكُم
يا مَن عَليهم لواء المجدِ يَنعَقِدُ
أمجادُ (كاظِم) قد عادَت بِثَورَتِكُم
والحاجِ (نَجمٍ) وَهل أمثالُهُم نجِدُ ؟
أولاءِ عَطّرَتِ الدُنيا مآثِرُهُم
ماتو كِراماً فما هانوا ولا إرتَعَدوا
لَئِن تَسَلّمَ كُلٌ كَشفَ سيرتهِ
بالعارِ والنارِ يا (صَدامُ) تَنفَرِدُ
عَرّيتُموهُ وَكانَ الزّيفُ يَحجُبُهُ
عَن العُيونِ فهذا مَخضُهُ زَبَدُ
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha