الشعر

إنتفاخ القصيدة والتشريح الثقافي

1882 2020-09-28

 

د. حسين القاصد ||

 

كتب الشاعر د.عارف الساعدي مقالا في صحيفة الشرق الأوسط ، حمل عنوان " حين تنعزل الذات  تنتفخ القصيدة " ؛ وقد استعرض الساعدي قصائد عراقية بوصفها منتفخة لذوات منعزلة ، وكان الساعدي موضوعيا جدا إذ لم يستثن ذاته من العزلة وقصيدته من الانتفاخ .

  كان من بين مختارات الساعدي قصيدة للجواهري، كتبها في السبعين من عمره ؛ وهنا يستوقفنا سؤال هو : هل يحتاج الجواهري الى الانتفاخ وهو شاعر العرب الأكبر قبل نصف عمره من كتابة قصيدته هذه ؟

وهل عاش عزلة وهو المدلل في كل المراحل ولاسيما في زمن كتابته  القصيدة حيث حياته المستقرة في الشام وحياة ابنه فرات المستقرة في العراق ؟ .

  انتفاخ القصيدة الذي جاء به "الساعدي" يبدو مرادفا لنسق الفحولة الذي أخذه عبد الله الغذامي عن الدكتور علي الوردي ؛ وراح الساعدي يطبقه على الشعر التسعيني في العراق ، ومع ان عوامل العزلة ضاغطة بشكل واضح على ذات الشاعر التسعيني لكن الساعدي يطالب حتى الجواهري بعدم انتفاخ الأنا في شعره عازيا ذلك للعزلة ؛ ثم دعا ، ما بين سطور مقاله ، الى الانفتاح على العالم ، وكأن القصيدة العمودية وحدها المنتفخة أو المنتفخ شاعرها؛ وإلا ماقولنا في ( أسير مع الجميع وخطوتي وحدي)؟

 قلت: ان المقال يستحق الاهتمام  ، ولعل مقالي هذا ، يعد من ثمار استحقاقه ؛ لكننا حين نضع المقال نفسه على طاولة التشريح الثقافي نجد "ذات" الساعدي بعد تحولاته الجديدة في الشعر تفرض نفسها وتطغى على المقال ، لاسيما بعد أن تناول  أقرب قصائده الى نفسه ، ليخبرنا أنه غادر هذه المنطقة .

وبعد استعراضه المهذب لقصائد عراقية ، يقع الساعدي في ما وقع فيه الغذامي من قبل ؛ ذلك لأن كل النماذج الشعرية كانت عراقية وكلها منتفخة ، وقد كانت عند الغذامي كلها فحولية ، ثم ينهي المقال ليترك النسق المضمر لعبد الله الغذامي الذي مازال أسيراً لموروث أستاذه الشيخ محمد بن صالح العثيمين . لكن الساعدي لم يحدثنا عن عزلة الغذامي في كنف العثيمين ولا عن انتفاخ تشريحه الثقافي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك