متابعة ـ سرى العبيدي
يقال أنه قد كان في بغداد امرأة لها طفل صغير عمره سبعة أشهر
و كانت تسكن في منطقة قريبة إلى الشط " نهر دجلة"
و في أحد الأيام ضرب هذا المكان فيضان كبير اجتاح قريتها و وضعت هذه الأم أمام خيارين، فإما ان تعبر الشط سباحة، و إما أن تبقى لتواجه الفيضان،
و إن عبرت الشط " النهر" فتلك مخاطرة لعدم قدرتها على السباحة و جاء القرار بأن تقطع النهر و تعبر هذا الشط لتذهب إلى الضفة الأخرى الآمنة و كان معها طفلها الصغير فرفعت ابنها بكلتا يديها فوق رأسها و نزلت إلى الماء
و بدأت تصارع أمواج النهر العاتية و المتلاطمة من شدة الفيضان
تارة تصعد إلى سطح الماء لتلتقط أنفاسها و تارة يقوم الموج باغراقها
و ظلت الأم على هذا المنوال و ابنها الصغير كان على رأسها لا يعي و لا يدرك ما تواجهه أمه وما تعانيه في سبيل انقاذه حتى وصلت الأم إلى اليابسة
و حققت مرادها في انقاذ قرة عينها
و دارت الأيام و كبر الطفل و صارت تشتغل أمه حتى تؤمن له حياة كريمة و تعليم جيد و تخرجه من ضنك الحياة حتى كبر و أصبح غنياً
و حينها كانت الصدمة على قلب أمه عندما أرسلها إلى بيت العجزة بدار المسنين بسبب امرأته التي أصرت إليه و أشارت عليه
فكتبت هذه القصيدة و التي ذاع صيتها
و انتشرت في كل أرجاء العراق و الوطن العربي
و غناها كثير من الفنانين
و كان أفضلهم كاظم الساهر
تقول القصيدة
عبرت الشط على مودك و خليتك على راسي
كل غطه أحس بالموت و قوة اشهق أنفاسي
كل هذا وقلت أمرك
أحلى من العسل مرك
وين تريد أروح وياك بس لا تجرح إحساسي
عبرت شاطئ أحلامك بتضحيتي و سهر ليلي
و لا مرة قلت ممنون و أنا المنهدم حيلي
قول شقصرت وياك وش تطلب بعد أكثر
على صدري تنام الليل
و أقول ارتاح و أنا أسهر
عمر و عيوني بعيونك و إنت عيونك لغيري
فضلتك على روحي و ضاع و إياك تقديري
https://telegram.me/buratha