بقلم الشّاعرعبد الله ضراب الجزائري
إلى الشّعراء والكتّاب والشّيوخ الذين كرّسوا ذلّهم بمدح من يستحقون الذم
***
يا سادةَ الحرفِ أهلَ الشِّعرِ والدِّينِ ... يا صفوةَ العقلِ في عصر المجانينِ
لا تستحبُّوا سبيلا مُقرفا قذِراً ... لتكسبوا المال من مدح الشّياطينِ
الفقرُ عزٌّ إذا صنتمْ وجوهَكمو ... عن المهانةِ في دربِ السّلاطينِ
تبًّا لمالٍ ببيع الحرفِ تكسبُه ... فتبذلُ المدحَ للعُرِّ الملاعينِ
المالُ يفنى ويبقى العارُ مُنتصباً ... في الدّهر يلعنُ أطماع المَعافينِ
آتاكَ ربُّك يا طمّاعُ موهبةً ... لتنصرَ الحقَّ في كلِّ الميادينِ
فَرُحتَ تمدحُ خوَّاناً له زخَمٌ ... في خدمة الكفر ضدَّ الشَّعب والدِّينِ
عَلامَ تكذبُ والأحداثُ صارخة ٌ...تروي الخيانة في أهل النَّياشينِ؟
أتمدحُ الغدرَ والعُهرَ الذي قَرِفت ْ... منه الخلائق حُكْمًا بالبراهينِ؟
أتبذلُ الضّادَ حرْفَ الحقِّ في دنَسٍ ... لكي تُصادِرَ أرزاقَ المساكينِ؟
ارجعْ لربِّك فالأرزاق قدّرها ... من صاغ جسمَك من ماءٍ ومن طينِ
ما كنتَ تطلبُ في بطن التي ولدتْ ... والرِّزقُ يأتيك في لُطْفٍ وفي لينِ
إن كنتَ تسألُ فاسألْ من دعاكَ إلى ... خيرِ الإجابةِ بين الكافِ والنُّونِ
نسيتمُ اللهَ وانحزتم إلى عدَمٍ ... من الملوكِ، فهنتمْ بالتَّخامينِ
فالفقر ذلٌّ إذا ما العبدُ كَرَّسهُ ... بخسَّةِ النَّفس والإسفاف والشِّينِ
https://telegram.me/buratha