سامي التميمي || ............... أتسلق الحواجز العالية بيدان ترتعشان بالكاد تحاول عبثا ً أن تتشبث بحائط النسيان والخوف والحرمان . أحاول أن أتربص بنظري من بعيد ومن فوق تلك الحواجز الكونكريتيةاللعينة. والأسلاك الشائكة . وكأنها مخالب الشيطان . الى تلك البيوتات الصغيرة. والأزقة والبساتين والأنهار . لعلي ألمح ولو خيال أعزاء على قلبي قبل الترحال . أبي وأمي وأخوتي الصغار وأصدقائي . لعلي أسمع صوتاً ولو من بعيد يذكرني يتلك السمفونيةالهوجاء وصخب الشوراع وضجيج السيارات . بترانيم العود وأصوات سوق الصفارين . وتكبير المآذن وأجراس الكنائس . وضحكات الأطفال البريئة . وبائعي الطرقات عربات الخضار والحلويات . نزلت مرتجفاً خائفاً مكسور الوجدان . وكاني لص بائس لم يجد مايسرقه سمعت أصواتاً غريبة لم أفهمها يجوبون المدن برايات سوداء وسكاكين الموت . رائحة البارود ودخان أسود غطى المباني والبيوتات هناك لصوص يسرقون كل شئ حتى قبور الأموات . حلم يروادنا متى نضع السلاح جانباً ونزرع زهوراً للحب والحياة . اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام https://telegram.me/buratha