بقلم الشاعر عمر بلقاضي/ الجزائر
***
يا غافلاً عن ذكرِ ربِّك في الورى ... لَتَرْجِعنَّ إلى الذي لا يغفلُ
أهدرتَ عيشكَ في السّفاسفِ والهوى ... فغداً ترى حقَّ اليقينِ وتَذهلُ
الموتُ يَخطفُ لا يزفُّ رسائلا ً... فمتى تؤوبُ إلى الرّحيم وتعقلُ
أتُسوِّفُ الإيمانَ في نفَقِ العمَى ... حتَّى يحلَّ بك الهلاكُ وينزلُ ؟
مهلاً فإنّك في الحياةِ رهينة ٌ... في أيِّ حينٍ قد تموتُ وترحلُ
أوَ ما حملتَ إلى القبورِ جنازة ً؟... اذكرْ بأنّكَ بعد حينٍ تُحملُ
حتّى النُّجوم السّاطعات لها ردَى ... بعد التَّوهُّجِ والإنارة تأفَلُ
حتّى الورود المذهلاتِ بِحسنِها ... تلقى المنيَّة في الحياةِ وتذبُلُ
مهما ابتعدتَ عن الحقيقة غافلا ً... فأمامَ ربِّكَ للحسابِ ستمثُلُ
وستذكرُ اللّحظات في هذا الورى ... وترى ضَلالَك في الحياةِ وتُسألُ
إنَّ الحياةَ تمرُّ مرًّا مُسرعا ً... أبداً فلن ترقى إلى ما تأمَلُ
إلا إذا كان المُؤمَّلُ توبة ً... وإنابةً تُحي الفؤاد َوتصقِلُ
النّفسُ تهفو لا يُحَدُّ مُرادُها ... فالعيشُ يُغري بالحظوظِ ويَشغَلُ
حتَّى تُباغَتَ بالمنيَّة والرّدى ... فيضيع عُمْرٌ في التُّراب ويُبذلُ
وتُساقُ نحو مصيرِها بضلالِها ... الله في فَرْضِ المصائر ويعدلُ
***
يا أيُّها الإنسانُ أنتَ خليفة ٌ... للهِ في عيشٍ يزولُ ويبطُلُ
فكِّرْ فإنّك عاقلٌ ذو فِطنة ٍ... فيما يحلُّ إذا احْتضرتَ ويحصُلُ
أترى تُبشَّرُ بالنَّعيم فترتضي ... يوم اللِّقا أمْ أنّ قلبكَ يَجفَلُ؟
كيف الفرارُ من الحقيقة يا تُرى ... خَسرَ الذي يقفو العنادَ ويجهلُ
فلتغتنمْ نفحات ربِّك يا فتى ... إنَّ الهدايةَ في المواسم تسهُلُ
شهرُ الصِّيام هَديَّة وهِدايةٌ ... وبه العقيدةُ والمكارمُ تَكمُلُ
https://telegram.me/buratha