بقلم الشاعر عبد الله ضراب من الجزائر
ها قد رحلتَ فأين الجاهُ والمالُ ؟ ... إنَّ المعايشَ عند الله آجالُ
بالأمسِ أجّجتَ أقطارَ الهدى فِتَناً ... بعد الرّبيع تهاوى الأمنُ والحالُ
تراجع الدِّينُ في أرضٍ مُضرَّجةٍ ... أمسى بأمزجةِ الأبناءِ يُغْتالُ
يا رائدَ القولِ في علمٍ بلا عملٍ ... لا ينفعُ النَّفسَ ذاتُ الزَّيغِ أقوالُ
فلتسأل اليومَ من عانوا ومن قُتِلوا ... تُجِبْكَ حُرْقَتُهمْ والعمُّ والخالُ
ولتسأل اليُتْمَ في جيلٍ أطاحَ به ... رأيٌ لشيخٍ بدعوى العلمِ يَختالُ
ولتسألِ الألمَ المكنونَ في أمَةٍ ... دموعُها من جراحِ العِرضِ تَنهالُ
اسالْ ضحايا سنين الذَّبح مُعترفا ... تنطقْ بلومك تحتَ الرَّدم أوصالُ
ضاعَ الأمانُ بفتوى لا أصول لها ... بَلْوى مَغبَّتِها في الإثمِ أثقالُ
كم من شيوخٍ كبارٍ يُستضاءُ بهمْ ... لكنّهم في عيون الحقِّ أغوالُ
اللهُ يعلمُ أهلَ العلم إن صدقوا ... والله يعلمُ من بالعلم يَحتالُ
والله يُفرزُ يوم الدِّينِ صَفوتَهُ ... ما للذين غوَوْا بالعلمِ آمالُ
https://telegram.me/buratha