( شعر : الحكيم نوري الوائلي )
يا جسم قد حلت بك الآلام = وانسد عرق والحشى أسقاميا جسم مالك قد غدوت مفككا = والحزن حولك فاتك ضرغامالجسم للأرواح مثل مكامن = تغدو نفوسا ترتروي وتنامما أجمل الأبدان وقت ينوعها = فالجسم خام والقوام ريام الروح من هون العظام تململت = والروح قد ضاقت بها الأجسامالجسم للأمراض أصبح موطنا = كمَوَاطن حكمت بها الظلاّماين الخدود الحمر اين بريقها = اين الأديم الدر حين يداماين العيون الخضر حين تلوحها = فكأن فيها للجمال زحاماين المحاسن في الجسوم وقد رسى = فيها المزلزل والقذى وحطاموجع العليل سواده لا ينجلي = وسريره شوك به وسهامولسانه مر المذاق كانما = فيه المرارة مضغة وطعاممغص بحوض الكليتين طريحه = كالبز يقتله الهوى ورجامالعين تعشو في الظلام وطيفه = والنور فيها طاله الأعتامهذي العظام تنخرت فنتاجها = الظهر محني والعصى أقدامكصرير باب في المفاصل عازف = من ضيقها ونمت بها الآلامالذهن من هم الحياة مزلزل = والفكر قد لعبت به الأوهامحزني لمن عاش الليالي جالسا = من ضيق صدر والسعال ضرامجسد تناهشه المصائب والعدى = مرض وحرمان سطا وحِمامحمى الزكام الى الشباب مصائب = كيف المصاب إذا غزت أورامفي كل يوم أشتكي من علة = فكأن جسمي للبلاء مقامبعض من الأوجاع عسعس عالمي = وأصاب جلدي عارض وجذامالضرّ ربي مسّني متواترا = أنت الكريم وكاشف وسلامالم بضرسي كالسعير قساوة = ونحول قلبي للشهيق لجاممرّت عليّ مصائب ونوائب = من ثقلها مادت لها الأهرامليلي سكون رغم نار تألّمي = والصبر فيه بالسميع عصامصبرا أصارع بالرجاء مواجعي = صبري دعاء والسكوت كلام سوء الغذاء فلا محالة ممرض = وكثيره سمّ لنا وحرامالغيض يقتل والتلوث والعمى = واليأس موتٌ فى الرؤى وصدامالأرض قد ملئت مفاسد آدم = وشروقها يعلو به الأجهامظهر الفساد , وفي البحور والثرى = لم يبق قطعا للحياة نظامغابت عن الأرض الضمائر والتقى = وانساب فيها عابث وركامالجسم يضعفه الزمان وغدره = والعسر يرهق والأسى هدّامرغم العلوم فسادنا من جورنا = مرض وفقر مطبق وخصامقد غير الأنسان كل طبيعة = فإذا الفساد بنفسه أحكامأمراض من عاش المواجع صابرا = نعم تزكي والجنان ختامحاشاك ربي ان دعاك معسّر = ويعود منك مكبّلا ويضاميا خالق الأنسان تعرف صنعه = فرضاك في كسب الشفاء لزامالجود حتما فاق كل حوائج = فلقد دعا ربي بكن معتامأنت المشافي واللطيف ومنقذ = لولاك ما شفيت لنا أسقامللمؤمنين بلاءهم زاد لهم = وثوابهم عند العزيز وئامفأنين عبد مؤمن لمواجع = كفارة , وجزاءه الأكراموقعُ المواجع في فؤاد يائس = كالطفل يذبحُ والذبيحُ حَمامالعمر يوم في مراحل سيره = فجر وظهر قد علا وظلامبثلاث آلاء نعيش سعادة = ستر وتقوى والنفوس سلاملو كانت الأمراض يوما امرءا = لقتلته , فالقتل فيه غرامكفارة اللآثام علّة مؤمن = تجلي الذنوب ويشفها العلاّم الصبر في الأمراض مكسبه الرضا = وجنان ربّك للوفاة سهامراجعْ مسيرَك ان بلغت مُعافيا = فبلاءُ دهرك للصلاح إمام
https://telegram.me/buratha