خفت وتيرة الأخبار التي تتحدث عن الأوضاع في سوريا.. غابت التصريحات وقلّ حماس التحريض.. في وقت يتوقع فيه الكثير من المحللين والمتابعين أنّ السبب في ذلك يعود إلى الاهتمام بالوضع في العراق، ونقل تحركات "داعش"، من جهة أخرى يرى آخرون، أنّ السبب يعود إلى عدم نجاح تلك المحاور في سوريا التي نجحت في انتخاباتها الرئاسية، في وقت يستمر جيشها في التقدم في العديد من المناطق بمختلف المحافظات.
أياً كانت الأسباب، يبقى ما يحدث يعد تحولاً واضحاً في مراكز القرار العالمي حول سوريا.. رئيس ما يسمى "ائتلاف المعارضة السورية" في الخارج، أحمد الجربا، أوراقة باتت منتهية الصلاحية، وعلى أغلب الظن، سيكون البديل عنه، ما يتوافق وسياسة واشنطن في المنطقة، وسوريا على وجه التحديد، فقد ملت الولايات المتحدة الأمريكية من سياسة "الشحاذة" التي يقوم بها "الائتلاف" المتشرذم والمفكك، واليوم ما عليها سوى التفكير بطريقة ما تحفظ ماء وجهها فيها من انتكاستها في سوريا.
أما بالنسبة إلى "داعش" في كل من سوريا والعراق، فكل الخطوات التي حصلت إنما تؤكد حتمية وجود صيغة ما للتفاهم بين سوريا وأمريكا، حول "داعش"، وهو ما كشف عنه جوش روغن على موقع "ذي دايلي بيست"، وذلك حين قال:" إنّ هناك معركة دائرة الآن داخل إدارة أوباما حول ما إذا كان على واشنطن أن تتحالف مع الأسد لمواجهة خطر داعش وتنسى أمر تنحيته عن السلطة"، وفي الوقت نفسه، تتحدث مصادر عن أن الخيار سيتجه نحو التحالف مع سوريا من أجل مواجهة الخطر "الداعشي"، وبالتالي من المبرر التصريحات التي قالها مسؤول أمريكي في وقت سابق:"العراق وسوريا هما مشكلة واحدة.. لذا لا بدّ من أن نلتفت إلى سوريا أيضاً لحلّ بعض أجزاء تلك المشكلة"!.
هذا في وقت، تبدو إيران الحليف الأكبر لسوريا على أبواب إعلان التوقيع على الصيغة النهائية للتفاهم النووي الذي يؤرق ليل "إسرائيل"، بعدما تمّت صياغته بشكله شبه النهائي في مفاوضات مضنية ومعقدة، الأمر الذي يعني أنّ حليف سوريا بات أكثر قوة في المنطقة، وما يؤكد أيضاً الاتجاهات التي كانت تتحدث عن بداية اتفاق عالمي بين كل من روسيا وإيران وأمريكا حول العراق، بكل تأكيد لا يستبعد الأوضاع في سوريا، وبالطبع، يمكن تصور مضامين الاتفاق ونتائجه، مع حليفتين قويتين لسوريا، إيران ونجاحها في مفاوضاتها النووية، وروسيا التي تنتصر في أزمتها الأوكرانية.
هذا ولم يعد خافياً أنّ إشعال كل تكل الحروب في المنطقة ماهي إلا لصرف الأنظار عن الحرب الدائرة على فلسطين، وإفادة الكيان الصهيوني، لكن، المقاومة الفلسطينية كسرت حاجز الصمت، وردت على الانتهاكات "الإسرائيلية" وعادت القضية الفلسطينية قضية مركزية، وبالتالي فإنّ كل تلك الحروب قد فشلت في ضرب القوى التي بُنيت لفلسطين في كلّ مواقع حلف المقاومة الذي يستردّ عافيته ويثبت قدرته على الراغم من إشتعال "الربيع العربي".
أخيراً، إذا الأزمة "الداعشية" في العراق، قد خطفت الاهتمام من الأزمة السورية، فإنها وحسب كل المؤشرات السابقة ستكون السبب في الحل، فكل التصريحات تقول "لا يمكن فصل الدولتين"!
عربي برس- إيفين دوبا
24/5/140709
https://telegram.me/buratha