جامعة عربية تعلن دعمها للسعودية في مواجهة ايران ومن ثم دول تسحب سفرائها من طهران وبعدها تأتي منظمة التعاون الاسلامي لتندد بالتدخلات الايرانية واليوم الاردن وبعد زيارة محمد بن سلمان تسير على نفس النهج وتستدعي سفيرها من طهران.
هل قامت الجمهورية الاسلامية باحتلال فلسطين ولم نعلم بذلك؟ أم أنها أدخلت قوات حرسها الثوري الى البحرين وقتلت شعبه؟ و هل الصواريخ الايرانية هي التي تتساقط يوميا على اليمن لتدمر كل شيئ فيه على رؤوس الأطفال والشيوخ والنساء؟
إيران الدولة التي أول عمل قامت به بعد انتصار ثورتها كان تحويل السفارة الاسرائيلية في طهران الى سفارة فلسطينية ورفع العلم الفلسطيني في سماءها مكان علم الكيان الغاصب، ايران التي اجتمع العراق ودول العالم عليها في حرب دامت 8 سنوات هي نفسها اليوم التي تقدم قرابين الشهداء في العراق وتبذل الدماء والجهد لمواجهة خطر داعش الارهابي الذي يهدد ارواح كل المسلمين.
هل انتصار ايران لصرخات المظلومين في العالم الإسلامي أمر محرم ويعتبر تدخلاً بشؤون المنطقة؟
عندما تسحب السودان سفيرها وتعلق دول اخرى علاقاتها والبعض يقطعها نهائيا وعندما تقوم الاردن باستدعاء سفيرها اليوم انتصارا للسعودية ونصرة لها في مواجهة التدخلات الايرانية، هل حقا هم يعلمون ما يفعلون؟ ام ان الاموال السعودية اعمت بصائرهم؟ او لربما هو حسد وخوف بذات الوقت من وصول ايران الى مصاف الدول الكبرى خاصة بعدما اثبتت للعالم اجمع بانها دولة ذات سيادة وقرار ومن حقها الاستفادة من طاقتها النووية السلمية فأجبرت العالم على الاعتراف بها كدولة نووية بامتياز؟
لم تقدم السعودية اي اعتذار عن سوء تنظيمها لموسم الحج الماضي الذي ادى الى مصرع الاف الحجاج من بينهم مئات الايرانيين بينما ايران قدمت اعتذاراً للسعودية عن حرق سفارتها في طهران و اعتبرته عملاً تخريبياً لا يمثلها، لكن السعودية قابلت هذا الإعتذار بقطع كامل للعلاقات وحملة تشويه لإيران انتهت بتشكيل حلف عربي اسلامي لمواجهة ما تدعيه من خطر ايراني على المنطقة.
الجيش الاسرائيلي يومياً يدمر بيوت الفلسطينين ويعتقل و يدنس المقدسات، لكن لم نسمع عن اي قمة طارئة للعرب وللمسلمين تدعو لدعم الشعب الفلسطيني بمواجهة هذه الاعتداءات، لم نسمع عن سحب سفراء الكيان الصهيوني او اغلاق سفاراته المتواجدة في كثير من هذه الدول، لم نسمع عن قطع علاقات مع هذا الكيان الغاصب بل على العكس يوما بعد يوم يزداد مستوى التطبيع معه ويكاد يأخذ طابعاً علانياً .
عندما تعلن ايران عن ارسال مستشاريها الى سوريا لدعم الجيش السوري وتقدم شهداء هناك في مواجهة الجماعات التكفيرية فهي لا تدعم شخصاً بعينه وانما تدعم دولة عربية مسلمة تواجه خطر التقسيم، هذا التقسيم الذي يتمناه الكيان الاسرائيلي وحلفائه (القدماء الجدد) لإضعاف سوريا وجيشها الذي لا يخفى على احد بانه كان ومايزال الخطر الاول الذي يهدد وجوده.
واليوم اثبتت الاحداث ان موقف ايران من الوضع في سوريا هو الصحيح، حتى ان كبار الدول التي كانت تستنكر هذا الدعم الايراني نراها اليوم تطرق ابواب دمشق لأنها علمت ان صمام الاستقرار في المنطقة هناك ولا بد من الحفاظ عليه.
ماذا تريد السعودية والاردن وغيرها من الدول من وراء هذه الممارسات اللا دبلوماسية ضد ايران؟ هل يريدون ان تتخلى عن سوريا والعراق وتتركهما لقمة سائغة للارهاب الذي لن يتوقف عند حدود هذين البلدين؟ أم أنهم يريدون ان تتوقف عن دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته في وجه عدو لا يعرف الانسانية؟ أم يريدون ان يسكت الاعلام الايراني عن فضح ممارسات درع الجزيرة ضد الشعب البحريني الاعزل وان يتوقف السياسيين في ايران عن دعوة النظام هناك للحوار مع المعارضة التي تمثل غالبية الشعب على اعتبار انه تدخل بالشؤون الداخلية للبحرين؟ أم يطلبون منها ان تسكت عن حرق الحجر والبشر والشجر الذي يمارسه العدوان السعودي على اليمن؟
جدير بكم اليوم ايها الدول العربية ان توجهوا بوصلتكم الى العدو الاصلي للمسلمين، العدو الذي لا يميز في قتله بين شيعي في جنوب لبنان او سني في غزة ، ليس عدوكم من يتحمل شعبه عقوبات اقتصادية قاسية تؤثر على معيشته وتحرمه من اهم مستلزمات الحياة فقط ليحفظ ماء وجهكم ووجه المسلمين جميعاً في الدفاع عن حقوقهم المسلوبة والتصدي لاي ارهاب يهدد امنهم ووحدتهم.
https://telegram.me/buratha