التقارير

إصلاح بطريقة الفوضى

1971 10:06:08 2016-05-01

باقر العراقي 

الفوضى الخلاقة مصطلح أمريكي ظهر حديثا، هدفه تأجيج الصراعات العرقية والطائفية في البلدان التي تسير بعكس الهوى الأمريكي، تارة بدعوى نشر الديمقراطية، وتارة أخرى بالدفاع عن حقوق الإنسان المغتصبة.!

بعد أن يعم الدمار وتنتشر الفوضى يتدخل الأمريكان، وقد يتوسل بهم مسئولي تلك الدول، لضبط تلك الأحداث، يتدخل المنفذون المنقذون لغرض تسكينها، بتحريكها يمينا وشمالا، لكي تتماشى مع ما يطمحون إليه، وهم بذلك يتحكمون بإعصار هادر بعيد عن بلدهم بآلاف الكيلو مترات، ويوجهونه حيث تشاء أرادتهم، لتخريب تلك البلدان وإركاعها.

اليوم وبعد خطاب مقتدى الصدر، حصل هجوم لمجاميع من المتظاهرين، "تحفهم نشوة الانتصار"على البرلمان العراقي وكأنه عاصمة "داعش"،والاعتداء على نواب بعينهم، وأخذ آخرين بالأحضان، وتكسير الممتلكات العامة، هذا الحدث المشين سواء أكان مخططا له، أم لم يكن، هو تثبيت للمحاصصة الحزبية القذرة، والتسليم بالعجز التام عن التنافس مع الآخرين بالأدوات السلمية، واستخدام الفوضى والعنف بدلا عنها.

لم يكن غريبا أن يكون هناك هجوم كبير لداعش بالتزامن مع اقتحام البرلمان، فداعش تستغل هذه الأزمات بشكل ذكي، وتحاول من خلالها الحصول على نصر ولو إعلامي، يتزامن معه رغبات المتظاهرين وقائدهم، بالحصول على نصر معنوي يجعله متسيدا للشارع العراقي ولو لفترة انية.

حادثة اليوم تذكرنا بقصة من الموروث الشعبي تقول: بأن ثعلبا قُطع ذيله بسبب ارتكابه جريمة السرقة، فأضحت الناس تسميه بالثعلب الأبتر، مما جعله يفكر بالتخلص من هذا العار بطريقة ذكية، فجمع الثعالب من كل حدب وصوب على وليمة، ولما بدءوا بالأكل، ربط ذيولهم، وصاح بهم "أن أهربوا لقد جاءتكم السباع"، وعندها تقطعت ذيولهم جميعا، وضاع الأبتر بين البتران.

خلط الأوراق بهذه الطريقة وقبول استقالة الفاسد بكل احترام، وإقالة الوزير الناجح، وتوهيم الجماهير بإصلاح تتلبسه الفوضى حسب طريقة الشلع قلع، يضمر بداخلة دوافع سياسية هدفها الهروب إلى الأمام وعدم الرجوع إلى الوراء، لغرض كشف الوزير الفاسد من غيره.

فرهود - سحل- تخريب-التأهب للمصارف- إرعاب الشارع-رسائل للمنافسين السياسيين، كلها أمور قُرِأت اليوم بعين المتظاهرين، "وإن لم يتحقق بعضها"، وهم يحتلون مقر شرعية بلدهم ويسقطونها بإذلال مهين، فكل من اتفق معهم وأيدهم، يريد إصلاحاً، لكن بواسطة جديدة، تسمى الإصلاح بطريقة الفوضى...!

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك