العهد ـ نضال حمادة
بعد نجاحها في اجبار محمد علوش، ممثل جيش الاسلام في وفد الرياض، على التنحي من منصب كبير المفاوضين، تحاول جماعة الاخوان المسلمين السورية فرض أحد أتباعها مكانه، ما ادخل وفد الرياض المعارض ومن خلفه الائتلاف السوري المعارض في صراع كبير بين جماعة الاخوان المسلمين الذين يسيطرون على المجلس الوطني السابق وبين المجموعات التابعة للسعودية، ما يهدد بانفراط عقد وفد الرياض الذي انبثق عن المؤتمر الذي يحمل الاسم نفسه.
مصادر في المعارضة السورية كشفت في حديث لموقع "العهد" أن جماعة الاخوان المسلمين طرحت اسم هادي البحرة المحسوب عليها لتولي منصب كبير الوفد المفاوض مكان محمد علوش، وقالت المصادر نفسها ان الجماعة تضغط بقوة في هذا الاتجاه، وهي هددت بانفراط عقد مؤتمر الرياض والوفد المنبثق عنه في حال لم يتم الاستجابة لطلبها، وتشير المصادر الى تدخل الجانب الفرنسي عبر طرح اسم بسمة قضماني للمنصب، واتى التدخل الفرنسي هذا بناء على طلب سعودي حسب المصادر تؤكد أن القطريين يقفون وراء موقف جماعة الاخوان المسلمين المتصلب في هذا الموضوع.
الصراع التركي القطري من جهة والسعودي من جهة اخرى وصل الى وفد الرياض بعدما كانت بلدات ومدن الغوطة الشرقية ميدان الحرب العسكرية. هناك حصل هجوم على مواقع جيش الاسلام الموالي للسعودية والذي اتهم الاخوان المسلمين بالمشاركة فيه (انظر تقرير موقع العهد بتاريخ 21 ايار 2016) وتشير المصادر السورية المعارضة في هذا المجال الى ان واشنطن لم تعد ترى أية جدوى من استمرار وفد الرياض على تركيبته الحالية التي وضعها محمد بن سلمان، وهي تريد ان يتم تعديل تركيبة هذا الوفد وتقليص عدد اعضائه بما يتناسب مع التطورات الميدانية الاخيرة وما يسهل عملية التواصل مع الامريكي الذي يتفاوض مع الروسي بشكل منفصل عن المفاوضات السورية، وفي هذا تقول المصادر السورية المعارضة أن جماعة الاخوان المسلمين السورية تحاول استغلال هذا الضياع في وفد الرياض والناتج عن الموقف الامريكي، للعودة الى واجهة المعارضة السياسية، وتولي مراكز القرار في الوفد المفاوض، بعدما قامت السعودية بابعادها عن رئاسة الائتلاف عندما اوصلت احمد عاصي عوينان الجربا الي هذا المنصب، او في حالة ثانية بعدما شكلت السعودية وفد الرياض ووضعت فيه محمد علوش كبيرا للمفاوضين، بينما يتواجد في الوفد شخصيات كبيرة تابعة لجماعة الاخوان وضعت صوريا في وفد الرياض المفاوض .
اما بالنسبة لطرح بسمة قضماني لمنصب كبيرة المفاوضين، فقد جاء بطرح ومبادرة وضغط فرنسيين، ما يعيد الى الاذهان تعيينها في بداية الحرب على سوريا نائبا لرئيس المجلس الوطني السوري المعارض حينها والذي كان يرأسه برهان غليون عند انشائه في الدوحة، وفي هذا الصدد تقول المصادر السورية المعارضة ان هذا الطرح الفرنسي مقدمة لإعادة إحياء مجموعة ما كان يسمى أصدقاء سوريا، التي انشأتها فرنسا وقطر وكان اول اجتماع لها في تونس، عام 2013، وتقول المصادر عينها ان الفرنسيين يعملون على اعادة العمل بهذا الموضوع ، الذي يبدو انه لحد الان لا يحظى بالموافقة الامريكية ولا الالمانية بسبب المفاوضات التي تجري بين الولايات المتحدة وروسيا حول الازمة السورية، وتنقل مصادر عن مناف طلاس قوله ان الفرنسيين طرحوا امامه هذه الفكرة واعربوا عن استعدادهم لعقد مؤتمر لاصدقاء سوريا في فرنسا، في حال وافقت امريكا على هذا الامر..
https://telegram.me/buratha