د. اسماعيل النجار ||
مع تطوُر وسائل التواصل الِاجتماعي، وكَثرَة التطبيقات الألِكترونية التي أتاحت للجمهور استخدامها وإيصال صوتها، تحولَت هذه التطبيقات إلى منصات مختلفة الأهواء تصدرَت المشهد العام، أكثر من شاشات التلفزة ومن جميع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة الأخرىَ،وأصبحت في الكثير من الأحيان متفلِّتَة بشكلٍ خطير، لسهولة الوصول الى المنصات والمجموعات ونشر الأخبار الكاذبة والتحريض وبث الإشاعات.
فقد استخدمها البعض لنشر العقائد الدينية المنحرفة، والبعض الآخر لأمور أخرىَ كانَ أهمها نقل الأخبار والكتابات السياسية، لكنها بقيت أقل مدىً من التلفزيون الفضائي، لضيق انتشارها رغم سرعتها.
وبقيَت وسائل الإعلام المرئية (الشاشات العريضة)، هيَ الأكثر انضباطاً والأكثر توازناً، بحُكم أنها عابرة للقارات عبر الأقمار الصناعية، ولأنها ذات تكلفة مادية كبيرة جداً وتحتاج إلى مساحة كبيرة أكثر من كف اليد، لتكون بمستوى إسمها وحجمها،فلا بُد من تنظيمها وتفعيلها وضخ دماء جديدة فيها، بكل برامجها السياسية وغيرها.
ينقسم الإعلام في المنطقة العربية بالكامل إلى ألوان عديدة، تطغى عليها ثلاثة ألوان أساسية هيَ:الإعلام
المناهض لأميركا والصهيونية، والإعلام المساوم، والإعلام المعادي الصهيوني، الذي يلتقي مع الإعلام المساوم بقوة.
الإعلام الصهيوني والإعلام المساوم المساندله يلعبان دوراً فتنوياً تحريضياً رخيصاً، بهدف التصويب على قضايا أمتنا المحقة والتشويش عليها،لإيهام الرأي العام بعدم أحقيتها، وتضليلهِ؛ وهي،فيماتقوم به،تؤدّي دورهابجدارة، دون أي تقصير، يواجهها إعلام مجابه مدعوم مادياً ولوجستياً َبالعقول والخبرات،
على صعيد هذا الإعلام وتحديداً في لبنان، بالمبدأ لم تنجح الفضائيات الموجودة في أداء دورها، بمستوَى حجم المنافسةالموجودة على الساحة اللبنانية والإقليمية؛
وتعود أسباب عدم نجاحه، إلى شبه احتكارٍلشاشاته،من قِبَل وجوهٍ تتبادلها هي ذاتها، من دون السعي لضخ دماء جديدة، كما تطغىَ على هذا الإعلام المحسوبيات والصداقات، بل وعلى المشهد الإعلامي برُمَتهِ!
كما يتم تصنيف الإعلاميين، بين سنديانةٍ عتيقه، وغصنٍ "غَضٍّ" شرشهُ غير متجذِر، حتى أن بعض الفضائيات لَم تقُم بتنويع الخطاب الإعلامي، من أجل تطويره.
حتى إنّكَ بِتَّ تشعُرُ، بأنَّ تنسيقاً كاملاً يجري بين القَيِّمين على الفضائيات، لضمان مزاجيتهم ومصالحهم الشخصية، وتجد أكثرهم لا يعلم ما الذي يجب فعله ليصبُّ في مصلحة تطوير المواجهة الإعلامية،في مواجهةإعلام العدو الذي يعمل ليل نهار ، مُركّزاً على بيئتنا ومجتمعاتنا.
وآثار بعض ذلك ظهرت للعيان، وطَفَت على السطح.
المؤسسات الإعلامية كثكنات الجيوش، يجب أن تضم مجاهدين مقاتلين من أجل القضية،ولا تضم أصحاب مصالح وأجندات تضر بالمسيرة الإعلامية.
على القيِّمين على الإعلام المناهض لأمريكا،في عالمنا العربي عموماً، العمل بقوة على تقويم اعوجاج الممسكين بإدارة البرامج السياسية، لكي لا تكون حصريةً لرغباتهم،ولكي تستمر وتتطوّر.
ويجب أن يكون كل مسؤول مؤسسة، كقاسم سليماني، يقف في مقدمة الجنود، يجلس معهم على التراب، يؤآخي الجميع، ليحفظ وطنه، وأن يتم التعامل مع الإعلاميين جميعاً، سواسية كأسنان المِشط، الجميع دون إستثناء صف أول،
أي أنه لا يكون بينهم صف أول وصف ثاني، أو أبناء سِت وأبناء جارية،وإلَّا فإن الإعلام سيفشل والقضية ستدفع الثمن.
بيروت في...
18/1/2022
https://telegram.me/buratha