جدل فاضل الصحاف ||
تزايدت أنشطة عصابات تهريب المخدرات داخل البلاد، آفة المخدرات والمواد ذات التأثير النفسي أصبحت عاملاً آخر يُضاف إلى طرق الموت العديدة، التي تستهدف شريحة الشباب العراقي كل يوم، وتنذر بتخلي البلد عن موقعه ضمن قائمة الدول الفتية، ودماراً آخر يزيد من أعباءالوضع المعقد في العراق.
إن الانتشار الملحوظ للمخدرات في المحافظات الجنوبية، والمزارع ومصانع المخدرات التي اكتشفت في العراق فضلاً عما يتم تهريبه من الدول المجاورة، يستدعي تكثيف الجهود في هذا المجال.
وبينما كان التعاطي يقف عند حدود عمرية بين 17 ـ 18 سنة، أصبح يشمل الآن فئات بعمر 14 عاما وربما أقــل، وبالطبع تعد هذه إحدى نتائج تحول البلد إلى ساحة تعبث بها مافيا الجريمة، يضاف إلى ذلك أن وصلت الحال في العراق إلى قيام أول سوق علني لترويج المخدرات في بغداد، وتحديداً قرب ساحة التحرير ومنطقة البتاويـن، وتحت مظلة الحرية والديمقراطية التي منحت لهذه التجارة الفاسدة شيوعاً غريباً.
معظم المتعاطين رجال يتناولون مواد مخدرة وعقاقير طبية كتلك التي تستخدم لتخدير المرضى في غرف العمليات ولتخفيف الآلام.. وزارة حذرت الصحة من انتشار تعاطي وإدمان وترويج المخدرات في المحافظات ، ودعت الى إنشاء مصحّات لمعالجة المدمنين، وتأهيلهم والاهتمام بالتنمية البشرية. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة،
الوضع العام للإدمان بات أكثر انتشاراً من قبل، وأصبح منظر المراهقين والأطفال في الشوارع أكثر بشاعة، خاصة وهم يقومون بشم مواد مخدرة بدائية عالية السمية، مثل البنزين والتنر
وأضافت التقارير أن العراق لم يعــد محطة ترانزيت للمخدرات فحسب، وإنما تحوَّل إلى منطقة توزيع وتهريب، وأصبح معظم تجار المخدرات في شرق آسيا يوجهون بضاعتهم نحو العراق، ومن ثم يتم شحنها إلى الشمال، حيث تركيا والبلقان وأوروبا الشرقية، وإلى الجنوب والغرب، حيث دول الخليج وشمال أفريقيا
إن غياب الهيئات الحكومية وانتشار فوضى السلاح والنزاعات العشائرية لم تنعكس سلبًا على الحياة الاجتماعية والمعيشية فقط، بل ساهمت كذلك بانتعاش واضح في قطاع تجارة المخدرات كما ساهم انعدام الرقابة وتفشي الفساد في المنافذ الحدودية في انتشار المخدرات في محافظات جنوب العراق بشكل كبير، حتى أصبح العراق في مقدمة الدول بتجارة وتعاطي المخدرات وجعله جسر الربط بين اسيا واوربا ،
الانحلال الاخلاقي ساهم بشكل كبير في الواقع الذي يشهده العراق حالياً، وأن الاسباب الاقتصادية والاجتماعية وانتشار البطالة شجعت الشباب للاقبال على تعاطي المخدرات اضافة الى عدم وجود عقوبات رادعة - ووجود مافيات متنفذة في الدولة؛ وراء اتساع رقعة انتشار المخدرات في العراق، فيما الحكومة غير مهتمة بمعالجة ظاهرة تعاطي المخرات وتوفير فرص العمل للشباب وغياب الهيئات الحكومية وانتشار فوضى السلاح والنزاعات العشائرية لم تنعكس سلبًا على الحياة الاجتماعية والمعيشية فقط، بل ساهمت كذلك بانتعاش واضح في قطاع“تجارة المخدرات
وبات لزاما أن تقوم الجهالت المعنية بإعداد مسودة قانون مكافحة المخدرات الخاص بالعراق لأجل السيطرة على هذه الظاهرة ومنع شبابنا من الوقوع بهذه الآفة التي باتت تهدد المجتمع العراقي . ولا بــدَّ من التأكيد على ضرورة وضع عقوبات صارمة بحق متعاطي ومتاجري المخدرات ومن دون ذلك فان الظاهرة ستزداد وبالتالي لا نستغرب حينما نقول إن طلبة الإعداديات سيتعاطون المخدرات بعد ان أكدت المعلومات أن بعض طلبة الجامعات باتوا يتعاطونها … كما لا نستغرب حينما أن يبدأ المزارعون بزراعة النباتات المخدرة بدلاً من الخضار والفكهة.. والله الحافظ والمعين في عراق الفساد!!
https://telegram.me/buratha