عملية جراحية خاصة للقوات الروسية على الأراضي الأوكرانية!! 

عبدالجبار الغراب ||   كعادتها في إشعال الحروب في عديد دول العالم واصلت الولايات المتحدة الأمريكية في أخذها بالعديد من المسارات التى تزيد في تعقيداتها للأزمه الروسية الأوكرانية , فمن الدعم اللوجستي العسكري ونقلها للسفارتها من العاصمة الأوكرانية كييف الى مدينة لفيف شرق أوكرانيا واخراجها للعديد من الشائعات الكاذبة والتقارير الإعلامية لموعد اقتراب وشيك لغزو روسي لاوكرانيا, وحشدها للدول الغربية في إرسال قوات وعتاد عسكري لاوكرانيا والتسلح الكبير لدول بولندا وليتونيا في تصعيد خطير إشعلتها أمريكا لإدخال الغرب مع الروس في صراع كبير وعدم جوابهم الصريح وردودهم الايجابية حول مطالب ومخاوف روسيا المشروعة للحصول على ضمانات أمنية من قبل أمريكا ودول النيتو , كل هذا حذر من تداعياتها الرئيس الروسي فلاديمير بوتن اذا ما إستجاب الغرب لمطالب روسيا المشروعة لتوفير كامل الضمانات الأمنية التى تحفظ لروسيا أمنها واستقرارها بفعل كل المحاولات التى تقوض السلام والأمن العالمي والتى دآبت اليها أمريكا في إستفزازتها لروسيا وامكانيات ضم العديد من الدول المجاورة لجمهورية روسيا الاتحادية لحلف النيتو.  ولهذا فقد كان للروس المشي ضمن خطوات ضرورية وهامة لحفظ أراضيهم من تأمرات وخفايا تعد لها أمريكا مع شركائها الغربيين المنضوين في إطار حلف النيتو لزعرعة الأمن والاستقرار الروسي,وعبر العديد من اللقاءات بين مختلف الأطراف الغربية بينها أمريكا وبين الروس لكبح خطر إشعال الحرب وجعل الحلول الدبلوماسية طريق وحيد لمعالجة الأزمة الروسية الأوكرانية , زادت الولايات المتحدة الأمريكية من التماشي ضمن الاستفزازات للجانب الروسي في إصدار لهجة الرد الشديد اذا ما أقدمت روسيا لغزو اوكرانيا متسلحه في ذلك الى فرض العديد من العقوبات الكبيرة الذي سوف تؤثر على الجانب الروسي هذا التماطل والتلكؤا في الإجابة على حزمة بنود قدمتها روسيا لأمريكا والغرب لتفهم مخاوفها الأمنية استغرقت أسابيع كثيرة وجاءت الردود على شكل تصعيد لإشعال متزايد للأزمة الروسية الأوكرانية. ليفرض النظام الروسي خطواته الصحيحة والمدروسة في إتجاهات عديدة منها ما صرح به الرئيس الروسي من اعتراف بإستقلال جمهوريتتن دونيتسك ولوغاسك في اقليم دونباس التابعه للأراضي الاوكرانيا والتى انفصلت عنها مؤخرا أواخر العام 2014 بفعل نتاج تصعيدي سعت اليها أمريكا لجعل اوكرانيا جبهه مشتعلة في خاصرة روسيا وجعلها مركز تهديد لروسيا واضعه بذلك إدخال الروس في فخ المستنقع الاوكراني الذي سوف يكون لأمريكا تغذيته بالمزيد من عوامل الصراع لإطالة آمد الحرب , وهذا هو موضوع في حساب المستحيل للجانب  الروسي وهذا ما يجعل الجميع يرجع بالعودة الى العام 2008 والتدخل الروسي لوقف تداخلات أمريكا والغرب لجعل جورجيا قاعدة انطلاق لتهديد روسيا , فنجحت روسيا وضمت ابخازيا وأوستانيا وجعلهم منفصلتين عن جورجيا وضمن الاتحاد الروسي,  لتضمن في تنفيذ المهمة وبمعرفة كبيرة إضافتها  على تأمين الجوار لها من مخاطر وتحديات الأمريكان والتوسع في حلف النيتو ليكون لروسيا ضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي ليعيق بذلك كل المحاولات الأمريكية في خلقها للتهديدات الروسية بإحاطتها من كل الحدود.   ومن الاعتراف الروسي بإستقلال جمهوريتتن دونيتسك ولوغاسك وعقد أغلب الاتفاقيات معها والتعاون العسكري ليستخدم الروس أسلوب ودراسة وعبقريه وفنون قتالية قد لا تتطلب توجيه العملية العسكرية سواء أيام محدودة بجعلها عمليه جراحية سريعة وانتشار عريض على الأراضي الأوكرانية للجيش الروسي وجعل الأمريكان والغرب امام واقع موجود لتنفيذ كامل شروط الروس التى تماطل بها الأمريكيون والغرب قبل أكثر من شهر تقدمت بها روسيا على شكل ضمانات أمنية رددت على ضوئها أمريكا والغرب بعدم جديه ولهذا فالفرض بهذه العملية الجراحية الخاطفة للجيش الروسي سوف يعجل بقبول الشروط الروسية , وبما أن القيادة الأوكرانية تنفذ كامل الإملاءات الأمريكية ولم تراعي مخاوف الروس من تمدد حلف النيتو على أراضيها وانجرارها نحو الانضمام لحلف النيتو شكل كل هذا هاجس إضافية ومشروعه للروس لصد هذه المخططات وجعلها في اطاريين يتحدد على اوكرانيا القبول بها اما المحافظه على أراضيها من باب عدم الانضمام لحلف النيتو او الذهاب في مواجهة عسكرية مع روسيا. ف روسيا القيصرية سابقا والجمهورية حاليا ترى في اي تحالف غربي شرقي خطرا على مصالحها في أوروبا الشرقية والبلقان لان هذه الدول هم من  السلاف وأيضا ثمثل مستودع وخزان كبير لإستهلاك المنتجات الروسية , وهذا ما يجعل جمهورية روسيا الاتحادية لها حق إستخدام كل الوسائل لتأمين وحماية نفسها ومصالحها وما يهدد أمنها واستقرارها ,فما بالها  الان والمخاطر تحاصرها وتهديدات لروسيا وبناء قواعد عسكرية قريبة من حدودها يمكن للصورايخ من الوصول الى موسكو من مسافه عشرات كيلومترات وبالخصوص اذا ما تم ضمن اوكرانيا لحلف النيتو , فالروس هم جادون في خلق كل ما يحقق لهم أمن واستقرار بلادهم وإبعاد كل المحاولات الغربية  الأمريكية للاضرار بروسيا الاتحادية والتى باتت الان تشكل عظمه عالمية كبرى أخرجت أحادية القطب المنفرد ك أمريكا الى متعددة الأقطاب في مستويات عديدة فالصين والتجاوز للدخل القومي الصيني عالميا على الدخل القومي الأمريكي والقوة العسكرية لروسيا الاتحادية والتفوق والنهوض المتسارع لجمهورية إيران : فرض متغيرات عصفت بالأمريكان والغرب وباتت كل خياراتهم محدودة ورجوع الى الخلف في الكثير من المواقف فالخسائر المتلاحقة لهم في أفغانستان والرحيل المغزي وهزيمتهم باليمن ومغادرتهم العراق وتعرض كل قواعدهم العسكرية للمخاطر في الدول الحاضنة لهم شكل عليهم كارثة متفاقمه انعكست أحداثها للتطلع الروسي لكسر كل مخططات أمريكا والغرب ومحاولاتهم لإعادة التفرد والتموضع في القوة العالمية لكن من باب إضعاف الروس منطلق لقادم سيطرة وانفراد وهذا ما كان لهم عثرات ونهاية , وبروز وظهور  لموقف روسي عسكري قوي ضرب من حديد وبعثر دول النيتو والأمريكان. ومن باب فرض العقوبات تلويح وتهديد وها هم لتكرارها وبشكل قوي يفرضونها على الروس وبمجالات النفط والغاز وإيقاف ألمانيا لمشروع نورد استريم 2 وعلى أشخاص صانعي القرار في روسيا وعلى رأسهم وزير الدفاع الروسي لعلهم يكون لهم الثمار في تحقيق ردع للروس , وهو بالمقابل ما سوف تنعكس آثارها بشكل قوي على الداخل الأوربي المستورد لحوالي 40% من الغاز الروسي وهو ما كان متوقع من جانب الروس لهذه العقوبات وقد حددت لها خيارات وبدائل لمواجهتها , فالعملية العسكرية الروسية ضمن إطار الأراضي الأوكرانية بمثابة عمليه جراحية عابرة لضمد جراح الأمريكان والغرب وإخماد وإخراص وإسكات محاولاتهم التحريضية ضد جمهورية روسيا الاتحادية وهي بمثابة منع انضمام بلد مجاور لروسيا القصريه سابقا والجمهورية الاتحادية حاليا من اعاده سيناريوهات الإطاحة والتقسيم والانفصال لزمن جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق والحالي الان بصورة لعظمه لها منظورها القوي القومي لإعادة إمبراطورية هي في تسارع ونماء لمرحلة جديدة رئيسها روسي فلاديمير بوتن. والله من وراء القصد