بعد ظهور حالات إصابة مؤكدة بفيروس "جدري القرود" في الولايات المتحدة وأوروبا والشرق الأوسط، يزيد القلق لدى جميع العالم بشأن طرق انتشار العدوى، وطرق الحماية منه والإجراءات الواجب اتباعها للحفاظ على الصحة ومحاربة الفيروس.
ونسلط في التقرير الاتي عن كل ما تريد معرفته عن فايروس "جدري القدرة":
ما هو "جدري القردة"
وجدري القرود فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي.
اعراض "جردي القردة"
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
وتعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
إصابات جدري القردة المسجلة حول العالم
وسجلت حوالي 20 دولة لا يتوطن فيها جدري القردة إصابات بالفيروس، مع وجود أكثر من 200 حالة ما بين مؤكدة أو مشتبه بها معظمها في أوروبا.
ويثير التفشي الانزعاج لأن جدري القردة، الذي ينتشر من خلال الاتصال الوثيق وتم اكتشافه لأول مرة في القردة، يظهر غالبا في غرب إفريقيا ووسطها، ونادرا ما ينتشر في أماكن أخرى.
وفيما يلي قائمة بالدول التي سجلت حتى الآن حالات اشتباه أو إصابات مؤكدة:
آسيا والمحيط الهادي
- سجلت أستراليا في 20 مايو أول إصابة لمسافر كان قد عاد مؤخرا من بريطانيا، وتم أيضا تسجيل حالة اشتباه.
أوروبا
- أكدت النمسا أول إصابة في 22 مايو.
- اكتشفت بلجيكا حالتين يوم 20 مايو.
-رصدت جمهوية التشيك أول حالة بها في 24 مايو.
- سجلت الدنمارك ثاني إصابة في 24 مايو، بعد يوم من تسجيل الحالة الأولى.
- وثقت فنلندا أول إصابة في 27 مايو.
- زادت الحالات المؤكدة في فرنسا إلى خمس في 25 مايو.
- ألمانيا سجلت ثلاث إصابات أولها في 20 مايو.
- إيطاليا أكدت تسع حالات بحلول 26 مايو، وكانت أول إصابة في 19 مايو.
- أبلغت هولندا عن أول حالة في 20 مايو، وأكدت منذ ذلك الحين "بضع" إصابات أخرى، دون تحديد العدد الدقيق، وفق "رويترز".
- البرتغال أكدت 16 إصابة جديدة في 27 مايو، ليصل العدد الإجمالي إلى 74.
- أول إصابة سجلتها سلوفينيا في 24 مايو.
- ارتفع إجمالي الإصابات في إسبانيا إلى 84 حالة، بعدما أكدت 25 حالة جديدة في 26 مايو.
- أول إصابة سجلتها السويد في 19 مايو.
- أعلنت سويسرا أول إصابة مؤكدة بها في 21 مايو.
رصدت المملكة المتحدة 14 إصابة جديدة في إنجلترا في 24 مايو، ليرتفع إجمالي الحالات المسجلة إلى 70.
الشرق الأوسط
- إسرائيل أكدت أول إصابة لديها في 21 مايو.
- ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام" أن الإمارات سجلت أول إصابة في 24 مايو.
الأميركيتان
أعلنت الأرجنتين عن أول حالة مشتبه بها في 23 مايو، وسجلت كندا 10 إصابات جديدة في 27 مايو، ليصل إجمالي الإصابات فيها إلى 25.
كذلك أكدت الولايات المتحدة تسع إصابات إضافية في سبع ولايات في 26 مايو، وارتفع الإجمالي بذلك إلى 11 منذ اكتشاف أول إصابة في 18 مايو.
هل يمكن أن ينتقل المرض إلى العراق؟
ويقول خبراء إن خطر انتقال "جدري القرود" إلى العراق والشرق الأوسط منخفض إلى حد ما، لكنهم ربطوا بذلك بعدد المصابين عالمياً.
وليس لدى مسؤولي الصحة سوى القليل من الأدلة حول كيفية إصابة الأشخاص بهذا الفيروس، في ظل القلق من أن جدري القرود قد ينتشر عبر المجتمع، دون أن يتم اكتشافه، وربما من خلال طرق جديدة، وفقاً لوسائل إعلام أمريكية.
ويقول علماء الأوبئة إن هذا التفشي الجديد "نادر وغير معتاد".
ويقول آخرون إنه كلما زاد عدد المصابين زادت فرص تكيف جدري القرود مع الناس، أي أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الفيروس داخل البشر، كلما تمكن من التطور، لذلك يراقب العلماء عن كثب الفيروس ولا سيما إذا بدا أن الفيروس يغير مسار انتقاله، كما يحدث في الفاشية الحالية.
حضانة الفيروس
يشير الباحثون إلى تقسيم مرحلة الإصابة بجدري القرود إلى فترتين اثنتين، بحسب موقع منظمة الصحة العالمية.
الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد (فقدان الطاقة).
وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى)، وتتبلور مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 بالمئة من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75 بالمئة).
ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.
انتقال المرض
تحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.
وفي إفريقيا، سجلت حالات عدوى نجمت عن التعامل مع القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض.
ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القدرة.
كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.
وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير، كما أيضا من الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة.
طريقة الحماية من "جردي القردة"
وتتضمن التوصيات الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والخدمة الصحية الوطنية في المملكة المتحدة، ومنظمة الصحة العالمية، ما يلي:
1- تجنب الاتصال بأشخاص تم تشخيص إصابتهم مؤخرا بالفيروس، أو أولئك الذين قد يكونون مصابين.
2- ارتدِ قناعا للوجه إذا كنت على اتصال وثيق بشخص ظهرت عليه الأعراض.
3- تجنب ملامسة الحيوانات التي يمكن أن تحمل الفيروس، ويشمل ذلك الحيوانات المريضة أو النافقة، خاصة تلك التي لديها تاريخ من الإصابة بالعدوى، مثل القرود والقوارض وكلاب البراري.
4- احرص على نظافة اليدين، خاصة بعد ملامسة الحيوانات أو البشر المصابة أو المشتبه بإصابتها، وذلك من خلال غسل اليدين بالماء والصابون أو باستخدام المعقم.
5- استخدم معدات الحماية الشخصية عند رعاية المرضى الذين يعانون من عدوى مؤكدة أو مشتبه فيها.
6- تناول اللحوم المطبوخة جيدا فقط.
7- يمكن أيضا أن ينتقل جدري القرود عبر الأسطح والمواد، لذلك من الحكمة تجنب ملامسة المواد التي لامست الإنسان أو الحيوان المريض.
بعد أيام من القلق عاشها العالم على وقع انتشار فيروس جدري القردة في عدد من الدول، صدرت تصريحات مطمئنة نسبيا عن منظمة الصحة العالمية بخصوص المرض.
وقال مسؤول كبير بمنظمة الصحة العالمية إن المنظمة لا تعتقد أن تفشي مرض جدري القرود خارج قارة إفريقيا يستدعي إطلاق حملات تطعيم جماعية، إذ إن القيام بإجراءات أخرى كالنظافة الشخصية الجيدة والسلوك الجنسي الآمن ستسهم في السيطرة على انتشاره.
ماذا تفعل إذا أصبت بجدري القرود؟
إذا كنت تشك في أنك قد أصبت بجدري القرود، فيجب عليك عزل نفسك عن الاتصال الجسدي بالآخرين، وطلب المشورة الطبية على الفور.
تشمل الأعراض الأولية لجدري القرود، الحمى والصداع وآلام العضلات والتورم وآلام الظهر.
ويظهر الطفح الجلدي والآفات عادة على الوجه أو اليدين أو القدمين أو العينين أو الفم أو الأعضاء التناسلية، في غضون يوم إلى 5 أيام. ويتحول هذا الطفح الجلدي إلى نتوءات مرتفعة ثم بثور، والتي قد تمتلئ بسائل أبيض قبل أن تنكسر وتتقشر.
يمكن بسهولة الخلط بين العديد من أعراض الفيروس وأمراض أخرى، مثل جدري الماء أو الزهري، لذا فإن التأكيد الطبي مهم.
إذا تم تشخيص إصابتك بجدري القرود، فستحتاج لأن تعزل نفسك. وعادة ما يكون المرض خفيفا ويتعافى معظم الناس في غضون أسبوعين إلى 4 أسابيع.
بينما تختلف النصائح الطبية حاليا بين البلدان، فإن خدمة الصحة الوطنية (NHS) في المملكة المتحدة، تقول إنه قد يحتاج المريض إلى البقاء في مستشفى متخصص، لمنع انتشار العدوى إلى أشخاص آخرين.
العلاج واللقاح
لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، لكن يمكن مكافحة ما ينجم عنه، وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85 بالمئة في الوقاية من جدري القردة.
لكن هذا اللقاح لم يعد متاحا لعامة الجمهور بعد أن أُوقف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم.
ورغم ذلك فمن المرجح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مسارا أخف شدة.
تشخيص المرض
يعتمد الطب على طرق تشخيص أمراض أخرى مسببة للطفح، من قبيل الجدري والجدري المائي والحصبة والتهابات الجلد البكتيرية والجرب والزهري وأنواع الحساسيات الناجمة عن الأدوية.
ويمكن أن يكون تضخم العقد اللمفاوية خلال مرحلة ظهور بوادر المرض سمة سريرية تميزه عن الجدري، فيما لا يمكن تشخيص جدري القردة على نحو مؤكد إلا في المختبرات.
6 "خرافات" حول "جدري القرود"
وجرد موقع "ويل أند غود"، 6 خرافات رائجة بقوة حول فيروس جدري القرود، الذي يثير مخاوف من إعادة تكرار جائحة كورونا، التي عاشها العالم خلال السنتين الماضيتين.
1- جدري القرود هو فيروس جديد: هذه المعلومة خاطئة، لأن رصد هذا الفيروس تم قبل عشرات السنوات وخضع لعشرات الأبحاث، كما يقول جوزيف أوسموندسون، عالم الأحياء الجزيئية وأستاذ مساعد لعلم الأحياء في جامعة نيويورك.
ووفق منظمة الصحة العالمية، كُشِف لأول مرّة عن جدري القردة بين البشر في عام 1970 بجمهورية الكونغو الديمقراطية لدى صبي عمره 9 سنوات كان يعيش في منطقة استُؤصِل منها الجدري عام 1968.
2- جدري القرود ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي: جدري القرود ليس من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي. قد يحدث الانتقال من خلال الاتصال الوثيق مع شخص مصاب، سواء بالاتصال الجنسي أو إمساك اليدين أو اللمس أو العناق أو التقبيل..
3. يصيب جدري القرود المثليين وثنائيي الجنس فقط: هي معلومة صحيحة جزئيا، لأن عددا من الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم في التفشي الحالي لجدري القرود، رجال مثليون، لكن ليسوا كلهم كذلك.
كما قالت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إن نسبة ملحوظة من الحالات الأخيرة المرصودة في بريطانيا وأوروبا تخص "الرجال المثليين وثنائيي الجنس".
4- جدري القرود هو النسخة المقبلة لكوفيد-19: صحيح أن جدري القرود مرض مثير للقلق، لكنه يختلف تماما عن فيروس كورونا المستجد، الذي ظهر في أواخر 2019. ويقول الخبراء إنه ليس مرضا تنفسيا، كما أنه أقل قابلية للانتقال من كورونا، حيث يبلغ متوسط عدد الأشخاص الذين سيصابون بالفيروس من شخص مصاب، ما بين واحد إلى اثنين.
5- جدري القرود ينتشر في الدول الإفريقية فقط: هذا غير صحيح، والدليل أن عددا من دول العالم، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة أو آسيا أعلنت تسجيل إصابات بهذا الفيروس. ويقول الخبراء إن أي شخص، كيفما كان عرقه أو لونه، معرض للإصابة بجدري القرود.
6- لا تقلق بشأن جدري القرود: أبدى بعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عدم قلقهم وتخوفهم من "Monkeypox"، على اعتبار أنه لا يشبه كورونا.
وذكر "ويل أند غود": "الحقيقة أنه لا بأس في القلق بشأن هذه الحالات وعودة ظهورها. إن البقاء على اطلاع بالحالات الجديدة ومعرفة طبيعة انتشارها وأكثر المجتمعات تأثرا هو أفضل طريقة لحماية نفسك وأسرتك".
نشأة "جدري القردة"
وجاءت تسمية "جدري القردة" عام 1958، عندما "تفشى مرض شبيه بالجدري مرتين في مستعمرات أبحاث خاصة بالقردة".
وأضافت أن الناقل الرئيسي لمرض "جدري القردة" ما زال مجهولًا رغم أن "القوارض الأفريقية يشتبه في أنها تلعب دورًا بانتقال العدوى".
وأوضحت أن أول حالة معروفة من "جدري القردة" لدى البشر "سُجلت عام 1970، في جمهورية الكونغو الديمقراطية، خلال مرحلة بذل جهود مكثفة للقضاء على الجدري".
وقالت إن تفشي المرض قد حصل في الولايات المتحدة عام 2003، بعدما أُصيب 47 شخصًا بالمرض في 6 ولايات، بسبب اتصالهم بكلاب مروج أليفة.
وأفادت أنّ "الحيوانات الأليفة أصيبت بالعدوى بعد إيوائها بالقرب من ثدييات صغيرة مستوردة من غانا.. كانت هذه هي المرة الأولى التي يتم الإبلاغ فيها عن جدري القردة البشري خارج إفريقيا".
https://telegram.me/buratha