أثار اللقاء الذي جمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بكلّ من خميس الخنجر ومحمد الحلبوسي، على هامش مؤتمر الدوحة 2025، موجة واسعة من الجدل داخل الأوساط العراقية، وسط مخاوف من استمرار التدخلات الخارجية في الشأن السياسي المحلي، ولاسيما ما يتعلق بجهود تشكيل الحكومة المقبلة.
ورغم أن اللقاء جاء لبحث ملفات ثنائية وقضايا تخص المنطقة، في شكله العام إلا أن مراقبين اعتبروا أن مناقشة ملفات ترتبط بالوضع الداخلي العراقي وتشكيل الحكومة خارج البلاد لا ينسجم مع مبدأ استقلال القرار الوطني، ويعزّز الانطباع بوجود مسارات سياسية تُدار من خارج الحدود، بعيدًا عن الإجماع الداخلي والمؤسسات الدستورية العراقية.
كما ويرى محلّلون أن "الحضور المتكرر لكلّ من الحلبوسي والخنجر في الدوحة، وحرص الجانب القطري على استقبالهم، بات يطرح تساؤلات حول حجم الدعم المالي والسياسي الذي تقدّمه قطر لهذين الطرفين، وتأثير ذلك على التوازنات السنية داخل العراق، في ظل رفض شعبي وسياسي لأي مسارات تعمّق حالة التبعية أو تصنع مراكز نفوذ خارج الإطار الوطن
وأكدت مصادر عراقية أن "معالجة الملفات الداخلية، بما فيها تشكيل الحكومة المقبلة، يجب أن تتم داخل العراق وبإرادة عراقية خالصة، بعيدًا عن أي أجندات خارجية، وبما يحفظ وحدة الموقف الوطني ويعزّز استقلالية القرار السياسي".
ويأتي هذا اللقاء في وقت يشهد العراق حساسية سياسية متصاعدة، ما يجعل أي تحرّك خارجي في ملفات داخلية محط متابعة وانتقاد، خصوصا في ظل مطالبات متزايدة بتعزيز السيادة ومنع تدويل أو تدوير القرار السياسي عبر عواصم المنطقة.
https://telegram.me/buratha

