انتزع العدّاء الجزائري توفيق مخلوفي أول ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية 2012 التي تحتضنها لندن، بعدما تألق في السباق النهائي لمسافة الـ 1500 مترا أمام الكينيين.
وبعد نور الدين مرسلي، ملك المسافات نصف الطويلة في التسعينيات، جاء دور توفيق مخلوفي ليهدي الجزائر ميدالية ذهبية في الألعاب الاولمبية في مسافة الـ 1500 متر رجال، بعد ذهبية مرسلي في ألعاب أطلنطا 1996، وكانت الجزائر قد نالت الذهب أيضا في نفس المسافة لدى السيدات في وقت سابق من إحراز حسيبة بولمرقة في أولمبياد برشلونة 1992 وأولمبياد أطلنطا سنة 1996 ثم نورية بنيدة مراح في أولمبياد سيدني 2000 في الـ 1500 متر والملاكم حسين سلطاني في أولمبياد أطلنطا 1996 ثم أخيرا العداء توفيق مخلوفي في الـ 1500 متر.
وأهدى مخلوفي، الذي لم يكمل سباق الـ 800 متر أمس، وكاد أن يقصى من الأولمبياد بسبب ذلك، أول ذهبية للعرب في الألعاب الأولمبية بلندن، حيث انطلق كالسهم قبل 300 متر على خط النهاية تاركا كل العدائين وراءه في مشهد يجسد قوة وسيطرة الرياضيين العرب على المسافات نصف الطويلة على اعتبار أن المغربي عبد العاطي إيقيدار نال المركز الثالث وفاز بالبرونز وراء العداء الأمريكي صاحب الفضية.
وسجل مخلوفي، بطل إفريقيا في مسافة الـ 800 متر، وقتا قدره 3 دقائق و34 ثانية و8 أجزاء من المائة، واستغل قوته وسرعته كونه عداء الـ 800 وهي سباقات تعتمد على السرعة، ليصنع الفارق أمام منافسيه في الـ 1500 متر، وليمنح الجزائر أول ميدالية في الألعاب الأولمبية بلندن وينقذ المشاركة الجزائرية، في انتظار دخول الملاكم الجزائري عبد الحفيظ بن شبلة في منازلة ربع النهائي.
وتعتبر ذهبية العدّاء توفيق مخلوفي في أولمبياد لندن الأولى للعرب والأولى للجزائر أيضا في الأولمبياد منذ دورة سيدني 2000، حين أحرزت العدّاءة الجزائرية نورية بنيدة مراح الذهبية الوحيدة للجزائر في ذات الإختصاص، أي سباق الـ 1500 مترا، حيث لم تحصد الجزائر أية ميدالية خلال دورة أثينا 2004، واكتفت بفضية المصارع عمّار بن يخلف وبرونزية المصارعة صورية حدّاد في الجيدو في دورة بكين 2008.
ويصبح مجموع الميداليات للجزائر في كل المشاركات خلال الألعاب الأولمبية 15 ميدالية، منها خمس ذهبيات وفضيتين من إنجاز سعيدي سياف وعمار بن يخلف وثمانية ميداليات برونزية من تحقيق محمد الزاوي ومصطفى موسى وسعيد قرني جبير وحسين سلطاني وعبد الرحمان حماد ومحمد علالو وصورية حداد وعز الدين براهمي.
توفيق مخلوفي: الجزائر تستحق هذا التتويج
على اثر تتويجه، عبّر الجزائري توفيق مخلوفي عن سعادته الكبيرة بإحرازه الميدالية الذهبية لسباق الـ 1500 متر خلال الألعاب الأولمبية بلندن.
وقال مخلوفي في تصريح لـ"الجزيرة الرياضية" مباشرة بعد تتويجه "أنا سعيد جدا وبالميدالية وأهديها للشعب الجزائري وللعرب وللمسلمين"، مضيفا أن "الشعب الجزائري يستحق هذه الفرحة، لقد أثبت من خلال هذا التتويج بأن الجزائر تملك رياضيين كبار خاصة في المسافات نصف الطويلة وهي لا تزال حاضرة على هذا الصعيد من المنافسة، ومن جانبي أشكر كل الذين ساعدوني ووقفوا بجانبي ولا أنوي التوقف عند هذا الإنجاز بل أتطلع لإنجازات أفضل في المستقبل".
وتحدث مخلوفي عن قرار إقصائه أمس ثم إعادته من جديد بسبب عدم إكماله سباق الـ 800 متر، وقال "لم أتأثر للقرار الأول وكنت واثقا من الشماركة لأنني فعلا انسحبت بسبب الإصابة، وأنا إنسان يؤمن بالقضاء، وقد شاركت ونلت الذهب وهذا يسعدني كثيرا خاصة وأنها أول ميدالية للجزائر خلال هذه الألعاب."
أما المغربي عبد العاطي إيقيدار صاحب البرونزية في السباق فقال في تصريح لـ"الجزيرة الرياضية" بأنه سعيد بالبرونز، مضيفا "المهم أن الذهب بقي مغاربيا وعربيا، والمغرب والجزائر حاضرتين فوق منصة التتويج."
سعيد عويطة: "مخلوفي يذكرني بصديقي مرسلي"
كما أثنى سعيد عويطة البطل المغربي السابق لمسافة الـ 5000 متر والـ 1500 متر بأنه سعيد جدا لما حققه الجزائري توفيق مخلوفي صاحب الذهبية في سباق الـ 1500 متر في الألعاب الأولمبية بلندن ولمواطنه عبد العاطي إيقيدار صاحب البرونزية.
وقال عويطة، محلل "الجزيرة الرياضية" مباشرة بعد نهاية السباق، أنا سعيد جدا لتتويج مخلوفي فهو يذكرني بصديق عزيز علي هو "نور الدين مرسلي"، مضيفا أن "مخلوفي له إمكانات كبيرة جدا وقوته في سرعته في الأمتار الأخيرة، وقد أثبت بأنه بطل كبير وهنيئا للعرب بهذا الإنجاز الذي حققه مخلوفي وحتى إيقيدار".
13/5/810
https://telegram.me/buratha